مدخل إلى علم النحو و الصرف /
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
===============
(((ظرف الزمان و المكان ٠٠ !! )))
” الحلقة الرابعة والعشرون ”
الظرف وقت أو مكان ضمنافي باطراد كهنا امكث أزمنا ٠
وكل وقت قابل ذاك ومايقبله المكان إلا مبهمانحو الجهات والمقادير وماصيغ من الفعل كمرمى من رمى
وكل وقت قابل ذاك: الوقت ٠
” ألفية ابن مالك ”
٠٠٠٠٠٠
الفرق بين ظرف الزمان و المكان ، و اسم الزمان و المكان ٠
ويُقال في القاعدة الإعرابيّة المشهورة: “بعد الظروف ضيوف”؛ أي بعد الظروف يكون إعراب الجملة مضافًا إليه مجرورًا.
عزيزي القاريء الكريم الحديث عن درس ظرف الزمان ومكان و اسم الزمان و المكان يطول شرحه ويحتاج إلى حلقات مفصلة ، لكننا نجمله هنا في خطوات مترابطة حتى يتثنى لنا الفهم و الإدراك من خلال المتابعة ٠
المفعول فيه أو الظرف عند علماء النحو في اللغة العربية، هو:
“الاسم المنصوب بتقدير في” وهو: أحد المفعولات، وينقسم إلى: ظرف زمان مثل: اليوم والليلة، وظرف مكان مثل: أمام وخلف.
المفعول فيه وهو المسمى ظرفا ٠
الظرف هو اسم زمان -اسم وقت-، أو مكان، وهذا يشمل الظرف وغير الظرف، فحينئ
أقسام ظرف الزمان والمكان ٠
-اسم الزمان- ينقسم إلى مبهم ومختص، واسم المكان كذلك ينقسم إلى مبهم ومختص، كل وقت سواء كان اسم زمان أو اسم مكان.
* و الخلاصة :
—————–
يعرف ظرفا الزّمان والمكان أنّهما اسمان يَحملان الدّلالة على الزمانيّة أو المَكانيّة وسلّط على كلّ منهما عامل على معنى “في”، ويكون حكمهما النّصب دائمًا، ولذلك فإنّهما يعدّان من الأسماء التي تدرج تحت قائمة المفاعيل، ويُسمى ظرفا الزمان والمكان مفعولًا فيه وذلك لاحتمال معنى حرف الجر في قبلهما ٠
وذلك على نحو:
“صمت يوم الخميس” أي “صمت في يوم الخميس” ٠
يدلّ ظرف الزمان على الوقت الذي حدث فيه الفعل، بينما يدلّ ظرف المكان على المكان الذي حدث فيه، ومِن هذه الظروف ما لا يحمل في ذاته دلالة على المكان أو الزمان، وإنّما يكتسبها من الاسم الذي يليه فيُقال:
“سأقابلك عند الجسر” للدّلاة على المكان، و”سأقابلك عند المساء” للدّلالة على الزمان ٠
ثانيا : ما الفرق بين ظرف الزمان والمكان واسم الزمان والمكان:
=============
= اسم الزمان :
اسم مشتق من الفعل للدلالة على زمن وقوع الفعل ٠
= اسم المكان :
اسم مشتق من الفعل للدلالة على مكان وقوع الفعل ٠
يشتقان من الفعل الثلاثي على وزن مفعل ومن الفعل غير الثلاثي مُ مفتوح ما قبل الآخر ٠
= بينما ظرف الزمان:
هي أدوات أو أسماء تستخدم للتعبير عن الزمن مثل صباحا ليلا عصرا ٠
= ظرف المكان :
أسماء تستخدم للتعبير عن المكان فوق تحت أمام ٠
والفرق بين ظرف الزمان والمكان واسم الزمان والمكان :
١ – اسما الزمان و المكان مشتقان ٠ مثل(مصنع) فهو آتٍ من الفعل (صنع-يصنع-اصنع) ٠
اما ظرفا الزمان و المكان جامدان مثل (اليوم)فلا يوجد لها تصريفات ٠
٢ – اسما الزمان و المكان يدلان على الحدث و الزمان أو المكان ٠ أما الظرفان فهما يدلان على الزمن فقط و لا يدلان على الحدث الفرق بين ظرف الزمان والمكان واسم الزمان والمكان ٠
ظرف الزمان هو مادل على زمن ظرف المكان هو مادل على مكان اسم الزمان اسم مشتق من الفعل للدلاله على زمن وقوع الفعل اسم المكان اسم مشتق من الفعل للدلاله على مكان وقوع الفعل الظروف تدل على الزمن او المكان فقط اما الاسماء تدل على الحدث وزمان وقوعه او مكانه ٠
= الفرق بين اسم الزمان وظرف الزمان :
١ – اسم الزمان مشتق بينما الظروف جامدة .
٢ – اسم الزمان يدل على الحدث وزمانه ، بينما الظرف يدل على الزمن فقط ولا يدل على الحدث .
٣ – اسم الزمان يعرب حسب موقعه من الجملة ، فيقع خبرا في نحو : الليل مستودع الأسرار (اسم زمان) وقع خبرا، وقد يعرب ظرفا إن تضمن معنى ” في ” نحو : استيقظت مطلعَ الشمس .
بينما الظروف منها غير المتصرف ” وهو ما يعرب ظرفا دائما ” ومنها المتصرف ” وهو ما يفارق الظرفية إلى حالة اخرى كأن يأتى مبتدأ أو خبرا أو غير ذلك ”
٤ – اسم الزمان معرب بينما الظروف بعضها منصوب وبعضها مبني .
***
تعريف اسم المفعول الفرق بين الفعل والعمل التعريف بظرف الزمان والمكان المفعول فيه أو الظرف هو:
اسمٌ منصوب يذكر في الجملة على تقدير “في”، وأمّا إن لم يكن تقديره “في” فهو ليس ظرفًا، ويُذكر لبيان مكان أو زمان حدوث الفعل ٠
وعليه فينقسم المفعول فيه إلى نوعين:
مفعول فيه ظرف زمان: وهو الاسم المنصوب الذي يدلّ على زمان حدوث الفعل، وذلك على نحو: وصلتُ إلى المنزل ظهرًا، فكلمة “ظهرًا” قد حدّدت زمان حدوث فعل الوصول، وأشهر ظروف الزمان هي:
أبد، وحين، وزمان، ووقت، وساعة، ويوم، وشهر، وغير ذلك من الأسماء التي تدلّ على الزمان. مفعول فيه
ظرف مكان:
وهو الاسم المنصوب الذي يدلّ على مكان حدوث الفعل، وذلك على نحو: سألقاك عندَ المتجر، فلفظ “عند” مع إضافته قد حدّد مكان حدوث فعل اللقاء، وأشهر ظروف المكان هي:
أسماء الجهات “أمام، وخلف، ويمين، ويسار، وفوق، وتحت”، وأسماء المقادير المكانية مثل: “ميل، وفرسخ، وبريد، وقصبة، وكيلومتر” وغير ذلك من الألفاظ الدّالة على المكان.
أقسام ظرف الزمان والمكان ينقسم ظرفا الزمان والمكان من حيث دلالتهما إلى نوعين هما: الظرف المحدود هو الظّرف الذي يدلّ على زمانٍ أو مكانٍ محدّد، ومن ظروف الزمان الدّالة على زمانٍ محدّد “ساعة، ويوم، وليلة، وأسبوع، وشهر، وسنة، وعام” وكذلك الأمر بالنسبة لفصول السنة والأشهر وأيام الأسبوع، وكل ظرف مبهم إذا ما أضيف إلى ما يزيل إبهامه أو وصف، وذلك على نحو:
وقتَ الربيع، فكلمة “وقت” هي كلمة مبهمة لا تدلّ على وقت معيّن، ولكنّها أصبحت محدودة عند الإضافة.
ومن ظروف المكان التي تدلّ على مكانٍ محدّد “دار، ومدرسة، ومكتب، ومسجد، وبلد” وكذلك الأمر بالنسبة لأسماء الأماكن فجميعها أسماء مكان محدودة تدلّ على مكانٍ محدّد.
= الظرف المُبهمَ :
هو الظّرف الذي لا يدلّ على مكانٍ أو زمانٍ محدّد، ومن الظروف الزمانية المبهمة:
“أبد، وأمد، وحين، ووقت، وزمان”٠
فجميع الظروف السابقة تدلّ على الزمان مطلقًا.
ومن ظروف المكان المبهمة مطلقًا “أمام، وراء، يمين، يسار، فوق، تحت، ميل، فرسخ، بريد، قصبة، كيلومتر، جانب، مكان، ناحية”، وهذه الظروف بعضها يكون مبهم المسافة والمكان معًا، وذلك على نحو: ” الجهات الست، وجهة، وناحية” ومنها ما يكون مبهم المكان دون المسافة، أي مسافته معروفة لكنّ المكان غير معروف، ومن ذلك أسماء مقادير المكان.
= إعراب ظرف الزمان والمكان :
إنّ ظرف الزمان يُنصب مطلقًا، فيعرب مفعول فيه ظرف زمان منصوب، سواء أكان محدودًا أم مبهمًا بشرط أن يتضمّن معنى “في”، وذلك على نحو:
ذهبتُ حينًا، وسافرتُ ليلةً ٠
مع إعراب الظرفين:
حينًا: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ليلة: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أمّا بالنسبة لظرف المكان فلا ينتصب منه إلا شيئان:
الأوّل ما يكون مبهمًا أو شبيه بالمبهم متضمّنًا معنى “في”، وذلك على نحو:
وقفتُ تحت الشّجرة، ومشيتُ فرسخًا. تحت: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
فرسخًا: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
= الثاني الظرف الذي مشتقًّا سواء أكان مبهمًا أو غير مبهم، وذلك بشرط أن ينتصب بفعله الذي اشتقّ منه، وذلك على نحو:
جلستُ مجلسَ العلمِ، فـ”مجلس” مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة ٠
أمّا إذا انتصب الاسم المشتق بغير فعله الذي اشتقّ منه وجب جرّه بحرف الجر، وذلك على نحو:
أقمتُ في مجلسك.
وإذا كان ظرف المكان محدودًا غير مشتق لم يجز نصبه بل يجر بحرف الجر “في” أيضًا، وذلك على نحو: جلستُ في الدار.
وهناك أيضًا بعض الظروف التي تكون مبنيّة؛ وذلك لأنّ حركة آخرها ثابتة لا تتغيّر بتغيّر موقعها من الإعراب، فالظروف المبنية المختصّة بالزمان هي:
“إذا، متى، أيّان، إذ، أمس، الآنَ، مُذ، مُنذُ، قطُّ، عَوضُ، بينا، بينما، ريث، ريثما، كيفَ، كيفما”، ومن ظروف الزمان المبنية ما ركّب من ظرفين أيضًا، وذلك على نحو:
“صباحَ مساءَ، وليلَ ليلَ” وغير ذلك من الظروف المركّبة.
وأمّا الظروف المبنية المختصّة بالمكان فهي: “حيثُ، هنا، ثمَّ، أينَ”، والظروف المبنية المشتركة بين الزمان والمكان هي:
“أنّى، لدى، لدن” و”قبلُ وبعدُ” في بعض الأحوال.
ما ينوب عن الظرف تنوب عن الظروف أمور عدّة تنتصب على أنّها مفعول فيه، وهي ستة أمور:
اللفظ الذي يضاف إليه الظرف: إذا كان اللفظ يدلّ على الكلّية أو البعضيّة مثل: كل، بعض، جميع، عامة، نصف، ربع، وغيره، وذلك على نحو: سافرتُ كلَّ الليل، فلفظ “كلّ” ناب عن المفعول به “الليل” فأخذ مكانه، فإعراب كلَّ هو:
مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره. صفة المفعول فيه: وذلك إذا جاءت قبله، مثل: صبرتُ كثيرًا من الوقتِ، فـ” كثيرًا” هي صفة لظرف الزمان “الوقت” وقد نابت عنه فأخذت مكانه، يُقال في إعرابها: كثيرًا:
مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. اسم الإشارة: إذا ما أشار إلى الظرف، سواء أشار لظرف الزمان أو لظرف المكان، وذلك على نحو: مشيتُ هذا المساء مشيًا كثيرًا، فقد أشار اسم الإشارة “هذا” إلى ظرف الزمان “مساء” فأخذ مكانه وناب عنه، ويُعرب: هذا: الهاء للتنبيه، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان.
العدد: إذا ما جاء تمييزه ظرفًا أو أضيف له ظرف، وذلك على نحو: سافرتُ ثلاثين شهرًا، ومشيتُ أربعةَ فراسخٍ، فالعدد “ثلاثين” قد ناب عن ظرف الزمان شهرًا إذ مُيّز به، والعدد “أربعة” ناب عن ظرف المكان فرسخ إذ أضيف ٠
و بهذا الجزء الأول يتضح لنا ظرف الزمان و المكان ، واسم الزمان و المكان للمتذوق لمدخل علم النحو و الصرف في تبسيط و يسر ٠٠
و لمن أراد المزيد فإليه الجزء الثاني مرتبطا من المقال ٠
&&&&&&&&&&&
هذا الجزء الثاني من المقال للمتبحر و المهتم بلغة الضاد للالمام بالمسائل و القضايا و الشواهد النحوية ٠٠٠
عود على ذي بدء :
* مع ظرف الزمان، وظرف المكان (المفعول فيه) ٠
الظرف: اسم منصوب، يقع الحدَث فيه، فيكون كالوعاء له؛ ثم إن دلّ على زمان، سُمّي: ظرف زمان ٠
أو على مكان، سُمّي: ظرف مكان ٠
مثال الزمان :
سافرت يومَ العطلة ٠
ومثال المكان :
جلست تحتَ الشجرة .
مِن ظروف الزمان: [حين – صباح – ظُهر – ساعة – سنة – أمس…].
ومِن ظروف المكان: [فوق – تحت – أمام – وراء – حيث – دون…].
* و له حكمان:
إذا لم يُستعمل الظرف وعاءً للحدث، بل استعمل كما تستعمل سائر الأسماء، أُعرِب على حسب موقعه مِن العبارة كسائر الأسماء: فاعلاً أو مفعولاً، أو مبتدأً أو خبراً.
ويقال له عند ذلك اصطلاحاً: ظرف متصرف ٠
نحو: أقبل يومُ العيد ٠ (فاعل).
أُحِبّ يومَ العيد ٠
(مفعول به).
يومُ العيد بهيجٌ ٠ (مبتدأ).
و قد يحتاج الظرف إلى متَعَلَّق يتعلَّق به، وإلاّ كان لغواً .
ألِف العربي الاختصار والإيجاز في استعمال الظروف في مواضع من كلامه، حتى غدت هذه الاستعمالات قواعد قياسية في كتب النحو واللغة.
* وعلى ذلك:
– يحذِف العربيُّ الظرفَ ويجتزئ بصفته، فيقول مثلاً:
صبرت طويلاً = صبرت زمناً طويلاً].
– ويحذفه ويجتزئ بالمصدر الذي يكون بعده، فيقول:
سافرتُ طلوعَ الشمس = سافرت وقتَ طلوع الشمس .
و من ثم يحذفه ويجتزئ بعَدَدِه، فيقول مثلاً:
صُمْتُ عشرين يوماً = صُمْتُ زمناً مدته عشرون يوماً.
* ملاحظات هامة
—————
أ – إذا أُشير إلى الظرف، نحو:
سهرت هذه الليلة ٠
عُدّ اسم الإشارة هو الظرف.
ب – إذا أريد من الظرف كليّةٌ أو بعضيةٌ، نحو: [سهرت كلَّ الليل، نمت بعض الليل، كتبت نصفَ ساعة، قرأت ربعَ ساعة.
عُدَّ اللفظُ الكليّ أو البعضيّ هو الظرف.
ج – مِن الظروف ما هو مبنيّ، نحو:
إذا – متى – أيّانَ – إذ – أمسِ – الآنَ – مذْ – منذُ – قطُّ – بينا – بينما – ريثما – لمّا – حيث – هنا – ثَمَّ – أيْنَ – أنّى – لدُنْ – لدى ٠
د – قبل وبعد ٠ والجهات الستّ:
يمين، فوق، تحت، أمام (ومثلها قُدّام)، وراء (ومثلها خلف)، يسار (ومثلها شِمال)، تُبنى على الضمّ إذا قُطعت عن الإضافة. تقول مثلاً: سافرت قبلَ الفجرِ، ووقفت قدّامَ الطاولةِ ٠ فإذا قُطع الظرف عن الإضافة بُني على الضم فقيل:
سافرت قبلُ – وقفت قدّامُ .
* * *
* و أخيرا مع نماذج فصيحة تطبيقية من الشواهد النحوية شرح ابن عقيل :
———————-
نماذج فصيحة من استعمال ظرف الزمان وظرف المكان
· ]فأوحى إليهم أنْ سبِّحوا بكرةً وعشيّاً[ (مريم 19/11)
[بكرةً]: ظرف زمان منصوب، متعلق بـ [سبِّحوا]. إذ البكرة وعاء زمني [ظرف] يحدث فيه التسبيح.
· ]قال آيتُك ألاّ تُكلّم الناس ثلاثَ ليالٍ سويّاً[ (مريم 19/10)
[ثلاثَ]: ظرف زمان منصوب، متعلق بـ [تكلّم]. وأصل المعنى: [ألاّ تُكلم الناس زمناً مدّته ثلاث ليالٍ]، ولكن الآية جرت على سَنَن العرب في الإيجاز، فحذفت الظرف واجتزأت بعدده.
· ]ومن الليل فسبِّحهُ وإدبارَ النجوم[ (الطور 52/49)
[إدبارَ]: ظرف زمان منصوب، متعلّق بـ [سبِّح]. وهو مصدرُ [أدبَرَ – يُدْبِر]. والأصل: سبِّحه وقت إدبار النجوم، أي وقت غروبها، ولكن الآية جرت على سَنَن العرب في الإيجاز، فحذفت الظرف واجتزأت بالمصدر.
· قال يزيد بن الصَّعِق، ويعزى لغيره (الخزانة 1/429):
فساغ ليَ الشرابُ وكنتُ قبلاً أكاد أَغَصُّ بالماء الفُراتِ
[قبلاً]: ظرف زمان منصوب، والشاعر بنصبه له وتنوينه، قد أشعر القارئ أنْ ليس بعد هذا الظرف مضاف إليه محذوف. إذ لو كان بعده مضاف إليه محذوف، وكان الأصل قبل الحذف هو مثلاً:
وكنت قبل كذا أكاد ٠ وكنت قبلُ، فيُبنى الظرف في هذه الحال على الضم.
إذا قُطع الظرف عن الإضافة بُني على الضمّ .
و في قول الشاعر :
لَعَنَ الإلهُ تَعِلَّةَ ابنَ مسافرٍ لَعْناً يُشَنُّ عليه مِنْ قُدّامُ
[قدّامُ]: ظرف، والظرف إذا قُطِع عن الإضافة (أي: حُذِف المضاف إليه بعده)، يُبنى على الضمّ، وذلك ما فعله الشاعر إذ قال: [من قدامُ]، وهو ما نوّهنا به في البحث إذ قلنا: [إذا قُطِع الظرف (قبل وبعد والجهات الست) عن الإضافة ٠
و بعد هذا العرض المطول و المفسر لظرفي الزمان و المكان ، ولاسمي الزمان و المكان و التعريف و الفرق بينهما و ذكر الأسماء لكل صنف وحالة الضبط ٠٠٠ الخ ٠
نتمنى أن نكون قد وفقنا في الطرح كي تعم الفائدة المرجوة من وراء هذا القصد ٠
مع العلم :
فالجزء الأول في المقال سهل للمتابع المتذوق في اختصار ٠
و الجزء الثاني من المقال للمتبحر المهتم بعلوم لغة الضاد ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله ٠