أخبار عاجلة

نهي الإسلام عن أذي المسلمين 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على جزيل النعماء، والشكر له على ترادف الآلاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إمام المتقين، وسيد الأولياء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأصفياء، وأصحابه الأتقياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد لقد حذرنا الإسلام من أذي المسلمين، وإن من الإيذاء الذي يجهله بعض الناس هو التدخل في عمل الغير ومتابعته وتقويمه وهو لا يمت بصلة بهذا العمل من أي جهة وليس مسؤولا ولا مخولا بذلك فترى هذا الشخص إذا رأى موظفا في أي مجال تكلم عليه وأثار المسؤول عليه وتدخل في شؤونه وأفسد عليه بينما كان الواجب عليه أن ينصحه إذا رأى تقصيرا واضحا بعد سؤاله والتثبت في ذلك، وكما أن من الأذى الخطير الذي ينبغي على المسلم الحذر الشديد منه هو حسد الناس في أموالهم والتطلع لما في أيديهم.

 

وسؤال أهل الدنيا عن أحوالهم فإن ذلك يؤذيهم وينغص عليهم، ومن أعظم الأذى الذي يبتلى فيه بعض الجهال تنقص العلماء والحط من قدرهم ولمزهم وإتهامهم في نياتهم وإخلاصهم والتطاول عليهم وجحد معروفهم وجهودهم في الأمة، فيا أحبتي في الله اعلموا أن إيذاء المسلمين يأتي على صور شتى، بعضها يجهله الناس، وبعضها يتساهلون في أمره، وليس من الممكن ذكر جميع صور الأذى، فمن صور إيذاء المسلم هو مكايدته وإلحاق الشر به وإتهامه بالباطل ورميه بالزور والبهتان وتحقيره وتصغيره وتعييره وتنقصه، وثلم عرضه وغيبته وسبه وشتمه وطعنه ولعنه وتهديده وترويعه وإبتزازه، وتتبع عورته ونشر هفوته وإرادة إسقاطه وفضيحته وتكفيره وتبديعه، وتفسيقه وقتاله وحمل السلاح عليه وسلبه ونهبه وسرقته وغشه وخداعه، والمكر به، ومماطلته في حقه.

 

وإيصال الأذى إليه بأي وجه أو طريق، وكل ذلك ظلم وجرم وعدوان لا يفعله إلا من شحن جوفه بالبغضاء والضغناء، وأفعم صدره بالكراهية والعداء، ويفعل ذلك من أجل أن يحزن أخاه ويؤذيه وأن يهلكه ويرديه وكفى بذلك إثما مبينا، وإن إيذاء المسلمين سبب لدخول النار، وكف الأذى عنهم من أسباب دخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب إمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله، وعرضه” رواه مسلم، فاتقوا الله عباد الله وكفوا أذاكم عن المسلمين واشتغلوا بعيوبكم عن عيوب الآخرين، وتذكروا يوما تقفون فيه بين يدي رب العالمين، ويقول يحيى بن معاذ ” ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة، إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمّه، 

 

وإن لم تمدحه فلا تذمّه” وقال رجل لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه “إجعل كبير المسلمين عندك أبا، وصغيرهم إبنا، وأوسطهم أخا، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه؟ وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال صلي الله عليه وسلم “الإيمان بالله والجهاد في سبيله” قال قلت أي الرقاب أفضل؟ قال صلي الله عليه وسلم “أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمنا” قال قلت فإن لم أفعل، قال صلي الله عليه وسلم ” تعين صانعا أو تصنع لأخرق” قال قلت يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال صلي الله عليه وسلم “تكفّ شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك” متفق عليه.

شاهد أيضاً

الخاطره الثامنه عشر ـ السوشيال ميديا

#الخاطره_الثامنه_عشر #السوشيال_ميديا بقلم/ #نسرين_شحاده هل أنت مدمن سوشيال ميديا؟ هذا السؤال يجب أن نتوقف عنده …