(من وحي الخيال )
طلال الدالي، ،سوريا،
حين تلاقت القلوب
في وادي الحب
تفتحت زهور البيلسان
وسرحت في مروج الحب
صبايا الأمس مع الغزلان
فشدني الشوق إلى ماض
أحببت فيه قصص الحب
وتأويل خرائط الفنجان
و قراءة قصة كتبت
حين تلاقت أبراج السماء
في زمن نشأة الأكوان
فوجدت نفسي
على جبل كساه السندس
الأخضر و الأقحوان
أنظر إلى بنت السلطان
فلمحت على البعد أميرة
وقد علا رأسها أجمل التيجان
فأومأت لها أن تأتي
وتدع وراءها ستائر
الحرير والصولجان
حين رأتني أمتطت
خيلا من خيولها
تسابق طيف الزمان
وحين وصلت والدهشة
تعلو الوجه والعينان
قالت :
بأي زمن نحن وبأي مكان
قلت لها :
إنك في عصر غير عصرك
يموت الحب فيه
وحصانه بلا جناحان
فأرخت عن وجهها خمارا
قد غطى وجهها الفتان
فدهشت لحسن جمالها
وقلت:
إنسية أنت أم جان
ضحكت وقالت:
يا فتى لقد هيجت أشجاني
ذكرتني بضيف زارنا
شاعر من عصرك
ذهبي اللون
عظيم الشآن والوجدان
حين سألته عن إسمه
تبسم وقال:
نزار قباني
عاش في بلاط الحب فترة
يكتب مالم يكن في الحسبان
حين استراح
طلب رشفة قهوة
وسيجارة بلا دخان
وقال:
أميرة الحب اقرئي لي
خريطة فنجاني
وحين أنتشى
تصبب عرقا
وأرتجفت يداه والقدمان
وحينها قرر العودة على عجل
من دون إذن من السلطان
تري هل ذاك الشاعر
مازال حيا
أم مات حين أضاع
سحر الهوى وأنغامي
ما زلت أذكر حين قال:
في زمني يمزج النفط
بالنبيذ
ويتحول الخمر لسم ثعباني
والنساء بدلن الفساتين
حتى غدت كالرجال
سراويل التصقت
مع الأبدان
طال الحديث وهو يخبرني
حتى عن دمى الصبيان
هنا توقفت وقالت:
دعك مما قاله أو قلته
واسمح لي بالعودة
إلى زمني
زمن شهريار
والنبي سليمان
فأعتلت خيلها
تسابق زمنا
ضاع في كل مكان
وصاحت قبل
أن يختفي ظلها
لم يبق لك في القصة
سوى سطر أوسطران
وعلمت أني بعد رحيلها
أنهيت قصة كتبت
بحروف من سحب الدخان
،طلال الدالي، ،سوريا،