أخبار عاجلة

مفهوم المواطنة والسلام العالمي.(حقوق وواجبات)

مقال بعنوان :مفهوم المواطنة والسلام العالمي.(حقوق وواجبات)
بقلم اد.عادل القليعي أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب حلوان.
كثيرة هي المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تعقد حول معالجة قضايا هذا الموضوع التي هي حقا الشغل الشاغل لكل ذي عقل ولكل ذي بصيرة ولكل إنسان يحيا علي كوكبنا محبا للإنسانية.
والآن وعلي أرض الكنانة يعقد مؤتمرا عالميا عن مثل هذا الموضوع، تحت رعاية رئاسة الجمهورية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وهذه رسالة للكون كله، نمد أيدينا بالسلام ، والجميع يحيا في بلدنا مصر في سلام واستقرار لا فرق بين مسلم وقبطي ، فالجميع مواطنون من الدرجة الأولي ولهم كافة الحقوق وعليهم كل الواجبات .ولم لا وهي أرض السلام.
بداية ما المقصود بمفهوم المواطنة لغة واصطلاحا.
في اللغة العربية، إحالة اللفظ إلي أصله الثلاثي وطن، وبعضها الآخر يقف عند الفعل الرباعي المزيد، واطن، بمعني ساكن وعايش واصطحب.
أما المفهوم الاصطلاحي في كلمة مواطنة تعني انتماء الإنسان إلي مكان ما واستقراره فيه.
والمواطنة قانونيا، تعرف قانونيا باكتساب جنسية دولة معينة مع كل ما يستتبع ذلك من حقوق وواجبات.
أما مفهوم المواطنة في كافة الأديان، فهي المشترك الحقوقي والتعاقدي والمدني والأخلاقي بين الجميع، فالدين لله والوطن للجميع، بمعني التعايش السلمي بين الجميع متساوون في الحقوق والواجبات، وهذا إن دل علي شيئ فإنما يدلنا علي أن المواطنة قاسم مشترك بين الإنسانية، وبين الشعوب، ومشترك في المؤسسات والاجراءات، فالجميع متساوون أمام القانون ويخضعون لتنظيم قانون واحد يعم الجميع.
ثم خصائص للمواطنة أهمها ما يلي.
المنح يمعني منح الفرد الصفة الرسمية داخل دولته التي يعيش فيها.
الحصول، بمعني حصول جميع المواطنين علي كافة حقوقهم غير منقوصة.
التحديد، بمعني تحديد كافة المسؤوليات التي تقع علي عاتق المواطنين.
التحقيق، بمعني تحقيق مبدا العدل والمساواة بين أفراد الدولة.
الخضوع، وهذا يعني خضوع الجميع إلي قانون واحد لا يبيح إستثناء.
إلا أن هناك عوامل مقومة للمواطنة أهمها ما يلي.
الجنسية فليس ثمة مواطنة دون جنسية، وهي الصفة الرسمية بين أبناء الوطن الواحد.
الولادة علي أرض الوطن، سواء في قرية أو مدينة، المهم داخل الوطن الأكبر.
التجنيس وهو منح المواطن حق المواطنة بمنحه الجنسية التي يحصل من خلالها علي كافة حقوقه.
هذا بالنسبة للمواطنة، أما بالنسبة للسلام،
فمن منا لايحلم بالسلام الذي ينبغي أن يسود العالم، من منا لايمقت الحروب الطاحنة الدائرة هنا وهناك التي لاتبقي ولا تذر، التي تأتي علي الأخضر واليابس والتي لانجني من وراءها إلا الويلات ، من منا لايريد أن يعم الخير والعدل الجميع ، من منا لايحلم أن يأتي يوما يكون العالم كله ، قلبه علي قلب بعض كالجسد وكالنسيج الواحد إذا اشتكي أحد أعضائه يهتم بشكايته وبأوجاعه سائر الأعضاء.
من منا لايريد الطمأنينة والراحة وهدوء البال. دوما ما نجلس أمام شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي نري ونسمع حرب هنا وأخرى هناك، أطفال تشرد وتيتم، شيوخ عجائز تهدم بيوتهم فوق رؤوسهم، أمهات ثكلي حزنهم يقطع الأكباد ، شباب ، صبيان، نساء أرامل ، أطفال يبكون ويقولون سنشكوكم إلي الله ونخبر الله عما فعلتم بنا.
بأي ذنوب قتلوا هؤلاء.
مخيمات لللاجئين تغرقها الأمطار لا يجدون ما يدفئهم اللهم إلا بعض الخرق البالية يشعلوها.
السلام اسم من أسماء الله تعالي فدعوة الله السلام وتحية الله السلام، وجميع الأديان السماوية دعوتها السلام، فالسلام طريق للحب والمودة والعطف، فلم لا نلبي دعوة الإله ونعيش وننعم بالسلام؟!
لماذا لا نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض لنحقق السلام، هل هذا صعب التحقق،
في اعتقادي وإيماني أنه ليس صعبا ، كيف لايكون صعبا ، ننزع الحقد والغل والحسد والضغينة من قلوبنا ونحب بعضنا البعض ويرحم صغيرنا كبيرنا ويعطف كبيرنا علي صغيرنا هذا علي المستوي الفردي، والفرد بدوره عضو فاعل في مجتمعه ، فلماذا لا يحاول أن يطبق هذه المعطيات علي واقعه، يطرح الأنانية جانبا ولايكون ذئبا لأخيه الإنسان ويحيي قيم المواطنة فالجميع مواطنون من الدرجة الأولي ويترك الطبقية والعنصرية، فالجميع لآدم وآدم من تراب، والجميع متساوون في الحقوق وكذلك في الواجبات فلاداعي لهذه العنصرية البغيضة.
أما علي مستوي الدول أو علي الصعيد الدولي دوما ما نسمع مصطلح السلام الشامل ، السلام العادل ، مصطلح جميل ونحب أن نسمعه لكن هل من الممكن تحقيقه أم هي عبارات رنانة تأخذ العقول وتذوب لها الأذان حين سماعها، نريد سلاما حقيقيا لا استسلاما سلام تكافأ القوي وتوازنها لاسلام تفرضه الدول الكبري علي الصغري ، جلوس علي طاولات مفاوضات والكبير يملي املاءاته علي الصغير، قبيح أن نطلق علي ذلك سلام .
أري أنه استسلام ومن يرعي ذلك فهو يضيع وقته لأنه بالحتمية والضرورة المنطقية سيكون سلاما هشا.
إذا أردنا سلاما حقيقيا لابد أن تطرح الدول أو ما تسمي بالدول العظمي، هيمنتها الإقتصادية والسياسية والعسكرية تطرح ذلك أرضا وتوظف تلك الطاقات لرعاية وتحقيق السلام للجميع.
منذ بدء الخليقة وصراع مستمر بين الخير والشر هابيل وقابيل أحدهما يحمل بيده السلام والآخر يحمل بيده الشر، لكن ما استمر شر أبد الآباد، والغلبة في نهاية حلبة الصراعات ستكون لمن يحمل بيده أغصان الزيتون، ويحمل بشارات الأنبياء الذين كانت دعواتهم للسلام فهاهو عيسي المسيح عليه السلام دعوته في مواعظه علي الجبل وترانيمه تحمل السلام، الله محبة والمحبة سلام، وهاهو محمد صلى الله عليه وسلم راياته السلام وبشاراته السلام وتحيته السلام، وها هو موسي حينما يخاطب فرعون يقول له قولا لينا واللين سلام، لين الجانب سلام وليس استسلام.
وإذا ما تطرقنا إلي هذا المفهوم قديما فدعوة الفلاسفة منذ فلاسفة الطبيعيون الأوائل إلي كانط فيلسوف العصر الحديث دعواتهم سلام ، وأذكر علي سبيل المثال الفيلسوف الرواقي زينون الرواقي ودعوته لانشاء المدينة العالمية ودعوته إلي وحدة الجنس البشري لأن الكون كله يخضع لاله واحد ويحكمه قانون واحد هو قانون العقل الذي بدوره يدعو إلي المحبة لأن المحبة من الإيمان وإذا ما تحققت المحبة سيتحقق السلام .
وكذلك ما ذكره إيمانويل كانط في كتابه المشروع الدائم للسلام العالمي ودعوته إلي إقامة مدينة عالمية تسودها الطمأنينة والهدوء، ومن قبله الفيلسوف الإسباني ريموند لول الذي تحدث عن السلام ومن قبلهما الفارابي في المدينة الفاضلة وكذلك ابن رشد ، وأيضا مصلحوا العصر جميعهم دعواتهم إلي تحقيق السلام الشامل العادل الذي ينعم به الجميع، فهل هذا صعب التحقق، هل هذا صعب المنال.
يا سادة نفتش في أنفسنا جيدا ونطرح هذه الأفكار علي عقولنا ونستفتها ثم نعرضها علي قلوبنا وعلي فطرنا الخيرة التي فطرنا الله تعالي عليها، فالإنسان بفطرته مفطور علي الخير وحب السلام وكراهية الشرور.

شاهد أيضاً

صحراء العمر

سلامه يحاول الوصول لكرسي نقيب الصحفيين برعايه الفنكوش

سلامه يحاول الوصول لكرسي نقيب الصحفيين برعايه الفنكوش بقلم / علياء العربي وعلي غرار فيلم …