وظائف المعلم تجاه المتعلم

وظائف المعلم تجاه المتعلم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله ولي من اتقاه، من إعتمد عليه كفاه، ومن لاذ به وقاه، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله ومصطفاه، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته واهتدى بهداه، أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن العلم والتعليم وعن دو المعلم، وقال الإمام الغزالي رحمه الله ” من وظائف المعلم أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه، فلا يلقي إليه ما لا يبلغه عقله، فينفره، أو يخبط عليه عقله، إقتداء في ذلك بسيد البشر فقد كان يراعي ذلك في تعليمه وتحديثه ووعظه فليبث إليه الحقيقة إذا علم أنه يستقل بفهمها” وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء شاب، فقال يا رسول الله أقبل وأنا صائم؟ قال لا، فجاء شيخ فقال أقبل وأنا صائم؟ 

 

قال نعم، قال فنظر بعضنا إلى بعض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قد علمت لم نظر بعضكم إلى بعض إن الشيخ يملك نفسه ” رواه أحمد، ونجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى أناس سألوه الوصية بوصايا مختلفة، لكنها تتناسب وحال كل واحد منهم، فمن ذلك هو ما رواه أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أوصني، قال ” اتقي الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن” رواه أحمد، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني، قال ” لا تغضب ” فردد مرارا قال ” لا تغضب ” رواه البخاري، وعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك، قال ” قل آمنت بالله، فاستقم ” رواه مسلم.

 

وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال ” لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ” رواه الترمذي، واعلموا يرحمكم الله أن أسلوب الحوار والمساءلة، يثير إنتباه السامعين ويشوق النفوس للحصول على الجواب، ويحرض عقولهم على إعمال الفكر للوصول إلى الجواب، فإن لم يجيبوا وأجاب النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك أدعى لحفظ المعلومة ورسوخها في نفوسهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم، يغتسل ميه كل يوم خمس مرات، هل يبقي من درنه شيء؟” قالوا لا يبقي من درنه شيئ، قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا” رواه البخاري، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول 

 

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” تدرون من المسلم؟ ” قالوا الله ورسوله أعلم قال ” من سلم المسلمون من لسانه ويده” قال ” تدرون من المؤمن؟ ” قالوا الله ورسوله أعلم، قال ” من أمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم، والمهاجر من هجر السوء فاجتنبه ” رواه أحمد، أما الحوار فيعد حديث جبريل عليه السلام في بيان أركان الإيمان أشهر الأحاديث في ذلك، فعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله. 

 

وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن إستطعت إليه سبيلا، قال صدقت، قال فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال فأخبرني عن الإيمان، قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال صدقت، قال فأخبرني عن الإحسان، قال أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك، قال فأخبرني عن الساعة، قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل، قال فأخبرني عن إمارتها، قال أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، قال ثم انطلق، فلبثت مليا، ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال فإنه جبريل، أتاكم يعلمكم دينكم ” رواه مسلم.

 

وقال القاضي عياض رحمه الله ” هذا الحديث قد إشتمل على شرح جميع وظائف العبادات الظاهرة والباطنة من عقود الإيمان، وأعمال الجوارح، وإخلاص السرائر والتحفظ من آفات الأعمال حتى أن علوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه إذ لا يشذ شيء من الواجبات والسنن والرغائب والمحظورات والمكروهات عن أقسامه الثلاثة.

شاهد أيضاً

بروتوكولات آل صهيون

بروتوكولات آل صهيون بقلم الأديب المصرى  د. طارق رضوان جمعة    هناك قرابة حميمة بينك …

” أنا وقيس وعنترة “

” أنا وقيس وعنترة “ ‘ ثلاثة مجانين وأنثى لا تُرى ‘ (الخشبة مظلمة . …