نبيلة السيد
الإسراء والمعراج معجزة إلهية ومنحة ربانية ورسالة سلام للعالمين، حدثت في ليلة اتصلت فيها الأرض بالسماء، قام بها نبينا الكريم على البراق مع جبريل ليلا من مكة إلى بيت المقدس في فلسطين، ثم عرج به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى وعاد بعد ذلك فى نفس الليلة، لتترك لنا دروس وعِبر ما أحوجنا إليها في أيامنا هذه، حيث تؤكد لنا أن بعد كل شدة فرج، ومع كل عسرٍ يسر، وما بعد الليل الحالك إلا فجرٌ صادق يمحو كل ظلمة.
وستزال “الإسراء والمعراج” حتى يوم القيامة رسالة سلام للعالمين، فهى معجزة ثابتة بالكتاب والسنة، ففيها فرضت الصلاة التى هي معراج المؤمن والصلة بين العبد وربه، وستظل محفوظة بحفظ القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى فى كتابه العزيز ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
لذا، يجب أن نعلم أن الإسراء والمعراج معجزة إلهية حدثت في ليلة التقت فيها الأرض بالسماء، ولا ينبعى بأية حال، أن يُحكِّم العقل في ثبوتها بأن حدوثها مستحيل، لأن المعجزات في الأصل أمور خارقة للعادة يجريها الله جل شأنه بقدرته على يد أنبيائه ورسله، مثل معجزة شق البحر، والنار التي كانت بردا وسلاما على سيدنا إبراهيم عليه السلام، وإحياء الموتى بإذن الله، وغيرها من المعجزات التي أيد الله بها أنبيائه ورسله، لذلك فهى حقيقة ثابتة مهما شكك المشككون ومهما ادعى المغرضون، لأن لو تم إعمال العقل والتفكير في كيفية حدوث المعجزات، فسيقود ذلك حتما إلى إنكار ما حدث من معجزات للأنبياء السابقين كإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام.
وأخيرا، نستطيع القول، إن معجزة الإسراء والمعراج ليست معجزة يوم أو ليلة، بل هى إنها معجزة الزمان كله، وستبقى إلى أن تقوم الساعة رسالة سلام للعالمين، وتظل “الإسراء والمعراج” آية من آيات الله العظيمة الدالة على صدق نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل ورسالة للعالمين إلى يوم الدين..