هل يلغى الرئيس الانتخابات أم تجرى فى موعدها؟ قراءة فى نبض الشارع المصرى

هل يلغى الرئيس الانتخابات أم تجرى فى موعدها؟ قراءة فى نبض الشارع المصرى

 

بقلم/ أيمن بحر

 

يعيش الشارع المصرى فى الأسابيع الأخيرة حالة استثنائية من الجدل السياسى بعد تداول أحاديث واسعة حول مصير الانتخابات المقبلة وما إذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد يتجه إلى إلغائها أو الإبقاء عليها كما هى أو التعامل بحزم مع ما يُثار من تكهنات واتهامات حول العملية الانتخابية والأحزاب المشاركة فيها.

 

الشارع يتساءل والأحاديث تتشعب، لكن ما هو ثابت حتى الآن أن النقاش حول الانتخابات أصبح مساحة مفتوحة تحمل في طياتها الكثير من المخاوف والتطلعات.

 

أولاً: هل هناك نية لإلغاء الانتخابات؟

حتى اللحظة، لا يوجد أي إعلان رسمي يشير إلى وجود قرار بإلغاء الانتخابات، فالدولة المصرية اعتادت أن تربط عملية الانتخاب بالاستحقاق الدستوري، وهو ما يجعل قرار الإلغاء استثناءً غير مسبوق. ومع ذلك فإن انتشار الشائعات يعكس حالة من الترقب الشعبي وربما القلق من المشهد السياسي بشكل عام.

 

ثانيًا: لماذا يتحدث الشارع بهذه القوة؟

نبض الشارع المصري اليوم يتأرجح بين من يرى أن تكاليف الحملات الانتخابية تجاوزت حدود المقبول وبين من يتهم بعض الأحزاب بعدم القدرة على تقديم منافسة حقيقية، الأمر الذي فتح باب التساؤلات:

هل تُدار الانتخابات بروح سياسية حقيقية؟ أم أنها أصبحت واجبًا شكليًا لا يمتلك زخمه الشعبي السابق؟

 

هذه الأسئلة دفعت الكثيرين إلى التعليق والتكهن، ما أعطى للموضوع حجمًا أكبر وانتشارًا أوسع.

 

ثالثًا: موقف الرئيس… هل يتدخل أم يترك الملف لمؤسساته؟

الرئيس عبد الفتاح السيسي معروف برسائله الصريحة حين يتعلق الأمر بالأمن القومي أو استقرار الدولة. وفي ملف الانتخابات تحديدًا، يرى البعض أن الرئيس قد يلجأ لاستخدام “اليد الحازمة” لو شعر بأن الشائعات قد تهدد ثقة المواطن بالدولة أو تؤثر على استقرار المؤسسات.

 

لكن القراءة السياسية تشير إلى أن القرار النهائي — سواء كان الإبقاء على الانتخابات أو اتخاذ إجراء مختلف — سيظل مرتبطًا بمؤسسات الدولة والقواعد الدستورية، مع الدور الحاسم الذي يلعبه الرئيس لضبط المشهد ومنع الفوضى الإعلامية والسياسية.

 

رابعًا: أين تقف الأحزاب من هذا الجدل؟

الأحزاب المصرية تواجه انتقادات واسعة بسبب ضعف الأداء في بعض الملفات، وعدم قدرتها على تقديم كوادر وبرامج تقنع المواطن. ومع ذلك، فهي تبقى جزءًا أساسيًا من المعادلة، وأي حديث عن الانتخابات لا يمكن فصله عن دورها وقدرتها على التحرك في الشارع.

 

قوائم الأحزاب تحديدًا أصبحت محور تساؤل كبير، سواء من حيث معايير تشكيلها أو الشخصيات التي تتصدرها، وهو ما يزيد من حالة الغموض في نظر الشارع.

 

خامسًا: ماذا يريد المواطن؟

المواطن المصري يريد وضوحًا…

يريد معرفة هل الانتخابات ستكون خطوة حقيقية نحو مشاركة أوسع، أم ستبقى مجرد استحقاق دستوري بدون مضمون سياسي قوي؟

يريد شفافية حول الأموال التي تُنفق، ويريد دورًا حقيقيًا للأحزاب، ويريد رسالة طمأنة بأن صوته له قيمة.

 

في النهاية

الحديث عن إلغاء الانتخابات أو الإبقاء عليها يعكس حالة من القلق العام، لكنه أيضًا يعبر عن اهتمام الشعب بالعملية السياسية، مهما كانت الملاحظات أو الانتقادات. القرار الرسمي سيظل هو الحكم الفاصل، لكن الأهم أن يشعر المواطن بأن مشاركته مؤثرة، وأن الانتخابات تُدار بروح المسؤولية الوطنية بعيدًا عن الشائعات والتجاذبات.

 

وهكذا يبقى السؤال مطروحًا: هل سنشهد انتخابات في موعدها؟ أم أن الخريطة السياسية المصرية قد تشهد مفاجآت في الأيام المقبلة؟

الإجابة ستحدد ملامح مرحلة كاملة، وستبقى محل متابعة واهتمام من كل بيت فى مصر.

شاهد أيضاً

تعزيز الشراكة المصرية الكورية فى لقاء رئاسى بالقاهرة

تعزيز الشراكة المصرية الكورية فى لقاء رئاسى بالقاهرة كتب/ أيمن بحر يستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي …

اعتماد جديد يعزز رسالتها الانسانية منظمة السلام العادل تحصل على اعتراف عربي رسمي

اعتماد جديد يعزز رسالتها الانسانية منظمة السلام العادل تحصل على اعتراف عربي رسمي     …