أخبار عاجلة

واقع الأمة وتعاملها مع حقيقة سيرة نبيها

واقع الأمة وتعاملها مع حقيقة سيرة نبيها 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي يمن على من يشاء بالأولاد ويجعلهم فتنة يتبين بها الشاكر الذي يقوم بحقهم ويصونهم عن الفساد والمهمل الذي يضيعهم ويتهاون بمسئوليتهم، فيكونون عليه نقمة وحسرة في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، أما بعد إن هناك بيان لما يفعل في الموالد من الغلو والمنكرات حيث إتخذ أصحاب الطرق الدينية والتعبدية من المولد ستارا لترويج باطلهم، ونشر بدعتهم عند الجهلة من عوام الناس، فهم بإسم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم يقيمون مثل هذه الإحتفالات، وبذكر شيء من سيرته يفتتحونها، ولكن سرعان ما يظهر الباطل، وتنجلي الغشاوة، فيرى صاحب البصيرة ألوانا وأشكالا من الغلو والبدع المنكرة تظهر من خلال ما يتلفظ به من أقوال، وما ينشد فيه من أشعار، وما يقام من حركات وأفعال، مبدية بذلك الوجه الحقيقي والهدف الرئيسي من إقامة مثل هذه الموالد. 

 

ومن عجيب حال هؤلاء أنهم سمّوا كل إجتماعاتهم التي تقام فيها هذه الأباطيل مولدا، مع أن التسمية لا تساعدهم على هذا الإطلاق، وما ذاك إلا أنهم عرفوا أن رواج باطلهم لا يتحقق إلا تحت هذا الستار، ليروج أمرهم على خفافيش الأبصار أتباع كل ناعق، فمن البدع والمنكرات التي تقام في هذه الموالد، وما أكثرها ما يحصل من الغلو في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال القصائد التي يطلقون عليها اسم المدائح النبوية، والتي لا تخلو من ألفاظ الغلو في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، والتجاوز عما حدده الشارع مما يليق بمقامه الكريم من الإجلال والتقدير، فالمتأمل لتلك القصائد يجدها مرصوفة بعبارات التوسل والإستشفاع والإستغاثة، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم هو المتصرف في هذا الكون، وجعله أول الموجودات، والقطب الذي تدور عليه الأفلاك. 

 

وجعله الغاية التي من أجلها وجد هذا الكون، إلى غير ذلك من الافتراءات والأباطيل التي شحنت بها تلك القصائد، فإذا كانت الدنيا وضرّتها من جود الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن بعض علومه علم اللوح والقلم لأن “من” للتبعيض، فماذا للخالق جلّ وعلا؟ ويضاف إلى هذا الأمر ما قد يحصل في بعض الموالد من منكرات وبدع أخرى، كالرقص والذكر البدعي، وضرب الدفوف، والتزمير بالمزامير” وقد يحصل فيها إختلاط الرجال بالنساء، وشيء من الفجور، وشرب الخمور، ولكن لا يطّرد لا في كل البلاد، ولا في كل الموالد، وإن الإضطراب في تحديد تاريخ ولادته صلي الله عليه وسلم التي هي مبنى الإحتفال عند من يحتفل به دال على أنه ليس من الشرع في شيء، إذ لو كان مشروعا لاعتنى المسلمون بضبطه وبيانه، شأنه شأن مسائل الشرع والقرب الأخروي. 

 

ثم أيضا يقال هب أن مولده صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول، فإن وفاته صلى الله عليه وسلم كانت أيضا في شهر ربيع الأول، أي في الشهر نفسه، فليس الفرح بمولده بأولى من الحزن على وفاته، وهذا ما لم يقل به أحد من قبل” فهل أصبحت السيرة النبوية بكل جلالها وبهائها هي الاحتفال بالمولد؟ وهل إحتفالنا بالمولد يرضي صاحب المولد؟ ويقول الإمام ابن تيمية رحمه الله، ولنصغ له إذ يقول ” وكذلك العباد إذا تعبّدوا بما شرع الله من الأقوال والأعمال ظاهرا وباطنا، وذاقوا طعم الكلم الطيب، والعمل الصالح الذي بعث الله به رسوله، لوجدوا في ذلك من الأحوال الزكية، والمقامات العلية، والنتائج العظيمة، ما يغنيهم عما قد حدث من نوعه” وإن واقع الأمة وتعاملها مع حقيقة سيرة نبيها أليم مخزي، فاللهم اهدي أمتي لإتباع السنة، فإن الغربة شديدة.

شاهد أيضاً

امراض الشيخوخة هى شباب متأخر قليلا 

امراض الشيخوخة هى شباب متأخر قليلا  كتبت د. ايمي حسين  الكثير من الأمراض ليست في …

محافظ الجيزة: إنشاء إدارة للأسواق لضبط المنظومة وتعزيز الرقابة والقضاء على العشوائية

محافظ الجيزة: إنشاء إدارة للأسواق لضبط المنظومة وتعزيز الرقابة والقضاء على العشوائية كتب/سيد عبدالسميع  أصدر …