نقطة الإنطلاق في التفكير
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما، ” وإنك لعلي خلق عظيم” أما بعد إن كل إنسان يريد النجاح في حيانه ينبغي عليه يدد أهدافه قبل كل شيء ولكن كيف تحدد أهدافك أخي الكريم؟ وهو أنه في البداية يجب التأكيد على أن نقطة الإنطلاق في التفكير في مشروع معين هي الإقتناع بالأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال هذا المشروع، ولكن هناك إعتبارات علمية ينبغي مراعاتها عند تحديد الأهداف لمشروع معين، يمكن تلخيصها في أمور منها أن تحدد الأهداف بدقة ووضوح، بحيث تفهم من قبل الجميع فهما واحدا، وأيضا تناسق الأهداف وتكاملها وعدم تعارضها.
وأيضا واقعية الأهداف، وذلك بإمكانية تحقيقها، وهذه الواقعية على مستويين هما على مستوى كل هدف على حدة، وذلك بكونه ممكن التحقق، وعلى مستوى الأهداف مجتمعة، وذلك بكونها ممكنة التحقق في وقت واحد، وأيضا صياغة الأهداف بشكل قابل للقياس من أجل تحديد نسبة النجاح في تحقيقها، وذلك بربطها بأمر أو أكثر من الأمور ومنها الزمن وتوزيع المواد العينية على الفقراء في بداية كل شهر، والكمية وإعطاء كل فقير ثلاثة أكياس من الأرز، وأيضا التكلفة حيث يجب ألا تزيد قيمة المواد الموزعة على كل فقير عن اللازم، وأيضا ترتيب الأهداف بحسب أهميتها، وأن تكون الأهداف من نوع واحد، فإما أن تكون رئيسة وهي إستراتيجية أو نهائية، أو تكون فرعية تكتيكية أو مرحلية، وذلك أن النوع الأول يتضمن الثاني، ومن الأمور التي تعين على صياغة الأهداف وتحقيقها.
ومتابعة ذلك التحقيق أن تقسم وتصنف إعتمادا على أساس أو آخر، فمثلا يمكن تقسيمها من حيث النوع إلى أهداف رئيسة وأهداف مرحلية، ومن حيث الزمن إلى أهداف طويلة الأجل من خمس وإلي عشر سنوات، ومتوسطة الأجل من سنة إلي خمس سنوات وقصيرة الأجل أي أقل من سنة، وأقدم إلى حيث يحجم الآخرون، ولا يكن إخفاق غيرك في تنفيذ مشروع تضافرت أسباب إقتناعك به صارفا لك عن محاولة إيجاد آلية تمكن من تنفيذه على نحو يوصلك إلى تحقيق أهدافك، لتتصف بالشجاعة الذهنية، فكم من المشاريع الرائعة حكم عليها البعض بالإخفاق لأن عبقريا أو متعبقرا أخفق في إنجاحها، فما لبثت أن إنتشلها شجاع إقتنع بها ثم فكر، ثم إستشار، ثم نفّذ، فألا يمكنك أن تكون شجاعا ولو مرة في حياتك؟ ولا إخالك إلا مفرقا بين الشجاعة الذهنية والتهور الذهني.
وإن من الأمور المهمه في حياة الإنسان هو التفكير الإبداعي، والإبداع في اللغة يعني الإنشاء عـلى غير مثال سابق، والبديع هو المبدع والمبدع، وقال الله تعالى في محكم التنزيل ” بديع السموات والأرض ” وإستبدعه أي عده بديعا، أما من الناحية العلمية، فلعلي إلى التعريف الذي ارتأيته متجاوزا بذلك إشكالية التعريف التي لا تهم القارئ كثيرا وهذا التعريف هو عملية ذهنية مصحوبة بتوتر وإنفعال صادق ينظم بها العقل خبرات الإنسان ومعلوماته بطريقة خلاقة تمكنه من الوصول إلى جديد مفيد، وها هي البشرية جمعاء ترفل بصور من النعم، وأشكال من الترفيه، وألوان من التيسير، تفضل بها المولى عز وجل وقضى بحكمته البالغة بجعل الإبداع وسيلة فاعلة يمتطيها المبدعون ليسهموا في بلورة أفكارهم نظريا، وفي إنجازها واقعيا، ومن هنا تنبثق أهمية التفكير الإبداعي من كونه بعد توفيق الله تعالى.