وداعاً نورس الشعر.. إبراهيم حسين

وداعاً نورس الشعر…. إبراهيم حسين…

بقلم/عماد أحمد الرمادي….

عندما يولد الابداع من رحم الطبيعه وسحر بهاءها.تردد الأركان ذكري صدي الكلمات وجميل المفردات والمعاني مع الطيور المهاجره وهمسات البحر وأصداف الشاطئ…..
رحل إبراهيم حسين أحد أبرز الطيور المحلقه فوق ربوة البرلس الخالده ،بجسده المنهك وروحه المتعبه ،التي استوعبت هموم العالم ،في بوتقة التحدي والإرادة عبر سنوات خوالي،تاركا ابدعاته الناطقه من متواليات البحر وهمس النوارس،علامات فارقه في سجل الأدب والأدباء.
ومن جميل شاعريته……
ابنتي….
لم ألق ضوء قصائدي..
لأي فصل من فصول المسرحه..
لم يرتبط شعري بخبز…
ارتباط المصلحه….
لا كان يقبل طاعة…
أو كان يقبل مشهدأ متخاذلا…
ليموت طعنأ بعد طول مطارحه…
لم احن رأس قضيتي…
يوما لدقات الطبول….
قد كان مثلي مؤمناً…
بالركض أسرع بالخيول…
وثبوا سراعأ مثلما……
وثب الجراد علي الحقول…
ولدا إبراهيم حسن حسين في السادس من نوفمبر عام 1954
بمدينة برج البرلس..حصل على دبلوم المعلمين عام 1974..
اشتغل بالتدريس في مدرسة برج البرلس الابتدائيه وأثناء العمل حصل على ليسانس الأداب والتربيه من جامعة كفرالشيخ ثم الماجستير بعنوان.الخطاب التربوي في شعر عفيفي مطر..وهو أحد استاذته الذي تأثر به..ثم رسالة الدكتوراه بعنوان التربيه وثقافة المقاومه في الشعر العربي المعاصر….
عاش الشاعر والناقد الكبير د/إبراهيم حسين.. جارا محبا للبحر بميثاق الحب الهادئ .وفي بيته الصغير كان يرسم الأحلام ويجسدها فوق رمال الشاطئ بصحبة رفقاء الدرب…
الأذاعي والشاعر الكبير /ذينهم البدوى..شيخ الذجالين غانم دياب..الشاعر محمد الشهاوي.وعبد الدايم الشاذلي.ووممدوح المتولي.وسعيد قنديل..والفنان عبد الوهاب عبد المحسن والسيد عبده سليم…كل هؤلاء كانوا نزلاء رفقة دربه استعدادا لأمسيه شاعريه لا مثيل لها هنا أو هناك.تتجلي نسائمها ببليغ المعاني والمفردات…ولما لا وهو القائل في رائعته..(جغرافيا النفط والدم).. إبان غزو العراق عام 1990…
بغداد يا درب الأحبة والنخيل….
الأان قلبي يعبر الحارات في وجع جديد…
كل الرمال تخضبت وتشعبت….
بشهوة الراعي القديم…..
وانا المغني من سنين….
والنهر في بغداد أنغام تسير…
ذبحت ذئاب الغرب أصوات البلابل…
كانت صحافتنا تفاخر…
بل تبادر ..
إن الحياة توقفت وتبدلت….
والموت منشورا علي جدار المدينه والستائر…
امتطي إبراهيم حسين جواد صالح الشرنوبي لأعوام وانطلق بين مفرداته وقوافيه مغردأ فوق منبر مهرجانه السنوي يشدو ويمتع الحاضرين..كانت بدايته لعازف قديم انطلاقه نحو مجد الخالدين في جوهر المعاني والمفردات يرثي قواعد الأبداع من روح التجربه.كان كثير الحكي دائما عن أصدقائه فيقول عن غانم دياب.. أنه موهوب بالفطره.ويقول عن رفقتة بالشاعر ذينهم البدوى في أيام الصبا كنا نقتسم الخبز سويا..
هكذا كان الشاعر إبراهيم حسين محبا لكل من حوله.وهو يحمل شعلة متاعب السنين أمام ذكرياته .ولما لا وهو القائل..
في نهاية قصيدة (تغريد)..
لكنني…..
مازلت أعشق حارتي..
وأحب فيها مراتعي وطفولتي..
وأحكي روايات جدتي….
في كل شيئ بالديار حبيبتي…
عاش إبراهيم حسين يسارع غروب الشاطئ نحو الشروق..
القادم.يستلهم منه الامل وصفاء جلسة الأحبة ليكتب عناوين
الذكريات مع آخر الأمواج الراحله … وهو يقول..
البحر في قلبي فراغ شاسع.
والموج ينخر في الشطوط…
وقت يمر ولا يفوت….
جرح يقاوم ولايموت..
والبحر يلقي داخلي كل الخطوط….
ومراكب الأيام تزحف نحونا….
وحدي مع الشط الحزين…
لاشيء غيري يكتوي….
بكل أخلاط اليقين…
ابنتي….
لم ارتحل طمعأ في مال أو ياقوت…
لم أنحني يومأ لسلطان أو طاغوت…
أنا لم أبع نفسي وايماني..
لرايات السكوت…
كانت علاقته وطيده جدأ بالشاعر الراحل عبد الدايم الشاذلي.
وكان كثير التردد عليه في مسكنه المتواضع بمنطقة المقطم..
بالقاهره. في بداية الثمانيات من القرن الماضي.ومن خلاله تعرف على المطرب الصاعد آنذاك عمرو دياب وكتب له اغنيه في كاسته الأول (خالصين)..بعنوان ياطير يا متغرب .يقول في مطلعها…
ياطير يامتغرب…
بيتك لخضر قرب…
بعد ماطال مشوارك….
أرجع عمر دارك…..
وابدا تاني وجرب….
اوعي يغرك ريشك…
وعشان لقمة عيشك…
تمشي ورا التيار…..
أهتم الشاعر إبراهيم حسين بعنصر التجديد في شعره من حيث سهولة التعبير وبساطة المفرده.بعيدأ عن التكلف والجزاله.لذا كان يعشق المدرسه الشرنوبيه والقبانيه وكثيراً ما كان يردد اشعار صالح الشرنوبي ونزار قباني.في كل محفل وخصوصاً الأشعار السياسية التي تحمل في طياتها هموم المواطن العربي بصفه عامه..
عملأ الشاعر إبراهيم حسين..
مديرأ لمجمع مدراس برج البرلس الابتدائيه..
ثم أستاذا متفرغأ بكلية التربيه جامعة كفرالشيخ
ثم رئيس تحرير مجلة سنابل بمدرية ثقافة كفر الشيخ..
ثم رئيساً لنادي أدب البرلس لعدة سنوات…
صدرت اعماله من مكتبة انجلوا في القاهره
والهيئة العامة لقصور الثقافة..
ومكتبة العلم والأيمان بمدينة دسوق والتي مازال بها كتبان تحت الطبع..
نشرله عدة مقالات في صحف ومجلات عربيه منها..
مجلة عكاظ السعودية
الكويتي الكويتيه…
الشارقه الاماراتيه..
أهم أعمال الأدبيه..
بدايات لعازف قديم..ديوان شعر
متواليات البحر…ديوان شعر..
همس النوارس.. ديوان شعر..
وعدة مؤلفات في النقد والتربية صادره من مكتبة العلم والأيمان…
رحم الله الشاعر والناقد الكبير..د/إبراهيم حسين
الأخ والاب والمعلم..
قدرما اعطي وأحب. .. رحمة تشمل الدنيا
تستريح في ظلها روحه الطاهرة..

شاهد أيضاً

الموسيقى فى حياتى

الموسيقى فى حياتى بقلم :عماد وديع الموسيقي هى كل شيء وستكون الحياة بدونها فارغة بألنسبة …

وفاة الفنانه سميه الألفي عن عمر يناهز 72عام

وفاة الفنانه سميه الألفي عن عمر يناهز 72عام بقلم الصحفي/ هاني محمد علي عبد اللطيف  …