أخبار عاجلة

مركب ورق

ورحلت الشاعرة المصرية كاميليا كامل عثمان ( غادة الكاميليا )
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
===============
((( مركب ورق ٠٠٠ !! )))
وداعا شاعرة العامية المصرية غادة الكاميليا ” ١٩٦٤ – ٢٠٢١ م ”
في يوم الإثنين ١ / ١١ / ٢٠٢١ م تودع عالمنا فجأة و تترك لنا قصائدها تحاكي الواقع في نوبات لها صدى بيننا نطالع فيوضات من مشاعرها مع الحياة هكذا ٠٠٠

” اسيرة ف دنيا سجّانها
تحس انه بهواه مأسور
بتعلي الرغبة وحيطانها
مفيش فيها نوافذ نور
ف نخمد بالوداد نارها
وننشد غنوة الصبّار
تنازع فينا رغبتنا
انا مش عَبْدة للمأمور
ولا نزوة تطفّوها
وتنسى المهد للتفجير
انا مخلوقة من ميّة
نشيدى كله حريّة
بلا استذان أقول عنى
أخطّى الف سد وسور ٠
٠٠٠٠٠٠٠٠

مازال رحيل فرسان الشعر العربي المعاصر في وطننا الكبير يتساقط واحد تلو الآخر ٠٠٠
بالأمس القريب ودعنا فارس الفصحى شاعر الزقازيق أحمد السلاموني
و اليوم نودع شاعرة العامية كاميليا كامل/ غادة الكاميليا ابنة الزقازيق محافظة الشرقية أيضا ٠٠

أليست هى القائلة :
” يعدّى الوقت متخفّى
ويسرق م الأوان بصمة
ونسأل ع الساعات نلقى
أوانى ذِكرهم فارغة
لسانها شجون بتتأفف
بتشكى الحاجة والندرة
وشوقها عيون بتتلهف
سمير الوصل بالمعنى
وتفضل وصلة مفقودة
ليوم عدى بدون ذكري
ف نبنى فكرنا ونْهد
ويتعبنا جَديب العَد
ونيجى نبُص ع الدنيا
نشوفها ف عَدّها ماشية ” ٠
* نشأتها :
======
ولدت الشاعرة المصرية كاميليا كامل عثمان في محافظة الشرقية جمهورية مصر العربية عام ١٩٦٤ م ٠
و هى شاعرة عامية ٠
إسمها الأدبي ( غادة الكاميليا ) ٠
وقد رحلت في يوم الإثنين الموافق ١ / ١١ / ٢٠٢١ م ٠
عن عمر يناهز ٥٧ عاما ٠
عملت بالتربية و التعليم ” معلم ثانوي “٠

– عضو إتحاد كتاب مصر
– رئيس مجموعة “رضا علوان الثقافي”..في العراق فرع القاهرة‎
* صدر لها:
=======
– ديوان ( طمي النيل ) ٠
– ديوان ( مركب ورق )٠
– ديوان ( شجرة التفاح )٠

و تقول شاعرتنا الراحلة كامبليا في مقطوعة موشحة بهالات من الحزن تتلمس فيها ضوء من الأمل يداعبها في نهاية رحلتها :
” انشلوا صوت الأغانى
من نزيفه اللى انطرح
لملموا له شتاته يمكن
يحيا فيه النبض تانى
والحياة فيه مرّة تحْبى
مرة تدّادَى ف مسيرها
مرّة تألف خط سيرها
مرّة تعشق شد ايدها
مرّة تتغنّى بنشيدها
لما يتسطر معانى ” ٠

* مختارات من شعرها :
===============
تقول شاعرتنا الراحلة كاميليا كامل في قصيدتها الرائعة التي تتلاقى مع الحضارات تحت دفء شمس طيبة الجميلة تحت عنوان ( آلهة الشمس ) :

عايزه اطلع للفراعنة

عند آلهة الشمس

والمس عيونها الدافية في الأساطير

وأسألها ليه

حليتي شعرك ع الخلايق كلها

بعترتي في الشعر الحرير

وبخلتي ليه بالبوح فى عهد الأمس

عهد العيون البردانين

ليه تعلنى التوبة

ياشمس كدابة

ليه جايبه نوب

شبعان من التضفير

ليه جايبه ثوب

اتشق م التصحير

ليه باعته تفريقه الضرير

بيوزع النوب استياء

لو كان له قلب من البصير

كان قدم الروح اشتياق

كان شاف بعينه القرفصه

كان مد طول المنه ع المشاوير

كان خطوته اتفرعت

يم الجدار والملح متنشع

يم العوار والمكتف متمزع

يم الدوبار المرخى متقطع

يمة عيوننا البردانين

ويزود الشوف عسعسه

حد اما يوصل

عند بيت الداء ٠
***
و تقول غادة الكاميليا في قصيدة أخرى تحت عنوان ( اعتراف ) تنم عن ماهية الأشياء في نظرة فلسفية تنتقل منها في احتراف حول تفسير تلك الظواهر :
عايزه أسجل اعتراف
كل شئ كان منه رائع
كان بدرجة الإحتراف
كذبه صدقه
غصبه حقه
بعضه كله
كله كله
كان بدرجة الإحتراف
ولّا لما يقولى .. عمرى
مرعب
ولّا لما يقولى قمرى
أشهد
. وأعتراف
إن د مش كان طبيعى
كان بدرجة الإحتراف
كنت ابكى
يحضن الدمع ف كفوفه
واما يبكى
أحضن الدمع ف كفوفى
واما يصبح دمع عينّا
مهرجان مالى الكفوف
كنا نسأل ايه جرا لنا
ويخترع ضحكات تزوف
مش بقول
إنه كان مش شئ طبيعى
كان بدرجة الاحتراف
كان كريم
مايفوتوش حق الضيوف
والضيوف
تاكل وتشرب وبحقيقى
يعنى مش دعوة مراكبى
ولّا كانت دعوه زيف
كان عظيم
لما لملم يوم شراعه
قال لى باى
ايوه والله العظيم
شفته لما قالى باى
شفته كان إزاى لطيف ؟؟
مش بقول
إنه كان مش شئ طبيعى
كان بدرجة الإحتراف ٠

***
و نختم لها بهذه القصيدة و التي بعنوان (
اّلقاكى فين ؟!؟) و من ثم تنطلقا بنا في عالمها المتشعب مثل النور المتغلغل في زوايا الأشياء تقول غادة الكاميليا :
القاكي فين تهت انا في بحور عنيكى
عمْال أدوّر مش لاقيكى
ممكن تقولى اّلقاكى فين ؟
رديت انا وقلبى ال متغرّق حنين
إحتمال تلقانى قمره فوق جبين العاشقين
وإحتمال تلقانى نجمه تقيد ليالى السهرانين
وإحتمال تلقانى تمره تشُق جوع المحرومين
وإحتمال تلقانى مطره تروى أرض وتسقى زرع
وتطفى شوق العطشانين
وإحتمال تلقانى ورده تحضن الشوك بين ضلوعها
وخدّى رقة ياسَمين
وإحتمال تلقانى صخره
ملامحى جامده وقلبى متفتت حنين
وإحتمال تلقانى طفله
لسه بتعد الخطاوى لو عددهم خطوتين
وإحتمال تلقانى شابه تتوصف للموعودين
وإحتمال تلقانى شايبه
كلامى حكمه رغم اّمارات السنين
وإحتمال تلقانى ضحكه فوق شفايف محرومين
وإحتمال تلقانى إتمه واعشق الناى والأنين
وإحتمال تلقانى سارحه ويا ثومه وعبحليم
وإحتمال تلقانى قاعده جوه قهوه ف الحسين
وإحتمال تلقانى ماشيه بين حوارى العطاريين
بشترى شمع وبخور واجرى بيهم لام هاشم
أصل كانوا علىّ دين
وإحتمال تلقانى شاطره ماسكه ابره ترتق الثوب
ال دايب م الحنين
لسه فيّه كتير فيه أماكن تلتقينى فيها لكن
لوتفكر يوم تجيينى إمشى على شوقك سنين
وأوصل الشوق بالحنين وارفع الراس والجبين
واعلى فوق كل المواجع
يومها بس هتكون عرفت عنوانى فين ٠

هذه كانت قراءة سريعة في عالمها المشحون بالأفكار و الصور اليومية تختصر بها تأملاتها نحو حركة الحياة انطلاقا من مشاعرها وأحاسيسها نحو الحقيقة ٠٠٠

نعم رحم الله شاعرتنا كامليا كامل التي ظلت تغني للجمال و الانسانية و التاريخ و للسلام في رسائل حب تنم عن مدى إيمانها بلوحات الجمال تغير نظرت الواقع برغم الصراع و يظل حصاد مشاعرها ينطق بعمق رؤيتها في لهجة شعبية تجمع معاني تشرق من الروح تعانق صور مركبة من وحي البيئة في ثنائية الأشياء دائما ٠

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …