مصر تفاجئ المنطقة كلها… بنشر HQ‑9B الصينية فى سيناء

بقلم: أيمن بحر
فى تطور عسكرى لافت يحمل رسائل استراتيجية قوية كشفت تقارير إعلامية واستخباراتية عن نشر الجيش المصري لمنظومات الدفاع الجوي الصينية HQ‑9B بعيدة المدى فى شبه جزيرة سيناء.الخطوة التي بدت مفاجئة لكثير من المراقبين خصوصاً فى إسرائيل تعكس تغييراً جوهرياً في العقيدة الدفاعية المصرية، وترسي قواعد جديدة لمعادلات الردع الإقليمى.
فما هى تفاصيل هذه المنظومة؟ ولماذا اختارت مصر هذا التوقيت وهذا الموقع تحديدًا؟ وما ردود الفعل المنتظرة من دول الجوار وعلى رأسها إسرائيل؟ هذا ما نناقشه في هذا المقال.
ما هى منظومة HQ‑9B؟
الـ HQ‑9B هي منظومة دفاع جوي صينية الصنع، تُشبه إلى حد كبير نظام الـ S‑300 الروسي أو حتى الباتريوت الأمريكي، لكنها تتميّز بقدرات متقدمة في:
مدى فعال يصل إلى 200 كيلومتر.
ارتفاع اعتراض يتراوح بين 27 إلى 30 كيلومتر.
القدرة على تتبع وتدمير:
الطائرات الحربية
الصواريخ المجنحة
الطائرات الشبحية
الطائرات بدون طيار
وتعتمد المنظومة على رادارات متعددة الوظائف، تُستخدم في مراقبة المجال الجوي وإطلاق الصواريخ بدقة عالية.
لماذا النشر في سيناء الآن؟
1. الردع الوقائى أمام أي تصعيد محتمل
مع تصاعد التوترات الإقليمية، لا سيّما مع الحرب المستمرة في قطاع غزة، ومخاوف من امتداد الصراع إلى الحدود المصرية، تحرص القاهرة على تأمين سمائها بشكل استباقي.
2. تعزيز شبكة الدفاع الجوي متعددة الطبقات
تمتلك مصر بالفعل أنظمة دفاعية من مصادر متعددة (أمريكية، روسية، فرنسية). والـ HQ‑9B تُكمل هذا الطيف، وتوفر تغطية بعيدة المدى لثغرات كانت قائمة.
3. تنويع الشركاء الاستراتيجيين
في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية، تتجه مصر إلى توازن استراتيجي في التسليح بين الشرق والغرب، وبهذا تحقق استقلالية أكبر في قراراتها الدفاعية.
4. إرسال رسائل ردع إقليمية
من خلال هذا النشر، تُظهر مصر قدرتها على حماية مجالها الحيوي وردع أي تفكير في اختراق سيادتها الجوية، خصوصًا من جهات تمتلك قدرات هجومية متطورة.
كيف كانت ردود الفعل الإسرائيلية؟
قلق أمنى وعسكرى
إسرائيل ترى في هذه المنظومة تهديدًا مباشراً لتفوّقها الجوي في المنطقة، وقد تُعيد النظر في استراتيجياتها العسكرية على الجبهة الجنوبية.
مخاوف من خرق اتفاقية السلام
الانتشار في سيناء يثير علامات استفهام لدى الجانب الإسرائيلي حول مدى الالتزام المصري بالبنود الأمنية فى معاهدة كامب ديفيد خاصة ما يتعلق بالمناطق منزوعة السلاح.
ضغط دبلوماسي متوقع
من المرجح أن تلجأ إسرائيل إلى التواصل مع حليفتها الولايات المتحدة، للضغط على مصر أو طلب ضمانات بعدم توجيه المنظومة ضد أهداف إسرائيلية.
سباق تقني مضاد
إسرائيل قد تسعى لتطوير أو تعزيز قدراتها على تجاوز المنظومة عبر:
أنظمة الحرب الإلكترونية.
صواريخ مضادة للرادار.
تحسين الطائرات الشبحية.
استخدام طائرات انتحارية صغيرة أو مسيّرات هجومية.
كيف ستتفاعل دول الجوار والمجتمع الدولي؟
الولايات المتحدة ستراقب بحذر توجه مصر نحو الصين في مجالات التسليح المتطور.
دول الخليج قد تنظر بإعجاب إلى الخطوة، وقد تستلهم التجربة لتعزيز دفاعاتها.
إيران وميليشيات إقليمية مسلحة قد تعتبر هذا النشر تهديدًا مباشرًا لقدرتها على تنفيذ عمليات تسلل أو إطلاق صواريخ من اتجاهات قريبة من سيناء.
سيناريوهات قادمة
1. تهدئة إعلامية ودبلوماسية
من المحتمل أن تحاول مصر احتواء الموقف من خلال التصريحات والضمانات، لتأكيد أن المنظومة دفاعية بحتة.
2. استمرار الانتشار الاستراتيجي
إذا استمر التهديد، قد تُقرر مصر نشر المزيد من البطاريات أو تعزيز منظومة HQ‑9B بمنظومات رديفة.
3. توسيع التعاون مع الصين
نجاح التجربة قد يفتح الباب أمام صفقات تسليحية أخرى مع بكين، ما يثير قلق الغرب.
الخلاصة: ما الذي تغيّر؟
مصر لم تعُد تكتفي بالدفاع من العمق، بل تتحرك نحو الدفاع الاستباقي، وفرض واقع ردعي على أي طرف يفكر في اختراق أجوائها.
سيناء لم تعد منطقة منزوعة التأثير العسكري، بل أصبحت مركزًا لمنظومات متطورة تُعيد رسم قواعد الاشتباك.
هذه الخطوة ليست فقط عسكرية، بل سياسية واستراتيجية، تؤكد أن مصر تُعيد صياغة تموضعها في معادلة الشرق الأوسط.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 