محطات ٠٠ !!

محطات ٠٠ !!
بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر
============
( هذا هو الإسلام الصحيح )
هل نفيق و نعود بالدين إلى منابعه الأولى ووسطيته السمحاء بعيدا توظيفه لتيارات أضرت به شكلا ومضمونا ونالت من وحدته وقوته وذلك منذ فترة السبعينيات و قد ظهر لنا جليا تصارع وتناحر تيارات و تنظيمات لجماعات الإسلام السياسي ؟!

نعم عزيزي القاريء الكريم لقد كنا قبل السبعينيات من القرن المنصرم لا نعرف سلفي ولا إخواني و لا جهادي و لا كذا وكذا ٠٠٠!!
و من ثم فهمنا الدين الصحيح و الإسلام الوسطي من الكتاب و صحيح السنة و المذاهب الفقهية المعتمدة ، بل ارتضينا مرجعية الأزهر الشريف في فهم و تفسير و فتاوى كل ما يحتاجه الإنسان المسلم قولا وعملا مع متجددات العصر و قبول و احترام الإنسانية تحت مظلة دولة وطنية حديثة تأخذ بالعلم و النظر و العقل دون المساس بثوابتنا وهويتنا ولغتنا ومنظومة الأخلاق ٠٠
فلم نعرف شلال الدم و التفجير الانتحاري و التكفير و الغلو و الفكر المتطرف الوافد من مشارب ومواطن أخرى دخيل وغريب على الجميع ٠
وعشنا شعارنا كلمة واحدة وصفا واحدا مصدرنا سليم في الاعتقاد دون تصنيف ٠٠

حتى هبطت علينا الجماعات و التنظيمات بفكر سلطوي مرفوض جملة وتفصيلا لا يقبل إلا فهمه الخاص وفرضه على الناس عنوة تارة بالتكفير واستباحت التشريع لأنفسهم وأنهم سدنة هذا الدين القيم وكأننا كنا بلا تدين ٠٠
و تجاهلوا أن بلادنا منذ فجر التاريخ تعرف التدين عبر العصور و الرسالات السماوية ٠
و اليوم يتهموننا بأننا لا نعلم شيئا عنه وإنهم هم المخولون وحدهم للتفكير ومحظور علينا قراءة غير نتاجهم ٠٠
فهم الأئمة لنا و عدم النقاش و السمع والطاعة و فرض الفتاوى الجامدة برغم تجدد القضايا وفقه العصر ٠٠
وصدروا للشباب كُتيبات بمثابة دستورا لا جدال ولا نقاش ٠٠
و كأن حياتنا كلها خطأ وبدعة وحرام ومن ثم قد أتوا ليرسموا لنا المسار و المنهج من خلال قناعتهم التي أغفلت الدين القيم و وغلق الاجتهاد وسط قناعتهم العقيمة التي لا تنظر للأمانة العلمية و الرأي و القصد من وراء التشريع في حكمة بالغة ٠٠
برغم إنهم يتمتعوا بالمعيشة الحديثة و يستحلون لأنفسهم المتعة و ما لذا وطاب و يتمادون في فرض الوصاية على جميع مكونات الوطن في تنطع دون علم ودراية مجرد أبواق و نقل بالمسطرة دون وعي للمآئل ٠٠ تراثيون جامدون لا يقبلون تأويلا حتى حملوا التوحيد لله الفرد الصمد الواحد الشامل بنظرتهم إلى ما لا يطيق من تفريعات سفسطائية ٠٠
و يستنكرون على غيرهم أي فكر مستنير و يخوفون و يخدعون هذا علماني و ذاك ضد الدين ولم يسلم من الأذى حتى الملتزم منهم إذا لم ينخرط في تنظيمهم ويؤيدهم و يتبعهم كالقطيع ٠٠

و أخيرا هذه التيارات فكرها واحد تستخدم التقية عندما تجد العين الحمراء ٠٠
فقد فرقت شمل الأمة العربية والإسلامية و من معهم ، ونشروا الفوضى في المجتمعات تحت مزاعم الخلافة و الحكم بعزلة عن العالم ٠
و احتكروا الحق و العصمة لأنفسهم و لا يقبلوا الآخر و لا فكرة الانتماء إلى الوطن و لا الالتزام بثوابت المجتمع المدني وتطور عجلة الحياة و القضايا العصرية وتمشي روح الفقه مع حركة وتطور وتجديد واستيعاب مقومات الحياة ٠
والتي لا تتنافى كما وكيفا ومعنويا وماديا مع أصول الدين الحنيف أما الفروع ففيها متسع ونظرة متباينة و التوضيح للواجب و المستحب و المكروه ٠
اما الحرام فقد حرمه الله في كتابه العزيز ولم يأتمن عليه أحدا فهو المشرع فقط له تفاديا لمثل هذا الطرح لفهم الجماعات بعد ذلك ٠
و عندنا قاعدة ثابتة :
الأصل في الأشياء الإباحة ٠
قل من حرم زينة الله التي أخرجها لعباده والطيبات من الرزق
نعم كله حلال مادام لا يوجد نص قطعي الدلالة والثبوت و معمة الفقه المقارن توضح المسائل من خلال التعامل مع النصوص كما تناولتها المذاهب منذ عصر الدعوة و الصحابة ٠
فليس كل شروح البعض فرض عين علينا إلا ماوضحه الرسول صلى الله عليه وسلم ٠
والتوحيد الخالص لله بعيدا عن الشرك و التقسيمات التي بمثابة متاهات أضف إلى التأويل المناسب لفهم الأسماء والصفات ٠
ومعرفة المطلق و النسبي من باب التقريب ٠٠٠
و لذاعاشت المجتمعات في تلك القرون في سلام حتى تبدل الحال وحدث الاصطدام بين هؤلاء و المؤسسات الرسمية و على رأسها الأزهر الشريف و تنازع وصراع حول السلطة و وهم الخلافة والانشغال بمظاهر انحرفت عن جوهر الدين و مقاصد الشرع ٠٠٠
و كم حدث من قتل و ترويع و تكفير و خطاب استبدادي و تهديد وتهويل و استعلاء واستبداد وتصدير فتاوى بعيدا عن مقاصد النصوص واغفال سبب النزول والحداثة والحكمة من ورائها و الخاص والعام ٠٠
واحتكارهم لأنفسهم أنهم هم أهل السنة و من لا يتبعهم أهل بدع وضلالة ولو كان مسلما واتقى واعلم منهم ٠٠
وانهم الجماعة الناجية سبحان الله ٠٠
كل هذا الطرح على الساحة جديد
أين التواضع و أدب التعامل وتقديم المصلحة وجمع الأمة في حب وسلام ٠
كل هذا أضر بسمعة الدين القيم من أجل زخارف الحياة والانغماس في أشياء ليست من الإسلام وغاب التسامح و العفو و الخير و السلام ٠٠
والإسلام قيمة و أخلاق و سلوك وآداب ومعاملة قبل كل هذا وذاك ٠
فالمفروض تربية النفس و احترام الناس و التواضع لا التكبر و الغرور و الغلو و الاهتمام بالشكليات و عدم القناعة بصحيح النص و العقل و الحكمة و الهدف من وراء التعبد ٠٠
فالله خالق كل شيء ورازقه بيده مقاليد السموات و الأرض يُحي و يُميت و له الحكم و الأمر ٠٠
نتمنى التوقف عن هذه الأنشطة و الممارسات ٠
فما أجمل الأزهر و محطة إذاعة القرآن الكريم و التي لا تنتمي إلا للإسلام من منابعه الصافية تقدم المصلحة و لا تنال من الناس ٠٠
مجرد شعارات و كلام بعيدا كل البعد عن التطبيق والتعامل حتى مجرد الزهد و لم يراعى عقل وحرمة الإنسان في الحياة و الممات و المختلف معهم عدو لدود فقدوا حرية الرأي وطمسوا كل معنى جميل ٠٠
عن أي جهاد تتكلمون جاهدوا انفسكم قبل مجادلة الناس و النيل من الآخر وكونوا في الخصومة شرفاء بعيدا عن التدليس ٠٠
بضاعتهم السب والقذف والقدح والتطاول و العجرفة هلم جرا ٠٠
ولكن عند الحقيقة حدث و لا حرج ٠٠
يا سادة : الدين عقيدة مقدسة فنرجو عدم تشويهها بمثل الافتراءات و كأننا كنا بلا دين و لا ملة فنحن نسير على الصراط المستقيم فطرة الله التي فطر الناس عليها جميعا
فالهداية من الله لا يضركم من ضل وقولوا للناس حسنا ٠٠
يسيروا و لا تعسروا ٠٠
كفى يرحمكم الله لقد طفح الكيل من كل هذه الممارسات و المواجهات ٠٠
نريد أن نعبد الله بعيدا عن الانقسامات و إشاعة كل فريق وجماعة لها الافضلية على سائر المكونات ٠٠
توقف يا هذا يرحمك الله عن فرض ما تعتقده على أنه هو الصحيح وأنه هو جوهر هذا الدين من منطلق ضيق ٠
كيف كل هذا و الاختلاف سنة كونية ٠٠
اتركوا الناس فقد تعودنا على المذاهب و مرجعية الأزهر قبل ظهور بضاعتكم المردودة التي لم تترك أي جزئية في سلام و نالت منها شكلا ومضمونا وكما و كيفا و استعلاء ٠٠
فهل نفيق و نحاسب أنفسنا ٠٠
إلا هذا الدين خطر احمر نحن نعبد الله بعيدا عن رؤيتكم منذ أربعة عشر قرنا من الايمان ٠٠
و ليعلم الجميع يجب ألا لا يكون تجارة ومصالح و مظاهر وفكر مغلوط ؟!٠
تقبلوا هذه الكلمات بصدر رحب في مصارحة ومكاشفة حماية للدين والنفس ورحمة بالناس جميعا ٠
وفي النهاية ٠٠
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ٠
و على الله قصد السبيل ٠

شاهد أيضاً

هيا لنقوى من جديد

➖️ هيا لنقوي من جديد : كتب سمير ألحيان إبن الحسين __ لماذا؟!؟!   _ …