أخبار عاجلة

مدخل لعلم النحو و الصرف

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر
===============
حذف الهمزة في أسلوب التفضيل في ثلاثة
(خيرٍ – شرٍّ – حَبٍّ )
كما في قوله تعالي :
لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم ٠
و في الحديث الشريف حيث قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :
” المؤمن القوي خير و أحب من المؤمن الضعيف “٠
و قول الشاعر قيس :
وحَبُّ شيءٍ إلى الإِنسانِ ما مُنِعا ٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
عزيزي القاريء الكريم مازال حديثنا موصولا مع دروس النحو والصرف لتقويم اللسان واليد معاً تفاديا لتفشي اللحن وفساد الأبجدية عند من يجهل الأمور و القواعد الرئيسة لهذين العلمين من علوم اللغة العربية هكذا ٠٠
وقديما استوقفتني تلك الكلمات الثلاث ( خير – شر – حب ) في القرآن الكريم و السنة النبوية و الشعر العربي و كلام العرب بدون همزة في استخدام أفعل التفضيل عند التعبير في الكلام هكذا ٠٠
في درس علم الصرف ،
و من ثم أرشدنا أستاذنا عن العلة في ذلك كما سنستعرض هذا ٠٠
حذف الهمزة في صيغة التفضيل على وزن أفعل التفضيل في ثلاثة مواضع على النحو التالي :
فرق بينهما ( فكلاهما اسما تفضيل ) إلا أن ( حب ) قد حذفت همزتها تخفيفا لكثرة الاستعمال .
_ يقول الغلاييني :
وقد حُذفت همزةُ “أفعل” في ثلاث كلماتٍ، وهي “خيرٌ وشرّ وحَبٌّ”، نحو “خيرُ الناس من ينفعُ الناس”، وكقولك “شرّ الناس المُفسدُ” ٠
وقول الشاعر :
مُنِعْتَ شيْئاً فأَكثرتَ الوَلوعَ به وحَبُّ شيءٍ إلى الإِنسانِ ما مُنِعا ٠
والثلاثةُ أسماءُ تفضيلٍ. وأصلُها “أَخيرَ وأَشرُّ وأَحبُّ” حذفوا هَمزاتِها لكثرة الاستعمال ودَوَرَانها على الألسنة ويجوز إثباتها على الأصل وذلك قليلٌ في خيرٍ وشرٍّ، وكثيرٌ في “حَبٍّ” ٠

فلمّا حذفوا الهمزة من هذه الكلمات صرفوها؛ لشبهها بالصفات، وبُعْدها عن شبه الأفعال؛ إذ إن الهمزة في أفعل التفضيل تقرّب الاسم من شبه الفعل.
و من ثم أنهم إذا حذفوا الهمزة ألزموا الصيغة الإفراد والتذكير، فلا يُؤنَّث ولا يُثنّى ولا يُجمع ٠

* عودة إلى أسلوب التفضيل بالتفصيل من باب التذكرة و التطبيق :
—————————
مع تعريف اسم التفضيل في اللغة العربية :
هو وصف مشتق من المصدر على وزن: أَفْعَل، ليدل -غالبًا- على أن شيئين قد اشتركا في صفة، وزاد أحدهما على الآخر فيها في تلك الصفة، مثل: أفضل احسن أكرم ٠٠٠ الخ ٠

= أولا :
فالغرض من صوغ اسم التفضيل إذن هو المفاضلة بين شيئين في معنى من المعاني، وبيان زيادة أحدهما فيه على الآخر، فإذا قلنا هنا :
= العلم أنفع من المال؛ فقد أفاد لفظ: أَنْفع ( أَفْعل) أن العلم والمال قد اشتركا في صفة هي: النفع، ولكن العلم قد زاد في هذه الصفة على المال.
فكلمة ” أنفع ” اسم تفضيل، والعلم مُفضَّل، والمال مُفضَّل عليه.

= ثانيا :
وقد يكون التفضيل بين شيئين في صفتين مختلفتين، فيراد في هذه الحالة بيان أن أحد الشيئين قد زاد في صفة نفسه على الآخر في صفته، مثل:
الصيف أَحَرُّ من الشتاء، أي أن الصيف زائد في حرِّه على الشتاء في برده.
= وقد لا يُراد باسم التفضيل المفاضلة، وإنما يراد به معنى اسم الفاعل أو الصفة المشبهة، كما في قوله تعالى:
“وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ” ٠
سورة الروم: الآية ٢٧

فأهون في الآية بمعنى: هَيِّن؛ لأنه -سبحانه- ليس لديه هين وأهون بل كل شيء هين عليه، وإذا أُضيف اسم التفضيل إلى اسم معرّف بال فإنه لا يكتسب التعريف ٠

* كيفية صياغة اسم التفضيل :
—————————
يُصاغ اسم التفضيل من الفعل الثلاثي على وزن (أفعل) وذلك إذا استوفى الشروط الثمانية الآتية على أن يكون :
= ثلاثيًا (فلا يجوز الصياغة من فعل رباعي كـ«دحرج» بل نقول «أكثر تدحرجا من»، أو «أسرع تدحرجا من» ولا يجوز القول «أدحرج من»).
= تامًا (فلا يجوز الصياغة من فعل ناقص كـ«كان وأخواتها»).
= مثبتًا (فلا يجوز أن نصوغ اسم التفضيل من فعل منفي ففي جملة: «محمد لا يسرع كأحمد» تصاغ على وزن اسم التفضيل باستخدام اسم تفضيل مناسب فنقول: «محمد أكثر تمهلا من أحمد»).

= متصرفًا (أي أن لا يكون فعلًا جامدًا لا يتصرف كنعم وبئس وحبذا).
= ان لا يكون دالا على عيب خلقي أو لون أو زينة خلقية مثل الدعج وهو صغر المساحة البيضاء في العين.

= مبنيًا للمعلوم ليست الصفة منه على وزن (أفعل) الذي مؤنثه فعلاء كأحمر حمراء ٠
و أسود سوداء فلا نقول سيارة محمد أحمر من سيارة علي ٠
بل نقول سيارة محمد أكثر أو أشد حمرة من سيارة علي .

= قابلا للتفاوت (أي أن يكون من الأفعال التي تقبل مفاضلة بعضها على بعض فهناك أفعال لا تقبل التفاوت كغرق ومات فلا نقول فلان أغرق من فلان ٠
أو فلان أموت من فلان ٠
فلا يمكننا التفاضل فيها٠
= يصاغ اسم التفضيل من الفعل إذا لم يستوف الشروط السابقة كلها بذكر مصدره منصوبا على التمييز بعد اسم على وزن (أفعل) مثل: أشد، أعظم، أكثر وما شابهها.

* تفصيل :
= يصاغ على وزن ( أَفعل ) للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما فيها على الآخر، مثل:
كلاكما ذكي لكن جارك أَذكى منك وأَعلم.

= وقد يصاغ للدلالة على أن صفة شيء زادت على صفة شيء آخر، مثل:
العسل أَحلى من الخل.
= اسم التفضيل لا يأتي على واحدة في مطابقته لموصوفه، وأحواله ثلاثة:
يُلازم حالة واحدة هي الإفراد والتذكير والتنكير حين يقارن بالمفضل عليه مجرورًا بمن مثل: الطلاب أكثر من الطالبات، أو يضاف إليه منكرًا مثل: الطالبات أسرع كاتبات.
يطابق موصوفه إن لم يقارن بالمفضل عليه سواء أعُرّف ب (ال) أم أضيف إلى معرفة ولم يقصد التفضيل مثل: نجح الدارسون الأقدرون.
إذا أُضيف إلى معرفة وقصد التفضيل جازت المطابقة وعدمها مثل: الطلاب أفضل الفتيان = أفاضلهم.

و أما بالنسبة للجمع والتأنيث ٠٠ :
مؤنث افعل هو فعلى اما جمع مذكره السالم فهو افعلون وأما جمع مؤنث فعلى السالم فهو أفعلات أما جمع التكسير من أفعل فهو أفاعل ٠

هذه دراسة موجزة حول حذف الهمزة في : خير – شر – حب ٠
من اسم التفضيل على و زن أفعل التفضيل ٠
مع التطبيق ٠
وربط هذا الجزء بأسم التفضيل مفصلا كما جاء على هذا النحو السابقة ٠
و أخيرا نتمنى أن نكون قد وفقنا في هذا الطرح لبيان الدرس كي تعم الفائدة دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله ٠

شاهد أيضاً

السفيرة آمال بكاي وزوجها رجل الأعمال سيد الجارحي ضيفا شرف معرض عمان الدولي للكتاب

  من المقرر أن تشارك السفيرة د.آمال بكاي بنت محمد الجزائرية وزوجها رجل الأعمال المصري …