أخبار عاجلة

هل أتاك حديث لابو لابو

بقلم الباحث التاريخي / سمير ألحيان

 

– لابو لابو ذالك المجاهد المجهول في الأرض المعروف في السماء
— موعدنا اليوم احبابي في الله مع الأسطورة الفلبينية المسلمة
و الثائر المسلم لابو لابو
قليل من المسلمين يعرفون “لابولابو” بسبب نذرة وقلة المصادر التاريخية التي تتحدث عنه و تروي لنا حياته وفضله علي الإسلام وزهده ووقوفه في وجه المد الصليبي المسيحي الذي كان يجتاح الشرق الأقصي تحت غطاء مايعرف بالإستكشافات الجغرافية والتي كانت تحمل في طياتها التبشير والتنصير بالحديد والنار لكل العالم المتخلف بحسب زعمها القاصر والضيق الأفق
ولكن كلنا بل جلنا يعرف الرحالة المجرم “ماجلان” !!!!
ولكن أكرر أسفي هنا وأقول لكم واستفزكم معرفيا وثقافيا واطرح عليكم نفس السؤال هل تعرفون “لابو لابو” الذي قتل “ماجلان” ؟؟؟
تعالو إذا لنتعرف على كامل قصة هذا الأسد الشرس المغوار :
كما تعلمون وتعرفون أن العرب والمسلمون منذ القدم عرفوا جزر الفلبين وأطلقوا عليها اسم “جزر المهراج” وانتشر فيها الإسلام على يد التجار العرب والدعاة القادمين من الصين وسومطرة
وكان ذلك في عام 1380م
وقبل مجيء الإسبان كان الإسلام قد وصل إلى حدود “مانيلا”، ونظرا لأن الفلبين
تتألف من أكثر من 7000 جزيرة فقد أسلم بعضها والبعض الآخر لم يصله نور الإسلام.
وفي عام 1521 م وصل الإسبان بقيادة “فرديناند ماجلان” للفلبين وأقام علاقة مع حاكم جزيرة “سيبو” وتم عقد اتفاق يقضي بأن يوليه ملك الجزر المجاورة
تحت حكم الثاج الإسباني مقابل أن يساعده على تنصير الشعب الفلبيني
وانتقل الإسبان إلى جزيرة صغيرة بالقرب منها على بعد كيلومترات تدعى جزيرة “ماكاتان” عليها سلطان مسلم يدعى “لابو لابو”
علم الإسبان بإسلام حاكم الجزيرة فطاردوا نساءها وسطوا على طعام أهلها فقاومهم الأهالي فأضرم الإسبان في أكواخ السكان النار وفروا هاربين.
رفض “لابو لابو” الخضوع ل”ماجلان” وحرض سكان الجزر المجاورة عليه
ورأى “ماجلان” الفرصة مناسبة لإظهار قوته وأسلحته الحديثة فذهب مع بعض جنوده لتأديبه طلب “ماجلان” من “لابو لابو”
التسليم قائلًا: (إنني باسم المسيح أطلب إليك التسليم ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد)
فأجابه “لابو لابو”: (إن الدين لله وإن الإله الذي نعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم).
تعالوا معى نشاهد المشهد الأخير فى حياة هذا الرحالة…
“عندما كانت الشمس في منتصف السماء..كانت سفن “ماجلان” تقترب من سواحل إحدى جزر المسلمين في الفلبين.. وكان ذلك أحد أيام عام 1521م.
.أعلن سكان الجزيرة تصميمهم على الوقوف في وجه الغزاة..وتجمعوا تحت قيادة زعيمهم الشاب “لابو لابو” واستعدوا للمواجهة المرتقبة…في حين توقفت سفن “ماجلان”
غير بعيدة عن الشاطئ..أنزلت القوارب الصغيرة وعليها الرجال المدججون بالسلاح والخوذ والتروس والدروع…
في حين وقف أهالي الجزيرة و معهم سهام مصنوعة من البامبو المنتشر في الجزيرة وبعض الرماح والسيوف القصيرة القديمة..وتقدم جنود “ماجلان” متدافعين.. ونزلوا من قواربهم الصغيرة عندما اقتربوا من الشاطئ..والتقى الجمعان..وانقض جنود “ماجلان” ليمزقوا الأجساد نصف العارية بسيوفهم الحادة ويضربوا الرؤوس
بالتروس و مقاليع الحديد
ولم يهتموا بسهام البامبو المدببة وهى تنهال عليهم من كل صوب
فقد كانوا يصدونها ساخرين بالخوذ والدروع..وتلاحمت الرماح والسيوف..
وكان لابد من لقاء المواجهة..اللقاء الشرس والفاصل..بين”لابو لابو” و”ماجلان”.
بدأت المواجهة بحذر شديد..
والتفاف كلًا حول الآخر ثم فجأة انقض “ماجلان” بسيفه -وهو يحمى صدره بدرعه الثقيل- على الفتى المسلم عاري الصدر
“لابو لابو”، ووجه إليه ضربة صاعقة
وانحرف الفتى بسرعة وتفادى الضربة بينما الرمح في يده يتجه به في حركة خاطفة إلى عنق “ماجلان”..لم تكن الإصابة قاتلة
ولكن انبثاق الدم لم يكن كافيا
ثم استعاد انفاسه في الماء واراد أن ينقض بالترس الحديد على رأس الزعيم الشاب..
وللمرة الثانية يتفادى “لابو لابو” ضربة “ماجلان”..في نفس اللحظة ينقض بكل قوته بسيفه القصير فيشق رأس “ماجلان”..
الذي سقط مضرجا بدمائه.
.بينما ارتفعت صيحات الصيادين..لابو…لابو.
.وكان سقوط القائد الرحالة “ماجلان”
كفيلًا بهز كيان من بقى حياً من رجاله فأسرعوا يتراجعون عائدين إلى سفن الأسطول الذي لم يكن أمامه إلا إن يبتعد هاربا تاركا خلفه جثة قائدهم “ماجلان”..
ولا يزال قبره
شاهدا على ذلك هناك حتى الآن.
الفلبينيون يعتبرون “لابو لابو” بطلا قوميا قاوم الاستعمار وحفظ لهم كرامتهم وسطر لهم من المجد تاريخا وبكل فخر أطلق الفلبينيون اسم “لابو لابو” على سمك الهامور الأحمر الكبير ذو الفم الكبير
ويقول أحد من زاروا الفلبين:
عند تجوالي بالفلبين ذهبت لشراء السمك فدلني البائع على سمك “لابولابو”
ثم سألني هل تعرف لماذا ل”لابولابو” له فم كبير وأسنان حادة؟
نظرت للسمكة ولم أستطع إجابته
فضحك البائع ضحكة هستيرية وقال بكل فخر وكبرياء: كي يأكل “ماجلان” وضحك معه بقية الزبائن.
للأسف الشديد قليل من العرب والمسلمين يعرفون “لابولابو” ولكن الكثير يعرف “ماجلان”، يجب أن نقوم بتسليط مزيدا من الضوء على هذا البطل المسلم الذي لا يقل عن الأبطال الآخرين الذين قاوموا الاستعمار كما أن “ماجلان” يحظى بسمعة حسنة في مناهجنا الدراسية على رحلته لإثبات كروية الأرض مع أن الحقيقة المؤلمة أنه شارك في إرغام كثير من أبناء الفلبين على النصرانية وحارب الإسلام والمسلمين.
رحم الله “لابو لابو”
ورضي عن هذا البطل المسلم
فمن لي بلابو لابو في مثل هذا الزمان الأغبر المنحط الذي صار المسلمون فيه كقصعة تتأكلها الشعوب والأمم من كل حدب وصوب دون رأفة ولا شفقة ولارحمة
الخلود للابو لابو ولكل الشهداء الأخيار الأطهار أمثاله
والصلاة والسلام على القائد الأكبر والمعلم الأعضم سيدنا وحبيبنا ونبينا وشفيعنا محمد رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا
وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

شاهد أيضاً

حَكَمْتُ عَقْلِى فَى رَدٍّ عَلَى أَفْعَالِ أَلَانَذَالِ

حَكَمْتُ عَقْلِى فَى رَدٍّ عَلَى أَفْعَالِ أَلَانَذَالِ بِقَلَمِ : أَحْمَدَ سَلَامَةَ لِاتَحَسَبَنَّ صَمْتَى عَنْ رَدِّ …