مستقبل صاخب لجيل يحتضن الفوضى
علي سيف الرعيني
أن تعيش بمفردك أمر يستحيل حدوثه و أن تغادرمن الوسط الذي تعيشه إلى منأى بعيد عن الجميع لايمكن ايضا..فماهومطروح لخيارات يمكن تعددها هو أن تتاقلم مع هذا الصخب وأن تتقبل واقعك بلا تذمر وأن تحاول الاندماج إن أمكنك ذلك
أو أن تركن إلى العزلة بعيدا عن الفوضى بأن تهدي نفسك استقالة من كل المصالح والأعمال ومايشغل بالك ..وتعيش الهدوء والسكون وهذا لن يقبل به عاقل
وبالتالي فإن الحياة صاخبة من حولنا نعيش في صخب ونعمل في صخب ونتحرك وسط الصخب ،صخب سريع يأكل الوقت ويتجاوزنا رغم أننا نعيشه بدرجة معينة نحاول أن نهرب منه لكنه يطاردنا وتزداد أعداد محبيه وراغبيه ونحن نعيش وسطهم يحيطنا الصخب فنحاول أن نندمج كما الباقين لكن شيئا في نفوسنا يرفضه بل وبعضنا يستهجنه وآخرون يكرهونه لكنه انتشر كما الوباء فأصبح هو الأساس وكل ما دونه مجرد هوامش وسط مساحاته الشاسعة
لا تستطيع أن تنفصل عن الواقع ولا أن تعزل نفسك عن محيطك، الأجيال تتغير دون أن تكون لك القدرة على مواكبة تلك الأجيال ورغباتها فهذا جيل صاخب جيل تسكن الفوضى في رأسه يحب أن يعيش بصخبه ويستمتع بصوته العالي لا لكي يجد نفسه بل لكي يرسم واقعه الذي يريده مختلفاً بذلك عن واقع كل شيء حوله
صاخب هذا الجيل أفكاره متهورة أحياناً واحياناً أخرى مجنونة لكنها توافق الواقع وتسايره فالعالم كله يمتاز بالصخب ويسري فيه التهور وتنتشر فيه الفوضى عالم صاخب تمكن أن يدخل بيننا ويسيطر على أجيال كان يجب أن نعدها للمستقبل لكنهم الآن يرسمون المستقبل بصخب وتهورهم سيتجه في اتجاهات لا يتوقعها أحد يصرخون إما نحن أو الطوفان ورغم صخبهم لا أحد يستمع لهم لا يلتفت لما يريدون صاخبون وفي المستقبل سيصبحون ثوار على الواقع يملؤهم الجنون ولا تعني لهم الفوضى الكثير بل ينظرون لها كأمر جميل واقع لا محالة منه