أخبار عاجلة

نقاء اللبن

نقاء اللبن

قصة قصيرة : عماد أبو زيد / مصر

وأنا شاب في مقتبل العمر، كانت بعض بنات الشارع تحدثني هاتفيًا ، وربما يأتين إلى البيت بأي حجة ، مثل استفسار عن قانون صدر بخصوص الضرائب ، أو عن عمر التحاق الأولاد بالمدرسة ، أو عن تنسيق الإعدادي العام أو الثانوي ، وهل ممكن أن تدخل نورا مثلًا الصف الأول الثانوي العام ، وهي حاصلة على أقل من 70% ، أوكي أدلهم على طبيب جيد وسعره معقول ، أو جهة خيرية تقدم خدمات طبية بسعر زهيد .
وكانت بعض زميلات العمل يتصلن بي أيضًا ، سواء كن آنسات ، أو متزوجات .
كنت أفهم أن الآنسات يبحثن عن الزواج ، لكن حيائهن يمنعهن من إعلان رغبتهن فيما يودونه ، أما المتزوجة ، فكنت أعلم أنها تبحث عن عريس لأختها أو ابنتها وماشابه ذلك ، وتأتي إلى البيت ، تحمل معها استمارة تريد مني استكمال بياناتها على وجه السرعة لتسليمها باكرًا إلى الإدارة ، أو تستفسر عن أمر ما في العمل ، وهكذا ، وكنت على يقين أنها في الوقت نفسه تشاهد بيتي ، وتتعرف علي أهلي ، وتخضعني لعملية تقييم واسعة المدى . وكانت أمي تقول لي بنبرة جادة : إياك أن تخدع بنت أو تضحك عليها ، كنت ابتسم لأمي ، وأقول لها : البنات ناصحة جدًا ، دا ممكن هم اللي يضحكوا علينا ويشغلونا .
ومع مرور الوقت صادفت بنات قلوبهن في صفاء اللبن ونقائه ، وعقولهن غير محملة بأي ذاكرة سوداء عن تصرفات مسيئة من الشبان ، لدرجة إنني كنت أخشى عليهن من الوقوع في براثن ماكر أو مخادع ، لفرط برائتهن أو سذاجتهن ، وحينها أذكر قول أمي .

شاهد أيضاً

“جوه روحى”

“جوه روحى” بقلم/ سماح عبدالغنى جوه روحى ألف روح روح تروح ويا الحبايب اللى فاتو …