كنت قد رتبت سلوكا، مجنونا، أن اتخلص من كل ما يثير الملل ارميه ورائي مثل حذاء ضيف ولا التفت إليه . كل شيء يثير الملل يستحق الف لعنة. حتى الناس، والأشياء أنهم يخنقونني كالغبار .انا المتعود على الخطوط العمودية التى تصعد نحو الأعلى، وتتغير وتتحرك بسرعة . فأنا لا استطيع العيش بحالة ثابتة موازية للزمن لا بد من اختراق الزمن نفسه أربعة عقود ونيف قد خلت جمعت فيها كل الحكايات، حلمت فيها اجمل الأحلام الوردية، جمعت كل ما استطيع جمعه من مغامرات وحب حتى ارشفت كل التغيرات الاجتماعية دون زمن كورونا كما السياسية، جمعت كل ما يمكن جمعه وعندما قلبت حقيبتي ليتساقط منها الأشياء لم اجد فيها ما يحرض على المراقبة. لم أجمع ما يستحق لقد ضيعت حياتي في منجم الخطأ، ولم يبقى في حقيبتي ما اقتات عليه سوى الأمل. أما الحب المحجور فهو جائحتي التى ترافقني منذ العقود الأربعة ما بين مد وجزر حتى الاحلام بت اكنسها، اسحقها في قعر نحاسي صلب، اذرها على السطح المخزون من العمر، اعلقها على المشاجب العلوية حاولت الرسم رسمت كثيرا، زينت لوحاتي ليس لاني اجيد الرسم أو ازمع احترافه. ولكن حالة الرسم نفسها مغرية العبث في البياض ، الجامد، ادخال الالوان، خلخلة النسق، قتل الثبات . ولكن كنت عندما انتهي، يصار بالوحة أما إلى النار أو ياكل بياضها الخربشات. أتقنت فن الخربشة في رسمة تبدأ ولا تنتهي اضيع خطوطها المتعرجة فلا بداية ولا نهاية أما حلمي كان بين الهبوط والصعود أعلى أسفل لا مستقر له حتى بات قصر احلامي مكان فوضوي تنتشر فيه الاحلام العبثية حاولت كسر رتابة غيابها المنتظم والمدروس إلا أن الغموض الهرمي من القاعدة إلى القمة كخيط دخان يتصاعد من الأنفاس وينتهي سراب . فيزداد مللي ملل حتى مللت من الملل والملل ملل بقلم مرهج حسن نجم