“مصر احتضنت السوريين كأهل… والإساءة لا تُغتفر”

“مصر احتضنت السوريين كأهل… والإساءة لا تُغتفر”

كتب : حسام النوام 

 

اكد المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي والأمين العام المساعد لحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، أن موقف مصر من استضافة الأشقاء السوريين كان ولا يزال نموذجاً فريداً في التاريخ الحديث، حيث استقبلتهم الدولة على أرضها وعاملتهم معاملة المصريين، بل واعتبرتهم جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني، دون إقامة مخيمات أو عزلهم عن المجتمع.

 

وأشار إلى أن مصر – رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة – لم تتراجع لحظة عن التزاماتها الأخلاقية والإنسانية تجاه السوريين، فأتاحت لهم فرص التعليم والعمل والرعاية الصحية، وفتحت أبواب الاستثمار والمشروعات الصغيرة أمامهم، ليصبحوا جزءاً من الدورة الاقتصادية والاجتماعية.

 

الإساءة لمصر خط أحمر

 

وأضاف المهندس إيهاب محمود أن ما بدر مؤخراً من بعض الأصوات في الداخل السوري، التي حاولت النيل من الدولة المصرية أو الإساءة لرموزها ومؤسساتها، أمرٌ مرفوض تماماً ولا يمكن التغاضي عنه. وقال: “لقد عاملناهم كأهل، وفتحنا لهم بيوتنا ومدارسنا ومصانعنا، لكن من يتطاول على مصر أو يشوه صورتها عليه أن يتحمل تبعات كلماته، لأن كرامة الوطن فوق كل اعتبار.”

 

مصر لن تتخلى عن قيمها

 

وأوضح أن الدعوات المتزايدة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم تأتي في إطار مبدأ احترام مصر لنفسها قبل أي شيء، مؤكداً أن القاهرة لا تغلق أبوابها في وجه أشقائها، لكنها في الوقت نفسه لا تسمح أن يُقابَل الكرم بالإساءة، أو أن تتحول الضيافة إلى منصة للتطاول على الدولة المصرية.

 

وشدد على أن مصر لم تتعامل مع السوريين كلاجئين، بل كأبناء وطن، وهو ما جعل تجربة اندماجهم فريدة في العالم العربي. إلا أن الحفاظ على السيادة الوطنية وهيبة الدولة يظل خطاً أحمر، فلا يمكن أن تستمر الاستضافة مع من يسيء أو ينكر الجميل.

 

العودة كضرورة ومسؤولية

 

أكد إيهاب محمود أن عودة السوريين إلى وطنهم الأم مسؤولية مشتركة بين الدولة السورية والمجتمع الدولي، وأن المرحلة الحالية تفرض ضرورة مراجعة أوضاعهم، خاصة أن جزءاً كبيراً من الأراضي السورية بات أكثر استقراراً من ذي قبل. وأضاف أن العودة الطوعية المنظمة تظل الحل الأمثل، بما يضمن كرامة السوريين ويخفف الأعباء عن الدولة المصرية.

 

مصر دولة عطاء لكنها قوية في الدفاع عن كرامتها

 

واختتم المهندس إيهاب محمود حديثه قائلاً: “مصر ستظل بلد العطاء والإنسانية، لا تتخلى عن أشقائها وقت الأزمات، لكنها أيضاً لن تسمح أن تُمس كرامتها أو يُساء إلى قيادتها وشعبها. من يقدّر ما قدمناه له يظل أخاً عزيزاً في أرض الكنانة، ومن يتطاول أو يتنكر للجميل فالأَولى به أن يعود إلى وطنه ويتحمل مسؤوليته هناك.”

شاهد أيضاً

الاشتياق

الاشتياق بقلم الكاتب/عبدالحميد أحمد حمودة “الاشتياق” ليس دائمًا وجعًا يثقل القلب، ولا مرارة تلسع الروح؛ …