وداعا قلب مصر الحر السيدة جيهان السادات
بقلم : أحمد طه عبد الشافي
وداعا قلب مصر الحر السيدة جيهان السادات إذا جلست يوماً وحيداً تحاول أن تجمع حولك ظلال أيامٍ جميلة عشتها مع من تحب اترك بعيداً كل مشاعر الألم والوحشة التي فرقت بينكما حاول أن تجمع في دفاتر أوراقك كل الكلمات الجميلة التي سمعتها ممن تحب وكل الكلمات الصادقة التي قلتها لمن تحب
ولدت جيهان صفوت رؤوف بمدينة القاهرة في 29 أغسطس 1933 كأول طفلة بعد أخين للجراح صفوت رؤوف
التقت مع السادات للمرة الأولى في السويس لدى قريب لها صيف عام 1948م هو حسن عزت زوج ابنة عمتها وكان صديقا لمحمد أنور السادات ضابط الجيش الذي ترك الخدمة بعد المحنة التي اجتازها في قضية اغتيال أمين عثمان وزير المالية الذي لقي مصرعه في يناير 1946 وكانت فصول المحاكمة قد شدتها إليه قبل أن تراه أو تعرفه وكانت في الخامسة عشرة من عمرها حيث وقعت في غرامه وقررت الزواج منه
السيدة جيهان السادات قرينة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات كانت أول سيدة أولى في تاريخ الجمهورية المصرية التي تخرج إلى دائرة العمل العام. كان لجيهان السادات مبادرات اجتماعية ومشاريع إنمائية فقد أسست جمعية الوفاء والأمل وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها في المجتمع المصري في ذلك الوقت. أسماها البعض “المرأة الحديدية
رأست جيهان السادات خلال فترة حكم زوجها 30 منظمة وجمعية خيرية الهلال الأحمر جمعية بنك الدم رئيس شرف لتنظيم الأسرة الجمعية المصرية لمرضي السرطان جمعية الخدمات الجامعية أنشأت مركزا للعناية بالمعوقين 1972 ومركز تدريب لتأهيل المحاربين القدماء أطلقت عليه اسم مدينة الوفاء والأمل ولرعاية مرضي السرطان، وتم افتتاح أول قرية أطفال SOS لتسع 300 طفل في القاهرة وأخري بالإسكندرية وثالثة بطنطا ومشروع لكفالة الطفل اليتيم
كانت جيهان شريكة حقيقية في حياة الزعيم الراحل محمد أنور السادات فكانت بجانبه دائما من قبل أن يتولى رئاسة الجمهورية وبعد أن تولاها وعاشت مع على مدى السنوات وعاصرت الحرب والسلام وكان الرئيس السادات يحب أن يناديها دائما جيجي
شاركت جيهان زوجها الرئيس أنور السادات كل الأحداث المهمة التي شهدتها مصر بدءا من ثورة 23 يوليو وحتى اغتياله فى السادس من اكتوبر عام 1981، وهي أول سيدة أولى في تاريخ جمهورية مصر العربية تخرج إلى دائرة العمل العام
لتباشر العمل بنفسها دورها الوطني بين صفوف الشعب المصري، وكان لها العديد من المشروعات المهمة أبرزها مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسي للمرأة وأسست جمعية الوفاء والأمل، وكانت من المشجعات لتعليم المرأة وحصولها على حقوقها في المجتمع المصري في الفترة ما بين 1970 إلى 1981
كما اهتمت جيهان السادات بالعديد من القضايا التى تخص المجتمع المصرى بشكل عام وسيدات مصر بشكل خاص فهى صاحبة فكرة مشروع تنظيم الأسرة المصرية كما أيدت ودعمت الدور السياسي للمرأة وساهمت في طرح فكرة تعديل بعض القوانين التى تخص المرأة على رأسها قانون الأحوال الشخصية كما أسست جمعية الوفاء والأمل ونادت بتعليم المرأة وحصولها على حقوقها في المجتمع المصري.
وفي النهاية تحين لحظة الوداع حاملة معها جميع الذكريات المحفورة بالقلب كأن هذه الذكريات شريط قصير نعيد رؤيته بدقائق فيتألم القلب وينزف من شدة الألم وتمتلئ العيون بالدموع تأبى الوداع فنعيش على أمل اللقاء وداعا جيهان السادات