أخبار عاجلة

نموذج التوبة الفريد ..

نموذج التوبة الفريد ..

بقلم / ابراهيم الدهش – كاتب  عراقى

منذ ليلة أمس وانا أتصفح في رفوف ذاكرتي لمقدمة أو مدخلا للحديث عن شخصية فريدة وجريئة لما أقدم عليه بعد أن أنار الله قلبه وتعامل من خلال نفسه التي كانت بين جنبيه بتطبيق حكم الشريعة الإسلامية مستجيبا لما آلت اليه نفسه وبنفس راضية بالألم والوجع !!

 

كما يعلم الجميع بان الثواب والعقاب يأتي من طرف إلى طرف مذنب آخر ، أما أن توجه أقسى عقوبة من شخص إلى ذاته فهذا أمر عجيب ،، نعم انها خطوة غريبة وفريدة من نوعها ،،

 

ربما تأخذنا هذه القصة إلى ظاهرة مستشرية في المجتمعات دون استثناء هي الانتحار و تبعات هذه الظاهرة المرفوضة شرعاً وقانوناً وخاصة عندما يتورط بها الشخص المنتحر ، لا نريد أن نبتعد عن الموضوع ..

 

ومابين الحلِيّة والتحريم ومابين سنن وشرائع الله الحق في كتابه المبين وبين تجلي صفاته بالرحمن الرحيم والغفور ذو القوة متين نترك الاحكام لرب المقام ونسلط الضوء، على تلك القصة من قلب طلب توثيق بتأويل بنية التطهير لا التشهير سعيا لتوصيل حدث وصحوة ضمير قبل فوات  الاوان وتزكية النفس قبل كل عمل وطرق باب الله بكل السبل فقل:

 

إدعوني أستجب لكم

وهو الغفور ذو الرحمة

واسع الفضل

فلتكن صحوة لذوي الحال الميسور لدرء، المستور وتقديم الاحسان لكل محتاج لمنع اي ظاهرة تفقد المحتاج كينونته وذاته وإيمانه بوجود الله الغني الكافي..

 

لكل قارئ، نصيب من وعي الكلمة ليدرك وجوده في كونه موجود الرسالة بكل مقامات التبليغ له

 

كل حسب داخله يأخذ من المعنى للقصة شيئاً إيجابي النفس والوعي والمعاملة وكل مايتعلق بجوانب حياته.

اروي لكم اليوم قصة واقعية غريبة في أحداثها وتفاصيلها ..

في ساعة متأخرة من الليل ارسل لي طلب صداقة عبر صفحات التواصل الاجتماعي من شاب يدعى علي عفيفي يسكن مدينة طنطا محافظة الغربية في جمهورية مصر العربية ، بصراحة لم أوافق في بادئ الأمر على طلب الصداقة ، حتى تصفحت في صفحته الشخصية وتعاطفت مع شخصه من خلال الصور المنشورة التي تشير على بتر كفيه الأيمن والايسر من يديه، صفحة مأساوية لا تعني أن صاحبها  اديبا أو كاتبا أو صحفيا أو فنانا أو أو ، انما تؤكد على بساطته والعوز المادي والمعنوي الذي يعانيه ، تفاعلت وتعايشت مع ظرفه وما يعاني منه .. أما المثير والملفت للإنتباه في ابتسامته البريئة والثقة العالية التي يمتلكها ، إضافة إلى حضوره ونشاطه المجتمعي رغم وضعه الذي أشرت إليه سابقا ..

 

ابتسمت مع الاتصال المباشر حين موافقة طلب صداقته ليتحدث وبحرية مطلقة وبمساحة مفتوحة في الحديث دون قيد أو شرط ، يظهر لي صفوة وصدق حديثه وكأنه صديق حميم وقديم او تربطنا صلة رحم متجذرة ، تحدثت معه بنفس طريقته وأسلوب محادثته العفوية . رغم أن معرفتنا لم تكن إلا قبل دقائق، وإذا بانفتاح مباشر في حديثه .. استاذ انت اعلامي وصحفي وكاتب معروف اريد منك أن تكتب عني وتنشر في الصحف الورقية والكترونية عن قرار وتنفيذ توبتي وتشرح بالتفصيل الخطوات التي أقدمت عليها لكي اكون عبرة لكل مذنب ولص!

 

كانت لي مفاجئة وصعقة في جرأته واقدامه على فعلته !! والأغرب في ذلك ، أن مجموع الدعاوي المسجلة ضده في قسم شرطة مركز طنطا والمراكز الأخرى تجاوزت ال ٥٠٠٠ دعوة سرقة بمختلف أنواعها !! ويسترسل العفيفي في حديثه ،،

 

حاولت مرارا وتكرارا أن أتوقف عن ذلك فلم استطع ، بسبب وجود اشياء وليس شيء واحد في داخلي يدفعني للسرقة ، رغم ان المبالغ النقدية التي أسرقها في بعض الأحيان عدا السرقات الأخرى ، فاني اقوم بتوزيها على الأسر الفقيرة في المنطقة بحجة أنها  مساعدة مادية وتبرعات من أشخاص آخرين يرفضون الاعلان عن أسمائهم . لذلك قلت في نفسي ومع صحوة الضمير التي تلازمني دوما ولكي اتجنب السرقات وابتعدت عنها نهائياً ، لابد من قطع أحد كفوفي لكي يكون درسا وتوبة لي ، فاقدمت على اليد اليسرى وتوجهت إلى محطة القطار وقبل مروه وضعت يدي على سكة القطار وأثناء مروره تم بتر الكف الأيسر ،، قلت هنا تحققت التوبة ، ولكن للأسف الشديد وبعد الشفاء ومعالجة البتر .. استمريت أيضا بالسرقة من خلال الكف الأيمن ، رغم أن قرار التوبة ساري المفعول في داخلي  ، فقررت التوجه مرة اخرى الى محطة القطار وبنفس الطريقة تم بتر الكف الأيمن ، وانا الان مقطوع الكفين >

 

و رغم هذا وذاك وصعوبة الحياة التي اعيشها لم اندم قط على ما فعلته بغض النظر عن حرمت إيذاء النفس .. قررت في ذاتي وعن قناعة تامة بأن أحرم نفسي من أعز الاشياء لأجل راحة واستقرار ضميري الذي يؤنبني دائما ..

الان أشعر براحة واستقرار  الضمير وانام واغفو دون كوابيس  ..

استاذ ابراهيم هل استحق أن تكتب عني ..

.. من المؤكد كذلك وتستحق أكثر  وأكثر لانك فعلا نموذج التوبة الفريد.

شاهد أيضاً

” غواني ما قبل الحروب و سبايا ما بعد الخراب ..!! “

” غواني ما قبل الحروب و سبايا ما بعد الخراب ..!! “ رغم إندلاع الثورة …