أخبار عاجلة

موعدكم الآن مع برنامج / من الألف إلى الياء/

موعدكم الآن مع برنامج

/ من الألف إلى الياء/

بقلم طلال عبد الرحمن الربابعه

بعنوان….

*تجرّأت يوماً ولم تقوَ*

تجربة ومحاولة سعت لها امرأة . ارويها لكم بقلم رجل يتذكر ويذكر بأن هناك سيدات يقع عليهن الظلم ونحن معشر الرجال في غفله .. عذرا أمي .. وعذرا أختي .. وعذرا لزوجتي .. وكذلك عذرا لإبنتي …

إستيقظت مبكرا بعد حلم واضح يخرج من ثناياه صوت جلي يقول لها …كوني انتي ، احبي ذاتك ، اتخذت قرارها لتفرد جناحيها وتطير وترمي كلّ شيء خلفها .لملمت أشلائها في صمت رهيب. كانت هناك في اعماقها صرخات متلاحقة تقول لها أزمان طويلة وانت هنا خادمة للجميع مطيعة للكبير والصغير مستسلمة ومنقادة للقوانين .جاء الوقت وآن الأوان ، آن الأوان
لملمت ماتبقى من كرامة لديها ووضعتها في حقيبتها مع القليل من عزة النفس وبعض من انوثتها .أغلقت الحقيبة.
هناك اشياء داخل الحقيبة تحاول ان تخرج لكن تعود هي وتدسها مرة اخرى وتدس معها قلبها المنهك .
عقلها يرسل اشارات لهذا القلب ليهدئه فيملي عليه الأوامر ويعود ليقسيه ويذكره فيهدأ القلب ويصمت ،
عيونها تتلفت هنا وهناك بحذر، ممتلئة خوفا وريبة هذه أول مرة تتخذ قراراً ، هذه أول مره تلتفت لذاتها .
أرجلها تتخبط ،إحساس رهيب، لثواني بسيطة ليس بمقدورها المشي جلست مرة أخرى تضع رأسها بين أكفها .. لكن يعود العقل ويعطي الأوامر : انهضي كوني قوية .
نظرت الى ورقة كانت قد ثبتتها على الحائط مكتوب عليها مهامها اليومية ومتطلبات كلّ من حولها والأوامر الموجهه إليها .
عادت لتقرأ الورقة مهمة لفلان، وواجب لفلان،وهذا من أجل فلان .بحثت من جديد علها تقرا فيها شبئا لها لم تجد !
أخذت الورقة وقطعتها ، تقطعها وبنفس اللحظة تنظر لها وكأن قلبها يتقطع ارتبكت، لهثت خوفا على تأخرها عن مهمة مدونة وموكلة لها .
عادت وجلست أخذت ورقة اخرى كتبت عليها جملة ( أنا احب نفسي ) ووضعتها في جيبها. رن الهاتف، هناك أحدهم يريد ان يستعجلها لأنها تأخرت. ركضت نحوه لكن تراجعت لاتريد سماع صوت أحد ولا تريد ان تتلقى آوامر. ثم هدأ الهاتف وعاد مرات ومرات وكأنها تحس كل مرة يرن بنبرات صاحب المكالمة أين أنت ،لماذا تأخرتي .
عاد قلبها يتمتم ألا تريدين أن تطمئنيهم عليك. اتركي لهم رسالة مكتوبة او رسالة صوتية . نهض العقل ليشحنها من جديد
عادت تذكر نفسها بمواقف وقصص وحكايات لتثبت لنفسها أن قرارها اليوم كان صائبا .
عندها أصبحت تستحضر صورهم أمامها صور كلّ من ظلمها ، صور كلّ من تجبّر عليها ، صور كلّ من استنزفها .
هاهو والدي ملامحه متغيرة لا أرى السكينة في عينيه
متجهم .كنت أظنه سندي تخلى عني منذ مدة ، نعم أحبه ولكنّه خذلني ،خذلني ولم ينصفني وظن أنني أفضل غيره اكثر منه ولم يعلم مقدار معزته في قلبي.
وهاهي أمي هزيلة، تضع كيسا كبيرا فيه أدوية تخصها،مسكينة أضعف مني،ولاتقوى على شيء،لم أتخذ حياتها عبرة ولم تكن لي ناصحة ، تلومني دائما على تقصيري معها ولم تعلم اني استرق الوقت لكي ألتقي ربي ببضع ركعات.
آآآآخ عينا أخي تبرز امامي يريد ان يذبحني وكأنّي مجرمة فكيف لا وانا الأنثى وهو الذكر ! هو صاحب السلطة والقرار ،هو من يسمح ويمنع حتى دخولي الى بيت والدي،ليتك تدرك انني وانت ولدنا من نفس الرحم ،وترعرعنا في نفس البيت ،وأكّلنا من نفس الطبق والآن انا كبرت ياأخي ولم اعد أقوى على منازعتك وتحمّل كلامك الفظّ.

هاهو زوجي ظننته نصفي الآخر وحسبت أنّي جزء منه، غفرت له الكثير الكثير من نزواته وتجاوزت عن غلطاته، تحملت معه الحلو والمر وقسوة الأيام،ولكن دون جدوى. ملامات يوجهها لي عند كل هفوة او زلّة أو نسيان ( ليتك تدرك انني كبرت ) ولم اعد اقوى على أشياء كثيرة .

هذان إبني وإبنتي فلذتا كبدي، أفنيت عمري من اجلكما وبت لكما ولأولادكما. تضحيات وعطاء بلا حدود ، سهر ليالي ، دعاء متواصل ، انتم أولى اهتماماتي -ولكن- لم أكن لكم جزءا من اهتماماتكم.
كل الوجوه تأتي امامها وتذهب وهي مازالت تتخبّط
وإذ ببابها يطرق إرتبكت وأهتزّت وفتحت الباب:
أين أنتي؟ لماذا تأخرتي؟ مابك ؟ لست كعادتك ؟؟
أجابت :لا لا لاشيء متلعثمة ،هيا بنا انا آسفة غلبني النوم اعذرني .
هيّا بنا. قال لها : أتودين ان تأخذي حقيبتك؟ سكتت ثم قالت : لا لن أحتاج منها إلا شيئاً واحداً، فتحتها فتناولت قلبها المنهك وأعادته الى صدرها ثم أغلقت الحقيبة وقالت له هيّا بنا . أصرّ هو ان تأخذ الحقيبة خوفا من ان تحتاجها هناك فيعود ويجلبها حملت الحقيبة على مضض وأغلقت بابها وسارت .سبقها هو بخطوات والدموع تملأ عينيها وعند اقرب حاوية قمامة رمتها ، رمت حقيبتها ثم سحبت الورقة التي في جيبها ورمتها أيضا ولم تنظر خلفها.
———-
هذه القصة مستوحاة من ام أفكاري ولاتمت بصلة لأحد بعينه. لكن انا على يقين بأن أغلب النساء في مجتمعنا لديهن نفس المعاناة.
*رفقا بالقوارير*

شاهد أيضاً

عايز ترتاح في دنيتك اعمل اللي عليك

عايز ترتاح في دنيتك اعمل اللي عليك عايز ترتاح في دنيتك اعمل اللي عليك وياريت …