مصر لم تكن رهينة عند كرومر

مصر لم تكن رهينة عند كرومر
مصر:إيهاب محمد زايد
من منا لا يعرف هذا المستعمر التوسعي اللورد كرومر الذي ولد بلندن 19841 وبعدها بثلاثون عاما تقريبا كان علي أرض مصر ١٨٧٧ ليعمل بالخزانة علي الديون المصرية ثم يشهد حادثة دشواي التي أتمني أن نحيا ذكراها دوما حتي لا ننسي في ذاكرة الحضارة المصرية الحديثة هذا الماضي من الظلم الاستعماري. أستغرقنا وقتا كبيرا حتي نعرف الناس فكر التغريب عند كرومر والمدرسة التي يري بها الغرب حكومتنا وإدارة البلاد فقد تم ترجمة الكتاب في عام 2014 من خلال المركز القومي للترجمة الذي أطالبة بترجمة كل كتاب يتعلق بمصر فمازال كتاب أرض الميعاد ليس بين يدي العامة ولا الأوقات الصعبة لهيلاري وزيرة خارجيتة رغم ترجمتة.
أول ما عمل كرومر أرتبط إسمه بقهر مصر من خلال ديونها بفترة الخديوي إسماعيل الذي أراد أن ينقل التغريب إلي مصر. وهي أول مؤامرة علي النخب المصرية التي تحكم مصر بهذا الوقت حيث التفرنج والتغرب هي سياسة التعامل والصلة بين شمال المتوسط وجنوبة ومن يومها وحتي الان ونحن نلهث في التقليد الغربي بإعتباره نموذجا حضاريا وإن كنا قد أنتقلنا إلي الصين الأن بعد أمريكا. علينا أن نتحرر من التبعية بعدما تحررنا بالفعل عسكريا وإداريا.
وتحضرني مقارنة بين تحرير المرأة التي تحمس لها سعد زغلول من أفكار صديقه قاسم أمين وبين شيخه محمد عبده فتحررت المرأة ومزقت الياشبك والنقاب من خلال زوجته صفيه ورفقاءها هدي شعراوي،سيزا نبراوي،حميدة خليل ،شفيقة محمد وتم إستشهاد بعضهن مثل وهم “شفيقة محمد”, و”فهيمة رياض”, و”عائشة عمر”, و”حميدة خليل, “سيده حسن “من عابدين و إلى جانب أخريات مجهولات . هنا أدرك اللورد كرومر قوة رجل مصريا قادرا له تأثير فضمه إلي الوزارت ليحبطه في مشاريعه الفكرية بالاساس مثل تأسيس الجامعات. فقد قال كرومر عن سعد””رجل قادر ومصري مستنير من تلك الطائفة الخاصة من المجتمع المعنية بالإصلاح في مصر”” هنا نتذكر ثورة 30 يونيو وخروج المرأة التي فعلت ذلك من تلقاء نفسها بل جمعت أولادها وجيرانها وصحاباتها لتهب ضد المستعمر في شكل أذنابه جماعات إسلامية تعلمك الإسلام لتكون تابع من جديد. غير مستقل ولا تحمل شرف المقاومة لأن هناك حكومات يجب أن تقاومها أولا تقتل عسكري الشرطة جارك وابنك وتقازم لواءا من الداخلية وتعلن كلمة بغيضه وقبيحه بحق الوطن العسكر.
هذا ما أراده كرومر لمصر هو أن تصبح رهينة الفعل الغربي لاتنفك من القيد الذي تصنعه غادرنا بالفعل لكننا وضعناكم بقيد. نفس الأمر الذي تروجه إسرائيل بين مقاومة الاحتلال ومقاومة وزارة الداخلية. شتان بين الصورتين لكنه ترويج لسقوط الأنظمة العربية. بحيث لا يجلس علي الحكم إلا واستطلي بنار شعبه. هذه هي الأسلحة الفاسدة بأيدي شعوبنا العربية توجه الرصاص للحكام الذين يقون بالأساس بين معدالة التغريب والتعمير. فكل تعمير تغريب، وكل تغريب هو أساس بنهوض الشعب. هنا لاتجد عقولا تعمل، تبدع وتحل المشكلة. فتجد أن إعلان فوز محمد مرسي من قبل جماعة الأخوان كان من خلال برنامج فرنسي لرصد اللجان يزيفها أحيانا. نختم هذا الجزء بمستخلص بأن الحركة النسائية المصرية الأن أكثر تحررية فلم يكن بها اللورد كرومر كمندوب سامي يضللها ويغربها.
لم يكن هذا فعل كرومر فقط بقيت مصر مسلمة بل ثابتة العقيدة رغم هجوم اللورد كرومر علي الاسلام والقرءان والدخول في قضايا عقائدية لتحليل الشباب المصري من العروة الوثقي. كان أكبر عدوا للتدين والاسلام فكانت سياسة كيف يفقد المبعوثين انتمائتهم الثقافيةة ، عاداتهم وتقالديهم المصرية التي تنبع من أساس إسلامي وتراث كبير تتميز به مصر. هذا مجال يدعونا للمقارنة بين المبعوثين المصري بهذا العصر الحديث الناقمين علي أوضاع مصر الاتصادية والعلمية دون إسهام في حل المشاكل أو مقاومة المستفدين من الفساد وغسل العقول هذه السياسة التي وضعها كرومر فلم نجد هذا عند رفاعة الطهطاوي الذي خرج مترجما وعاد أديبا ومؤرخا. علينا أن ندرس لشبابنا دورة بالأمن القومي قبل خروجهم إلي هذه البلاد الغريبة. حتي لا يعود ويطالبنا بالتبعية. بل يساعدنا أن نري ونستخدم الهندسة العكسية لتقليل واردتنا. هكذا كانت نهضة الصين جيل من المبعوثين بالحزب الشيوعي يضعون له أفكاره الحديثة التي تنهض بالوطن.
كان تيار التعقل هو فعل أخر للورد كرومر فكل تلاميذ الامام محمد عبده ترقوا بالوظائف لصناعة ولاء وظيفي في الحكم الانجليزي لمصر هكذا شتت ابواب الاصلاح والتجديد والاستنارة حتي ولو من باب غربي مثل أوروبا. كان تيار التعقيل الذي خطط له كرومر من نتائجه هو قبول الاستعمار، التغريب، التفرنج فتظل مصر تحت وطأة التدخل الانجليزي بالحكم. أصبح هذا أساس في تعامل الغرب معنا من منا لم يسمع محلل سياسي يتحدث عن مصر والفلين. تشبيه مصر بقطعة الفلين يجعلها تطفو ولا تغرق تحت إدارة خطط لها شخص ما مجهول هو اللورد كرومر. منع اللورد كرومر الفعل في إستقلال مصر من خلال تيار التعقيل هكذا تباع الأوطان!! حيث بث فكرة المرحلة للإستقلال والحرية والتدريج والتدرج. كان يسعي لمكسب الوقت من أجل الخنجر. علي الرغم من ذلك قدم دعوة اللغة العربية مصدر للتخلف. هكذا كانت النواة لتعليم أولادنا بالمدارس الاجنبية، وأيضا سياستنا التعليمية من خلال مدارس التجريب والمستقبل. وكما كان كرومر يحبك شباكه علي مصر فقد أستفادة من دعوة بلاده بالهند كن هندوسيا تكن هنديا كان في مصر مصر للمصريين، لا يعرف من يطلب الأن بطرد السوريين أو التخفف من أهلنا الغرباء إلا إنها دعوة محتل أمبريالي توسعي يريد أن يقتل مصر من خلال عدم تنوعها. هل تعلم عزيزي القارئ أن الامازيج وغرب أفريقيا كانوا سببا في إعمار محافظة الوادي الجديد حاليا وبعض من جنوبها حيث كانوا عمالا يصلون مع المصريين بمعابد أمون وفتحوا خطا تجاريا من غرب مصر إلي غرب أفريقيا. هنا نقول إن مصر للمصريين ولضيوفها ومرديها. أهلا بالتنوع علي أرض مصر، أهلا بالضيوف والمحبين. نحن ضد المستعمر الغاصب، ضد المزيف والسارق، ضد كل من يمس أرضها بسوء.
كانت الإطلالة الأخري لكرومر الوطنية هي عبارة عن مصالح ليست عقيدة ثابتة راسخة. ليست عرفا إجتماعيا أو أخلاق مصرية قديمة التي سرقها أقران كرومر ووزعوها علي كل العواصم الأوروبية. هنا إنفك النظام من الشعب المصري. أختلف وتغير العقد الاجتماعي وإضافة صفات سيئة إلي الشارع المصري وتعرية جسد مصر من خلال تقليب العادات الاجتماعية وسكون المودة والجيرة. وتأسيس لفكر جديد في أذهان شعب مصر”” الوطنية مصلحة متبادلة” وجدت المرحوم الدكتور أحمد خالد توفيق يقود جيلا من الشباب بافكار مبنية علي هذه العبارة. الأن عليك أن تعرف لماذا مطلوب من الجيش والشرطة التضحية لانهم خارج هذه العقيدة الكرومية. بينما ضل الشعب الطريق. إن مصر مصلحة متبادلة بيننا وبينها. أدي هذا إلي هجرة عقول مصرية إما نقمة علي أوضاعها أو نقص المصلحة فيها. تأسس علي أثرها تيارات أقباط المهجر الذين يدعون للهجرة من أرض مشي عليها ستنا مريم وسيدنا عيس لأن المصلحة تتعارض مع القدسية. هو تنفيذ لسياسة مستعمر حتي لا تبحث عن وسائل إستقلال ونهضة مصر.
هناك مبرر واضح عن أختيار تركيا للجوء إليها والمعارضة فيها هو تأكيد وإستغلال لدعوة وفكرة أطلقها كرومر هو ربط تركيا بالاسلام . فإن تركيا هي من يبث الأفكار الاسلامية. إستغلت تركيا الافكار العلمانية الاروبية والدعوات التاريخية مثل دعوة كرومر لتحتضن معارضة إسلامية لجذب الانتباه نحوها لنترك أوطاننا يعبث بها المحتل الجديد وهو أمريكا وذبلها أسرائيل. هذا الخبث في دعوات قديمة وحديثة عن نهضة أوطاننا لا يصنعها مستعمر أو دعواتة أو أذنابه. أو تيار يتاجر بالدين. يبقي أن أذكر لك أن مصر الحديثة التي ألفها السياسي الانجليزي المستعمر كان ينفذ سياسة المستعمرين من إطلاق أفكار تحافظ علي وجودهم وتفكك كل شيئا وطنيا إبحثوا عن أفكاركم ربما تخدم ذئبا يتربص بكم وببلادكم.

شاهد أيضاً

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين القيادة درب العظماء يسعى إليها كل عظيم لكن هيهات …