Oplus_16908288

“من غياب الضمير إلى ضياع المصير: القصة التي لا يريد أحد أن يرويها”

“من غياب الضمير إلى ضياع المصير: القصة التي لا يريد أحد أن يرويها”

بقلم/ الكاتب أحمد فارس 

 

الضمير هو الميزان الأخلاقي الذي يوجه أفعالنا ويضبط قراراتنا، لكنه حين يغيب أو يضعف، يتحول الإنسان إلى عبدٍ لرغباته، لا يردعه رادع ولا يوقفه وازع. إن انعدام الضمير ليس حالة فردية عابرة، بل هو بداية الانهيار الشخصي والمجتمعي معًا، لأنه يفتح الباب أمام الفوضى ويقضي على الثقة التي تُبنى عليها حياة البشر. 

 

فالإنسان الذي يعيش بلا ضمير قد يحقق مكاسب مؤقتة، لكنه يخسر أثمن ما في الوجود: احترام الآخرين وثقتهم. الموظف الذي يتلاعب بالمال العام أو يغش في عمله قد يظن نفسه رابحًا، لكنه في الحقيقة يزرع بذور سقوطه، إذ سرعان ما يُكشف أمره فيخسر وظيفته ويشوه سمعته. وكذلك الطالب الذي يغش في الامتحان قد يحمل شهادة ورقية، لكنه يظل عاجزًا عن مواجهة تحديات الحياة العملية، فيضيع مستقبله بيده. لأنه منعدم الضمير. 

 

ولا يقف الأمر عند حدود المؤسسات، بل يمتد إلى العلاقات الإنسانية. فالزوج أو الصديق الذي يخون ويستهين بالمبادئ من أجل نزوة عابرة، يخسر روابط ثمينة ويجد نفسه في عزلة قاتلة. انعدام الضمير هنا لا يجرّد الإنسان من إنسانيته فقط، بل يحوّله إلى عنصر هدم داخل المجتمع. 

 

لكن، هل ثمة حلول؟ نعم. العلماء يرون أن التربية المبكرة هي الجدار الأول لحماية الضمير، حيث يجب أن يتعلم الأطفال قيمة الصدق والأمانة منذ نعومة أظافرهم. الأطباء النفسيون يحذرون من أن تجاهل الضمير يقود إلى الاضطرابات والعزلة، ويؤكدون أن مواجهة الخطأ والاعتراف به سبيلٌ لاستعادة التوازن. أما الأساتذة والطلبة فيرون أن بناء ضمير حي يبدأ من المدرسة، حيث تُزرع القيم مع العلم. أما عامة الناس فيعرفون جيدًا أن الضمير هو الحارس الذي يحمي المجتمع من الانهيار، حتى لو لم يقرأوا في كتب الفلسفة أو علم النفس. 

 

رسالتي إليكم جميعًا: انعدام الضمير هو السبب الخفي وراء الفشل الفردي والجماعي، وهو السم الذي يهدم الثقة ويزرع الفوضى. لكن الضمير الحي يبقى السلاح الأقوى لمواجهة الجريمة والانحراف، كذلك الركيزة الأساسية لأي نجاح حقيقي حاضرًاومستقبلًا..،

شاهد أيضاً

نصر أكتوبر.. ملحمة العزة والكرامة التي غيّرت وجه المنطقة

نصر أكتوبر.. ملحمة العزة والكرامة التي غيّرت وجه المنطقة  بقلم/ أيمن بحر   يظل السادس …