هم معاول هدم فإحدروهم
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__ هم سرطانات وفيروسات منتشرة في جل المجتمعات المتخلفة يصطادون في الماء العكر هم هم فنانون في الوصولية والإنتهازية بجدارة وإستحقاق مسترزقون حد الثمالة لا تعنيهم المصالح المجتمعية بل هم محترفون في الفوز في بطولات المصالح الشخصية شعارهم الخالد والدائم انا وبعدي الطوفان يلبسون رداءا ليس ردائهم وينتحلون صفة لم يمنحها أحد لهم ينتقلون ويتنقلون بين موائد الإمتيازات والمصالح ويغيرون جلودهم وألوانهم كما يغير الثعبان جلده يدعون المعارضة زيفا وضلما وعدوانا والمعارضة الحقيقة منهم براء كبراءة الدئب من دم يعقوب همهم وديدنهم المعارضة من أجل المعارضة ولفت الإنتباه كي تجود عليهم الأنظمة بالفتات ويبيعون ضميرهم وإنسانيتهم بدراهم معدودات فتعس عبيد الدينار تعس عبيد الدرهم
فلا تظنن اخي المسلم حقًا أنهم يقاتلون من أجل حقوقك؟
أتظن أنهم يريدون تحريرك من الطغيان؟
لا تكن ساذجًا… فطيبة قلبك لا تعني أن العالم مليء بالطيّبين.
هؤلاء يتغذّون على مشاعرك.
يلامسون جراحك لا ليشفوها، بل ليحولوك إلى وقود يشعلون به نارهم.
يخدّرون وعيك بشعارات الحرية والعدالة كي تدفع دمك بدلًا عن دمهم، وتصبح السهم الذي يطلقونه نحو معارك ليست معاركك.
إنهم لا يهتمون بك، ولا بحقوقك، ولا بآلامك.
هم لا يحاربون لأجلك، بل ليُنتزع لهم نصيبٌ من الكعكة.
مشكلتهم ليست مع الظلم… بل مع الظالم الذي لم يمنحهم حصة من الغنيمة.
كل ما يريدونه هو حياة مرفهة لأنفسهم، لأهلهم، لأقربائهم.
وحين يصلون إلى ما يريدون، سترى الحقيقة العارية:
لم تكن يومًا جنديًا في معركة التحرير… بل مجرد حجرٍ آخر في طريقهم نحو السلطة.
كم من شعبٍ طيّب خُدع، وكم من أُمّةٍ سلّمت رقبتها لمن لم يأتِ إلا ليقطعها. فالناس البسطاء، في لحظات خوفهم وضعفهم، يرفعون على عروش قلوبهم رجالًا يعرفون جيدًا كيف يلبسون عباءة القداسة. يتنكرون خلف شعارات الوطن، والقومية، والإيمان، والثورة… وكلها أقنعة مُحكمة تُصمّم خصيصًا لاصطياد الثقة والتعاطف الجماهيري، لكسب النفوذ والقوة وإسكات الشك.
لكن خلف تلك العناوين المضيئة، يقبع ظلام كثيف. فهؤلاء لا يقاتلون لأجل الشعب، ولا يحملون سيفًا في وجه الظلم إلا لكي
تسلّم الشعوب البسيطة مفاتيح مصيرها إلى أيادٍ تتقن فنّ التنكّر. وجوه تتزيّن بأقنعة القداسة، وتختبئ خلف شعارات وطنية.
وقومية وإيمانية وثورية، فتبدو كأنها تحمل خلاص الناس في صوتها، بينما تخفي في أعماقها جوعًا لا يشبع للسلطة.
يأخذوا مكان الجلاد. هم لا يبحثون عن العدالة، بل عن بوابةٍ إلى ثرواتٍ أكبر، ومناصب أوسع، وجحيمٍ يحترق فيه الجميع إلا هم.
وحين يصلون إلى السلطة، يدخلونها كما يدخل الذئبُ إلى حظيرةٍ غافلة. يلتهمون الكعكة التي وعدوا الناس بتقسيمها، ثم يبصقون على أحلامهم، وينكرون آلامهم. وفي اللحظة التي يتذوقون فيها طعم النفوذ، يتحولون إلى الصورة ذاتها للطغيان الذي صرخوا يومًا أنهم جاؤوا لتدميره
أكثر المظلومين الذين يتحولون، حين يستحكمون في السلطة، إلى النسخة ذاتها من الطغيان والضالم الذي ادّعوا محاربته هم فقط وجهًا جديدًا ينتظر فقط من يصفق له.
إنها لعبة قذرة: يرحل الطاغية… ليُبعث طاغٍ آخر من تحت رماد الثورة. وكأن الظلم لا يموت أبدًا، بل يغيّر شكله.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 