أخبار عاجلة

وطنية منزوعة الدسم 

وطنية منزوعة الدسم 

كتب سمير ألحيان إبن الحسين 

 

الوطنية ليست شعارات فارغة ، الوطنية ليست احتفالات باهتة ، الوطنية ليست مقالات أو كتابات ، الوطنية ليست كلمات أو أشعار ، الوطنية ليست ألوان أو أعلام أو أوشحة أو أقواس ، الوطنية ليست رسم أو صورة ، الوطنية شعور وإحساس ، الوطنية حب وانتماء ، الوطنية أرض وسماء ، الوطنية أمن وأمان ، الوطنية خدمة وطن ومواطن ، الوطنية الحقة هي المحافظة على مقدرات الوطن لا سرقتها ، أو تكسيرها ، أو تخريبها ، أو تدميرها ، الوطنية أن نحافظ على وطننا من العبث أو اللعب أو السرقة أو الخيانة ، الوطنية أن نتقدم بوطننا إلى الأمام لا أن نعود به إلى الوراء 

فبعض الذين يحتفلون بيوم الوطن ويقيمون له الاحتفالات الوطنية هم الذين يسرقون الوطن ، ويدمرون الوطنية ، إما مادياً ، أو معنوياً ، أو عملياً ، من يتلاعب بالمشاريع ، ويزور المعاملات ، ويأخذ الرشاوى ، ويعطل المراجعين ، ويتلاعب بالحقوق ، ويظلم الآخرين ليس له من الوطنية نصيب ، بل هو عدو الوطنية الأول ، لأنه بأفعاله هاته يزرع كره المواطن للوطن ، وينمي حقد المواطن على الوطن ، الوطني الحقيقي هو من يخدم الوطن ويسعى لراحة المواطن ولو على حساب وقته وصحته ونفسيته حباً لوطنه وأخوته من أهل الوطن 

فالإنسان بلا وطن هو كيـــان ،،،، لكنه بـــــــلا روح

الإنسان بلا وطن هو جســد ،،،، لكن بـــلا إحساس

فعندما تصل إلي مفهوم الوطنية الحقة تصبح حين داك تشارك إخوتك المواطنين في أساسياتك الوجودية فيصبح طموحك من طموحهم، وسعادتك من سعادتهم، نجاتك وفوزك من نجاتهم وفوزهم، يحملكم مركب واحد هو مركب “الوطن الأم”.. الوطنية هي ذلكم الأمل في أن يكون بلدك سائراً نحو الخلاص من التخلف والتبعية للخارج

فالوطنية كما سبق التأكيد على دالك هي ليست شعارات رنانة ولا أغاني عاطفية تحرك الوجدان وتخدر العقل.. الوطنية ليست أقوالاً فارغة من المعنى والمضمون.. الوطنية ليست فقط علماً يرفرف وشعاراً يُرفع ويردد، وأنشودة يتلوها أطفال المدارس فتُحرك فينا الوجدان ويسقط الدمع، ويقشعر من معانيها البدن.. الوطنية الحقة ليست أبداً الانتساب إلى الوطن بالاسم والسكن والعنوان والجنسية من دون دليل، من دون أن نقدم ما يُدلل ويبرهن على هذا الانتساب بالعمل الخالص والفعل والممارسة.. الوطنية هو ذلكم الشعور بالانتماء والحب الحقيقي والتضحية الملموسة من دون انتظار أي مقابل.. وهو ذلكم الإحساس بالرفعة والشوق للوطن وسموه وازدهاره وارتقائه نجمة في السماء، ووردة في سلم المجد والعز والفخار.. الوطنية هي تلك الروح التي تسكنك وتدفعك لترى وطنك في طريق النجاح والرقي، وفي أجمل حُلّة.. هي تلك العزيمة والطموح بأن يكون وطنك منارة للعلم وقبلة للعارفين.. هي تلك المحبة التي تعتصر قلبك ليكون وطنك أفضل بقاع الأرض ريادة ونمواً ورُقيّاً.. الوطنية أن ترى بلدك ينعم بالرخاء والإخاء والسلام والتكافل يعطف القوي على الضعيف، والغني على الفقير، ويتعاون الحاكم والمحكوم، وأن يتوفر الحد الأدنى من الكرامة والعزة لكل أبناء وطنك مهما اختلفوا معك.. الوطنية أن يتطور بلدك في كل مناحي الحياة وتختفي السلبيات وتعمّ الإيجابيات والخير والنماء على الجميع.. الوطنية أن تعتبر كل أبناء الوطن إخوة لك يجاورنك طموحك وأمانيك ومستقبلك..

 

طموحك من طموحهم، وسعادتك من سعادتهم، نجاتك وفوزك من نجاتهم وفوزهم، يحملكم مركب واحد هو مركب “الوطن الأم”.. الوطنية هي ذلكم الأمل في أن يكون بلدك سائراً نحو الخلاص من التخلف والتبعية للخارج.. في أن يكون كل أفراد وطنك على قلب رجل واحد متحدين متعاونين في دروب البناء والتشييد، متناسين متلافين سبل الخلاف والفرقة والتناحر.. الوطنية الحقة هو أن يتوفر العدل والمساواة والحقوق والكرامة للجميع، وأن يعم القانون ويطبق على الناس كافة مهما علا شأنهم ومركزهم، وأن لا يحس أي فرد بغبن ولا ظلم ولا منقصة.. وأن يكون الوطن ذلك القلب الواسع المتسامح، الذي يقبل ويسامح ويسع الجميع مهما اختلفت أفكارهم.. كلهم سائرون مجندون، في خدمة الأهداف السامية، والآمال الطموحة والمستقبل الزاهر

فإن لم تكن هاته الأخلاق والمبادئ والأساسيات متوفرة ومكرسة في مفهوم الوطن والوطنية فقل علي الوطن والوطنية السلام وصلي عليها صلاة جنازة الغائب 

فهي في تلك الحالة تكون وطنية منزوعة الدسم ياإخواني ياأحباب 

وكل وطنية وانتم بخير .

شاهد أيضاً

محافظ الوادي الجديد«ل.د/ محمد الزملوط» يتفقد أعمال إنشاء المجمع الحرفي بالمنطقة الصناعية بالخارجة 

محافظ الوادي الجديد«ل.د/ محمد الزملوط» يتفقد أعمال إنشاء المجمع الحرفي بالمنطقة الصناعية بالخارجة  متابعة/ أحمد …