أخبار عاجلة

مع الشعر والشعراء

مع الشعر والشعراء / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
===========
((( تعظيم سلام للقصيدة العربية الموزونة ٠٠ !! )))
فَالشِعرُ صَعبٌ وَطَويلٌ سُلَّمُه
إِذا اِرتَقى فيهِ الَّذي لا يَعلَمُه
زَلَّت بِهِ إِلى الحَضيضِ قَدَمُه
وَالشِعرُ لا يَسطَيعُهُ مَن يَظلِمُه
يُريدُ أَن يُعرِبَهُ فَيُعجِمُه
وَلَم يَزَل مِن هَيثُ يَأتي يَحرُسُه
مَن يَسِمِ الأَعداءَ يَبقَ ميسَمُه ٠
” الحطيئة ”

تَغَنَّ في كُلِّ شِعرٍ أَنتَ قائِلُهُ إِنَّ الغِناءَ لِهَذا الشِعرَ مِضمارُ ·
” شاعر الرسول : حسان بن ثابت ”

الشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة أو حكمة فهو تقطيع وأوزان
” أمير الشعراء أحمد شوقي ”

إذا الشعرُ لم يهززك عند سماعِهِ…فليس حريّاً أنْ يُقالَ لهُ شِعْرُ!
” جميل صدقي الزهّاوي ”
٠٠٠٠٠
باديء ذي بدء الحديث عن فن الشعر ذو شجون ، و لم ِ لا فقد جاء القرآن الكريم بعيد عن الشعر و النثر المألوف لدى العرب في صناعتهم هذه حيث كان الأعشى صناجة الشعر ٠٠
نعم الشعر هو علم العرب وفنهم الأول وروايتهم و هو شعورهم وديوانهم الخالد عبر العصور جاهلي وإسلامي و أموي و و عصر الدول و الحديث ٠٠٠ الخ ٠
وقد ظل الشاعر مغردا به من خلال خصائص القصيدة الفنية بمقاييس تزينه عن بقية الأجناس الأدبية من نثر و قصة و مسرحية و مقال وخطابة ٠٠٠
و للشعر ميزان حساس مثل الذهب و عرفنا الشاعر المطبوع من المصنوع و الشاعر من الناظم٠ و من ثم تبقى القصيدة العربية خالدة نتوارثها في كل بيئة بمفرادتها الفصحى وبلاغتها و صورها وخيالها و بحورها الإيقاعية المؤثرة برغم التجديد و تطور اتجاهاتها الفكرية و العاطفية والبنية داخل الإيقاع الموسيقي ٠
وكل ذلك في إطار كلاسيكي ورومانسي وواقعي ربما يكون تغيير في الشكل لا المضمون الذي يبرز لنا ” فن الشعر ” المتوارث عن سائر مكونات الأدب الأخرى ٠٠
و قد عرفنا منذ القدم و الآن مع زخم المعاصرة الفرق بين الشعر و النثر بفروعه دون خلط أكيد وواضح وجلي لدى الجميع ٠
فالكلمة التي تحرك فينا الفكر و الوجدان لها مدلول أضف إلى سحر البيان ٠
لكن في هذه الآونة الأخيرة وسط التكنولوجيا ووسائل الاتصال الاجتماعي و لا سيما – الفيس بوك – و توافر المنتديات و المهرجانات والتي وجعلت مننا جميعا فكرة شاعر ومشروع شبه شاعر وليس هذا بعيب بل حسن ، لكن العيب أن نقول على السرد بأقسامه هذا شعراً ٠٠ !٠
فهذه مخالفة وبدعة لأن الشعر معلوم ، برغم المحاولات لإضافة هذه التصانيف الوليدة و المبتكرة ٠
فنحن لا نقلل من أي إنتاج أدبي وجنس جديد لكن نضعه تحت عنوانه ومسمياته اللائقة به ٠
فلنقل المناسب عنه : سرد خاطرة نثريات همسات ٠٠٠

* الخلاصة : فالشعر يا سادة فن راقٍ مستقل ، ويظل ويبقى الشعر العربي الفصيح و الموزون الصريح في حلبة الإنشاد و الإلقاء الذي يميزه عن جنس الكتابة عموما دون مزج بمسميات نالت من جوهره فنحن نعلم مسيرة الشعر و الشعراء ٠٠٠
و أيضا شعر العامية له خصائصه المتفردة ٠
فعلينا الاعتراف بكل هذا دون حرج أو تردد في مواجهة واقتحام للدفاع عن الأصيل الذي يلفظ كل دخيل شئنا أم أبينا لا محال في ذلك ٠
و أخيراً على الناقد بيان الاستحسان و الاستهجان وقواعده الفنية المتعارف عليها للفصل في تلك القضية ٠
و ألا يغرقه في ألفاظ و مذاهب أعجمية لا تمت له بأي صلة فهذا مقزز في التحليل و الحكم كأننا في طلاسم و بيئة غير عربية بالكلية فالشعر و النقد توأم متلازمان أما الآن نجد الشاعر في وادي و الناقد في بيئة أخرى يلعب بالمصطلحات الأجنبية كاللوغاريتمات الرياضية
التي تكبل هذا المنتج العربي الجميل في تباين يريد أن يعربه فيعجمه ٠
فهل من عودة إلى القصيدة العربية الفنية الأصيلة الموروثة بالأوزان الخليلية مع الاعتراف بقصيدة التفعيلة التي تم قبولها بقوالب معينة وضوابط منذ صلاح عبد الصبور و بدر شاكر السياب و نازك الملائكة وغيرهم في التجديد المحافظ على الوزن ٠
أما ما نشاهده الآن من اسفاف وفوضى دون ورع و رقابة ٠٠
فثمة كتابات سردية لها القبول الحسن لكن لا نطلق عليها عنوان شعر قط ٠
و نذكر هنا في نهاية المطاف تعظيم سلام للقصيدة العربية الموزونة ٠
و للحديث بقية ان شاء الله

شاهد أيضاً

المدينة المنورة

المدينة المنورة ……….. لستُ أدري هل المدينةُ روحي أو فؤادي فقدْ عشقتُ هواها كمْ تمنيتُ …