هدي العماوي اخصائى تخاطب : يجب التوقف عن التعامل مع مرضى متلازمة دوان على أنهم “بركة”
2022-09-10 صحة و جمال و وصفات
حوار/ عبدالحفيظ موسى
أجمع عدد من أخصائي التخاطب والصحة النفسية على ضرورة الاهتمام بحالات الإصابة بـ«متلازمة داون» وعدم تهميشهم فى المجتمع مثلما يحدث حالياً واتفق الأخصائيون على أنه لا بد من توافر كافة السبل التى تضمن للطفل الاستقرار النفسى حتى يستطيع تطوير مهارات التعلم، وأن تتجاوز جميع الأسر الأزمة النفسية التى يتعرضون لها حال ولادة طفل «داون» لديهم، حيث تتعامل تلك الأسر مع أطفال المتلازمة على أنهم مجرد «بركة»، ما يدفعهم إلى عزل الطفل عن المجتمع، خشية تعرضه إلى نظرة أو معاملة سلبية.
تقول هدى العماوى : منذ أكثر من ٦ سنوات قررت التخصص فى مجال التربية الخاصة، بدافع غريزى بداخلها جعلها تتمنى أن تصبح ذات يوم مشرفة على أطفال «داون» «بحب الأطفال دى جداً، وكان نفسى أقدم لهم أى حاجة تفيدهم، ومن هنا قررت أدرس تخاطب» وكانت أولى الخطوات التى اتخذتها «هدى » هى الالتحاق بكلية الآداب حتى كان لها ما تمنت والتحقت بقسم التربية الخاصة: «مكتفتش بالكلية وبس، وقررت أنمى مهاراتى أكتر خصوصاً إنى عارفة مدى صعوبة التعامل مع المتلازمة، فأخذت دبلومة تخاطب ، ودى ساعدتنى كتير وعرفت من خلالها إزاى أستغل مهارات التخاطب فى تنمية قدرات الأطفال
وتؤكد أخصائية التخاطب أن أحد أهم العوامل التى تساهم فى تنمية مهارات طفل «داون» أن يكون لدى الطفل دوافع قوية تتولد لديه من علاقاته بالمجتمع: «علشان يكون فيه استجابة لازم يكون الطفل نفسه عنده قابلية للتعلم يعنى مزاجه رايق، وده مش هيحصل إلا من خلال الاختلاط بالعالم الخارجى بدون مضايقات من المجتمع أو حتى نظرات شفقة» وتشير «هدى » إلى أن حالات المتلازمة يعتمدون بشكل كبير على الإشارة، فإذا أُتيحت لهم إشارات ذات دلالات مفهومة لديهم فهذا سيساعد كثيراً على تحقيق الهدف من تلك الإشارة: «عايزين مسايسة فى الأول لأن العند سمة واضحة عندهم، علشان كده لازم الشخص اللى بيتعامل معاهم يكون عنده صبر وقدرة على التصرف بشكل مناسب فى حالة عناد الطفل
واضافت” هدى “الطفل المصاب له نمط تفكير مختلف ويحتاج معاملة خاصة للتغلب على عناده
ترتب “هدى” أخصائية التخاطب، خطوات ومراحل البرنامج الذى يتبعه الطفل منذ بداية محاولات تأهيله حتى اكتمال مراحل التعلم وتقول: «التقليد هو أول مرحلة من مراحل التعليم، ودى غالباً بتبدأ من ٤ سنين حتى لو كان الطفل مبيتكلمش، هنا الاعتماد بيكون على الاستجابة السريعة، وعلشان «داون» بينسوا سريعاً فلازم كل 4 جلسات يتعمل مراجعة تانى وإعادة ما سبق شرحه»، وتتابع: «تدريبات الفم والشفاه صامت بدون نطق، ودى تانى مرحلة فى برنامج التأهيل، وفيها بنحاول نخلى الطفل يحس بالحواس بتاعته، وبعدها بتكون التدريبات دى صوتية، ومن هنا بيبان إذا كان الطفل عنده ميول لحاجات معينة ولا بيسمع الأصوات ومش فارق معاه أثرها»، وتشير أخصائية التخاطب إلى أن غالبية حالات المتلازمة يمتلكون قدرات فائقة فى بعض الأنشطة، فالكثير منهم لديه ميول موسيقية، وهذا الأمر يظهر عند ملاحظة إغلاق الطفل على بعض الكلمات ذات النغمات
وذكرت “هدى العماوى” أخصائية التخاطب، أن هناك نوعين من «المتلازمة» الكلاسيكى ويكون لديه قابلية كبيرة على التعلم، ولا يحتاج إلى جهد كبير فى تنمية مهاراته، والنوع الثانى هو حالة داون من الدرجة الأولى ويحتاج إلى جهد كبير فى التعلم،
وتؤكد «هدى» أن طفل الداون يستحق اهتماماً أكثر من ذلك بكثير، حيث إنه إن كان يعانى من تأخر فى عمليات الإدراك والتحدث ولكنه يمتلك طاقة كبيرة لا بد من استغلالها، حيث إنه يعانى من صعوبة التعلم، نظراً للنسيان الذى يعانى منه، ولكنه يمتلك مهارات كبيرة فى السباحة يمكن تطويرها بشكل كبير.