__نظرية التجـــويع !
*عندما تنقطع عن الطعام لفترة طويلة بسبب الصيام أو لأي سبب آخر وعندما ترى الطعام تأكل بشراهة وشـراسة ونهم، وهناك من الناس من يقوم بتدريب الحيوانات ويقوم بتشريسهم عن طريق التجويع الشديد لعدة أيام ثم وضع اللحم أمامهم فيقومون بتمزيقه تمزيقا وأكله بشراهة غير عادية..
نحن الآن في تلك المرحلة الشبيهة بذلك الأمر، نحن جوعى، نعم جوعى منذ أكثر من مئتي عام تقريباً !
لكن جوعى للإسلام، جوعى للدين، جوعى للحق، جوعى للنور، جوعى للعدل والقسط، جوعى لحكم الله، جوعى لعودة الخلافة، لأن كل تلك الأمور نحن كأجيال سمعنا عنها فقط ولكن لم نتذوقها ولم نستشعرها، قيلت أمامنا وسمعنا عنها وكأنها من الأساطير..
وكان يجب أن يتم تجويعنا لأن الأجيال التي مضت كان الطعام متوفر لديها فأصبحت تألفه (إلف النعمة، نعمة الإسلام)، فتم حرمان الناس منه حتى عندما يعانوا من عدم وجوده في حياتهم ويعيشون بضنك وذل شديدين، يبحثون عنه بكل همة ونشاط وقوة ونهم، حتى وإن بذلوا المُهج والأرواح..
فتتعجب كيف لنا ونحن نعيش في وسط هذا الظـلام الحالك وتلك الجاهـلية المُخيفة، ثم يأتي من بعدها خلافة وليست كأي خلافة مضت، بل هي على منهاج النبوة..
لأننا جوعى بشدة، اللعاب يسيل من أفواهنا بشكل مُخـيف وغـزير، نُريد أن ننـقض على ذلك الطعام الذي قد حُرمنا منه لعقود طويلة، نريد أن نتقوى لأنه قد أصابنا الإعياء والأمراض من تلك الأطعمة الفاسدة التي أكلناها على مدار قرن وأكثر من الزمان (علمانية، اشتراكية، شيوعية، امبريالية، رأس مالية، ديمقراطية)، كلها وجبات لم تسد رمقنا يوماً فهي كالضريع لا يغني ولا يسمن من جوع، بل هي وجبات شديدة السُمـية..
لذلك لا تندهشوا من أن القادم خلافة على منهاج النبوة، ولا تندهشوا من شـراسة المُسلم في الفترة القادمة، فهو يُريد أن يصل إلى إكسير الحياة بالنسبة له مهما كلفه هذا من ثمن.. وهو عودة الدين قوياً حاكماً ومهيمناً..
ابتلانا الله بالتجويع والحرمان والضنك لتربيتنا ولمصلحتنا حتى نعرف الفرق الكبير والشاسع بين العيش في ظل الباطل، والعيش في ظل الحق حتى يستنهض فينا سبحانه الهمة والتحرك حتى نسعى للعودة وتحقيق الهدف، تم تجويعنا حتى نهدم جميع الحواجز بل ننسـفها نسفاً حتى نصل إلى ما يسد رمقنا، رمق جوعنا وأجسادنا وأرواحنا وأنفسنا..
“نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزَّة في غيره أذلَّنا الله” عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
__والصلاة والسلام على من أدى الأمانة وبلغ الرسالة وكشف الغمة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا:
__وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
بقلم الباحث الأذيب : سمير ألحيان.