كتب: أحمد نجاح البعلي
وجوه متعبة وأيدي ممدودة وعيون تتوسل وجبة غذائية تسند الجوع رجال ونساء وأطفال يحملون أوانيهم الفارغة ويتزاحمون خلف سياج الخيبة يركضون نحو قِدرٍ واحد يطبخ البقاء على قيد الحياة لا يطبخ الشبع
هذه ليست لحظة عابرة بل هو واقع مرير لمليوني إنسان يجوعون عمداً ويدفعون للجوع كما دفعوا للنزوح والقهر والإختناق
إن الوضع في قطاع غزة يتجاوز حدود المعاناة اليومية حيث أصبح الجوع جزءاً من حياة الناس وأصبح الأمل في الحصول على لقمة طعام كالأحلام البعيدة
غزة اليوم على حافة المجاعة لا يوجد طعام ولا يوجد ماء ولا توجد حياة بل هي طوابير الألم تنتظر بِصَمت سقوطها
تتزايد الأعداد في هذه الطوابير حيث يتجمع الناس في انتظار ما قد يسد جوعهم لكنهم غالباً ما يعودون خائبين إن عادوا من رحلة الموت
إن مشهد الأطفال الذين لا يعرفون طعم الطعام منذ أيام والنساء اللواتي يُجهدن في البحث عن أي شيء يمكن أن يخفف من آلام عائلاتهن هو مشهد يقطع القلوب ويُدمع العيون
تتحدث التقارير اليومية عن تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة حيث يعاني الناس من نقص شديد وحاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب إن الحصار المفروض على القطاع من سنوات طويلة قد أدى إلى تفاقم الأوضاع وأصبح الحصول على الغذاء أو الماء أمرا شبه مستحيل
في ظل هذه الظروف يواجه السكان تحديات يوميه للبقاء على قيد الحياة ويعتمد الكثيرون على المساعدات الإنسانية التي لا تكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية
إن ما يحدث في قطاع غزة هو جريمة ضد الإنسانية حيث يُحرم الملايين من حقهم في الحياة الكريمة
يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك وبسرعة لإنقاذ هؤلاء الناس وأن يعمل على إنهاء الحصار المفروض على القطاع
إن الأمل في غدٍ أفضل يتطلب تضامناً عالمياً ووقوفا مع أهل غزة في محنتهم…