بقلم أشرف عبدالرازق
إدمان #المخدرات هو حالة مرضية معقدة تتسبب في الاعتماد الجسدي والعقلي على المادة المخدرة مهما كان نوعها وصفتها وكميتها، مما يؤدي إلى رغبة ملحة في تناولها، وصعوبة في التوقف عن استخدامها.
وتعتبر المخدرات مواد كيميائية تؤثر على وظائف الدماغ والجهاز العصبي المركزي، وتعمل على تعديل النشاط الكيميائي والهرموني في الجسم. (١)
تعمل المخدرات عن طريق التفاعل مع نظام الأعصاب الدماغية المعروف بنظام السعادة او #الدوبامين. يعتبر الدوبامين مادة كيميائية طبيعية تلعب دورًا هامًا في تنظيم الشهية والمتعة والمكافأة في الجسم. عند تناول المخدرات، تزيد من مستوى الدوبامين في الدماغ، مما يسبب شعورًا مرتفعًا بالمتعة والهمس النفسي والايحاء بالسعادة التي اتمناها لكم بدون مخدرات (٢)
مع مرور الوقت وتكرار تعاطي المخدرات، يتكيف الدماغ ويتعود على وجود هذه الكمية المرتفعة من الدوبامين. وبسبب التكيف، يصبح من الصعب على الدماغ إفراز مستويات طبيعية من الدوبامين بدون تناول المخدرات. هذا ما يؤدي إلى تطور الاعتياد على المخدرات، حيث يحتاج المدمن إلى جرعات أعلى لتحقيق نفس المستوى من السعادة والمتعة التي كانت تحققها الجرعات الأولى (٣)
وقد برزت للوجود موخراً مخدرات أشد ضراوة على الجنس البشري، وهي المخدرات رقمية، وهي عبارة عن نغمات موسيقية بموجات صوتية معينة يتم سماعها عن طريق سماعات بالأذنين عبر ترددين مختلفين ؛ وعادةً ما يكون التردد في الأذن اليسرى أقل من التردد في الأذن اليمنى بفارق لا يزيد عن 30 هيرتز، ويخلق هذا عدم استقرار في الإشارات الكهربائية العصبية بالدماغ، ناتجة عن محاولة توحيد الترددين والوصول إلى مستوى صوتي واحد .
وقد تكون المخدرات الرقمية مصحوبة بمواد بصرية وألوان وفق معدل محدد ومدروس بهدف خداع الدماغ. (٤)
يعتقد بعض الناس أن #المخدرات #الرقمية يمكن أن تسبب تأثيرات مشابهة للمخدرات التقليدية، مثل النشوة والهلوسة ؛ ومع ذلك، هناك القليل من الأدلة العلمية التي تدعم هذه الادعاءات ؛ وفي الواقع بعض هذه الدراسات تشير إلى أن “Digital Drugs” قد يكون لها آثار سلبية على الصحة العقلية والجسدية، مثل اضطرابات النوم والقلق و#الاكتئاب.(٥)
تأثر المخدرات الرقمية على الدماغ. بإفراز الدوبامين ، ويفرز الدماغ الدوبامين عند تجربة المتعة، ويعد الدوبامين من المواد الكيميائية التي تلعب دورًا مهمًا في التعلم والذاكرة والمكافآت ؛ تتسبب المخدرات الرقمية في إفراز كميات كبيرة من الدوبامين، مما يؤدي إلى الإدمان، وتؤدي مع مرور الزمن لآثار كبيرة هي:
١/ التغيرات في هيكل الدماغ مما يؤدي لحدوث تآكل في المادة الرمادية في مناطق معينة من الدماغ، والتي تلعب دورًا مهمًا في التعلم والذاكرة والتحكم في السلوك.
٢/ اضطرابات المزاج التي تتسبب في حدوث اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب والقلق.
٣/ مشاكل في الذاكرة مثل صعوبة التركيز والتذكر والتشويش.
٤/ مشاكل في التعلم : مثل صعوبة الفهم والاستيعاب. (٦)
وبعد : لا بد من التصدي لخطر المخدرات باجراءات في اي هذا المجال، تقوم على:
– تعزير دور المجتمع المدني في مجال التصدي لآفة المخدرات، عبر تفعيل آليات الديمقراطية التشاركية للمساهمة في اعداد وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية ذات الصلة.
– تعزيز التنسيق بين جميع المتدخلين الحكوميين حول قضايا الأمن المجتمعي وتحديدا آفة المخدرات، سعيا للاتقائية وانسجام البرامج الحكومية في هذا المجال.
– تعزيز الشراكة مع مجالس الجماعات الترابية من أجل تحقيق الأمن المجتمعي والتصدي لآفة المخدرات من خلال تفعيل آليات التشاركية للحوار والتشاور.
– تعزيز قدرات جمعيات المجتمع المدني في مجال التصدي لآفة المخدرات، عبر التكوين والبحث العلمي والقيام بدراسات متخصصة في هذا المجال.
– تقوية الشراكة بين الدولة والجمعيات والارتقاء بها من خلال الدعم الموجه للجمعيات الفاعلة التي تشتغل على قضايا الأمن المجتمعي وتحديدا التصدي لآفة المخدرات.
١/ د. محمد علي البار – مشكلة المخدرات والمسكرات – طبعة دار القلم دمشق الطبعة الاولى ٢٠٠١
٢/ زهير أحمد السباعي – المخدراتِ الهاوية المدمرة – طبعة مكتبة دار السلام – القاهرة – ٢٠١٦
٣/ ملفن بلسن – ترجمة سميرة أبو الحسن – مخدر – طبعة. المركز العربي للترجمة القاهرة ١٩٨٨
٤/ تقي فؤاد- المخدرات الرقمية – طبعة الدار الأكاديمية للعلوم للقاهرة ط ١ – ٢٠١٩
٥/تامر الملاح – المخدرات الرقمية حقيقة أم وهم – سلسلة عالم المعرفة – الكويت – العدد رقم ٢٨٨ – ٢٠٠١
٦/ تركي عبد العزيز آل متروك – المخدرات الرقمية علاج أم إدمان – مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية والتربويه (JWADI) – المجلد 26، العدد 26، إبريل 2020، الصفحة 1-50