مصر لا تُفتح يا هذا… هى التى فتحت التاريخ!
بقلم : عماد نويجى
إسمع يا هذا المتعالي بالتاريخ المزيف،
حين كانت مصر تبني حضارة عمرها أكثر من خمسة آلاف عام، وتخطّ على جدران المعابد أسرار العلم والطب والهندسة والروح، لم يكن على وجه الأرض شيء يُسمّى “آل سعود”، ولا كانت هناك ممالك تعرف حتى معنى الدولة أو الإدارة أو القانون.
الفتح الذي تتحدث عنه ليس فتح آل سعود، بل الفتح الإسلامي العظيم بقيادة عمرو بن العاص بأمرٍ من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان ذلك قبل أن يولد حتى جدّ جدّ آل سعود الأول بأجيال طويلة.
مصر فُتحت بالإسلام لا بالسيف السعودي، فافهم التاريخ ولا تخلط بين الدعوة والادّعاء.
أما آل سعود فقد ظهروا في التاريخ الحديث بعد أن انتزعوا الحكم من الهاشميين في الجزيرة، وأقاموا دولتهم على أنقاض صراعات قبلية، ولم يكن لهم يدٌ في نشر الإسلام في أي أرض عربية.
مصر يا هذا ليست صفحة في كتاب أحد، بل هي الكتاب كله، هي التي علّمت الدنيا معنى الدولة، ومنها خرج أول جيش منظم عرفته البشرية، وفي جامعاتها تعلّم أوائل العرب علوم السياسة والإدارة والطب والهندسة.
وحين كانت القاهرة منارة للعلم والعروبة، كانت صحاري الجزيرة بلا كتابة ولا مدارس ولا مؤسسات.
فلا تُزايد على مصر بتاريخٍ كُتب قبل أن توجد دولتكم،
ولا تُحدثنا عن الفتح، فمصر كانت تكتب التاريخ يوم لم يكن عندكم تاريخ يُكتب.
نحن أبناء حضارة عمرها آلاف السنين، ولسنا أبناء رمالٍ غطاها النفط مؤقتًا.
ولتعلم جيدًا يا من تتفاخر بما لا تملك:
مصر كانت وستظل قلب العروبة النابض، ومن أراد أن يختبر عمق التاريخ فلينظر إلى أهراماتها، ومن أراد أن يعرف معنى الكرامة فليقرأ سطور نيلها، فهنا كانت البداية… وهنا يبقى المجد.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 