جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج
ميناء السخنة يتحول إلى بوابة مصر التجارية الكبرى ويعيد رسم خريطة المنافسة فى البحر الأحمر
كتب/ أيمن بحر
نجحت مصر فى تحويل ميناء السخنة من موقع مهمل لسنوات طويلة إلى أحد أهم الموانئ الاستراتيجية في المنطقة ليصبح ركيزة أساسية فى مشروع الدولة للتحول إلى مركز عالمي للتجارة والنقل واللوجستيات
ميناء السخنة الواقع على جنوب قناة السويس اكتسب أهمية استثنائية مع تصاعد الصراع العالمي على طرق التجارة حيث يمثل الموقع الجغرافى لمصر حلقة وصل مباشرة بين آسيا وأفريقيا وأوروبا وهو ما جعل تطوير الميناء ضرورة استراتيجية لا تقبل التأجيل
وعلى مدار أكثر من خمسة وعشرين عاما ظل الميناء يعانى من تجميد شبه متعمد فى عمليات التطوير إلى أن اتخذت الدولة قرارا حاسما بسحب المشروع من المستثمر الأجنبي وإسناده إلى تحالف وطنى مصرى تابع لوزارة النقل وبمشاركة مؤسسات الدولة وهيئة قناة السويس لتبدأ أكبر عملية تطوير تشهدها الموانئ المصرية فى تاريخها الحديث
التطوير الشامل أعاد رسم دور ميناء السخنة ليصبح بوابة مصر الرئيسية على الخليج العربي وآسيا وداعما مباشرا لشريان التجارة العالمي قناة السويس ما جعله منافسا مباشرا لأكبر موانئ المنطقة على البحر الأحمر والخليج
وسجل الميناء إنجازا عالميا بعد دخوله موسوعة جينس كأعمق حوض ميناء في العالم بعمق يصل إلى تسعة عشر مترا في مؤشر واضح على حجم الطفرة التي شهدها من حيث البنية التحتية والقدرات الفنية والخدمات اللوجستية المتقدمة
ومع اكتمال التطوير أصبح ميناء السخنة مشروعا قوميا عملاقا قادرا على جذب الاستثمارات الصناعية والتجارية وتوليد مليارات الجنيهات ودعم الاقتصاد الوطني ضمن رؤية مصر الاستراتيجية للتحول إلى مركز لوجستي عالمي
ورغم هذه النجاحات لا تزال ملفات إدارة بعض الموانئ المصرية تثير جدلا واسعا خاصة ما يتعلق بدور بعض الشركات الأجنبية في ظل التنافس الإقليمي المحتدم على السيطرة على منافذ البحر الأحمر وما يحمله ذلك من أبعاد اقتصادية وأمنية
وتسعى الدولة المصرية من خلال إعادة هيكلة إدارة ميناء السخنة وتأكيد الملكية الوطنية الكاملة إلى حماية السيادة الاقتصادية وضمان عدم التأثير على الدور المحوري لقناة السويس كممر ملاحي عالمي لا بديل عنه
تطوير ميناء السخنة يعكس إدراكا مصريا كاملا لطبيعة الصراع الإقليمي والدولي ويؤكد أن مصر تتحرك وفق رؤية شاملة لحماية مصالحها وتعظيم قدراتها في مواجهة محاولات إعادة تشكيل خرائط النفوذ في البحر الأحمر والقرن الأفريقي
