أخبار عاجلة

محبوبتي

محبوبتي ..

اليوم حملَ لي ساعي البريد رسالتك ِ بعد كلّ هذه السنين دون أن أعرف أين تكونين ..،في أية زاوية في كوكبنا الشريد ..؟! في أيّة محطةٍ من محطات الرحيل حيث الحقائب تملؤها الحسرات والأماني …،

لكن أعرف أنك معي ..معي في البال ..في لجج يقظتي ..وفي زحام أحلامي التي لا تنام ..،

أعرف أنّ خيالكِ الهفيفَ يمنحنُي كلَّ هنيئةٍ قوةَ النهوض ِ ..،

أنّكِ حديقةٌ غنّاءٌ أنبتها الشوق ُ من أجل عالمٍ جميلٍ يبحثُ فيه الناس عن العدلِ والحريةِ وسكينةِ النفوسِ …!!

من قال أنّ شعلةَ الحبِ تخمُدها أعاصيرُ الغيابِ فليأت ِ ويشاهدَ كرنفالَ قلبينا ..،

غير أني أسأل يا درّةَ العمرِ

 أعدل ٌ أن نلتقي بين السطور ..،في فضاء الأخيلة ِ ..،في غلواء الحنين ، ولا نلتقي كسابقِ أمسِنا الغابرِ جوارَ همهماتِ المشاحيفِ الحزينة على ساعدِ دجلةَ..؟!

أعدل ٌ هذا الهيامُ في زغرداتهِ اللامرئيةِ بدلَ القبلاتِ تقودُنا إلى حالةِ الوجدِ والتلاشي ..؟!

أما آنَ للرحيلِ أن يجرَّ عرباتُه إلى هاويةِ النسيانِ ..؟

تعالي يا زهرة قلبي الذي إن ْ رآك ِ رأى الوجود ..،

تعالي نسير ٌ معا في وادي الحياةِ مترنمينَ بهسيسِ تلك النظرةِ العارمةِ التي جمعتنا في هنيئةٍ من الزمانِ تفوقُ كلَّ ماجرياتِ الدهورِ ..،

تعالي نمشي متكئيْن على عكازةِ روحينا اللتين هبطتا إلى الأرضِ من قبّةِ الأسرارِ قبل أنْ تأخذَ النجومُ والمجرّاتُ ألوانَها و المدارات طوافَها حولَ الفصول ..،

 تعالي نلقي على الشبابيكِ الظميئةِ ملاءةَ الربيعِ ولهيبَ المواقدِ ..،

نلقي على جدار ٍ يتيم ٍ ظلالَهُ ..،

على احجارٍ مبعثرةٍ جيرتَها التي صدعَها ظلمُ الإنسانِ للإنسانِ ..،

جائرون هم سادة الكون يا حبّة العين ثم ..،

قساة لا يرون ابعد من كؤوسهم المترعة بصدى السياط وقضبان السجون ونهب قوت الفقراء …،

 ومغلبون بنو آدم على شغفهم بدورة سنين ليست فيها هموم الرغيف و آلام الخوف ..،

وامام هذا الهول تبقى عيناك ِالارجوانيتان.. ايماءات جفنيكِ ِ ..كلّك يبقى ملاذي الوحيد ..،

ترى أين يضع الغريب عن مكانه وزمانه خلجات إنكساراته سوى على وسادة خافق يضم آهاته برفق ونقاء وتعود اليه بقاياه وتورق تويجاته الذابلة وينهض جبارا شبه مارد فُكّ إسارُه …،

تعالي يا زنبقة الزنابق نعيد إلى حقول نيسان رونقها الذي غاب …،

ونصفّف الأحجار التي سرقها اللصوص لنبنى جدارا قويّا ً ، صلدا ً يفئ إلى ظلاله المعذبون والمضطهدون ..،

تعالي نحرّض الشعب ضد القيود والسلاسل ..،

ونعلمه أن يشرب من كوزنا العلوي ليعلو من قاع المنحدرات إلى قمم الخير والبناء والمحبة ..،

سنلتقي محبوبتي وترتدينا الأحلام ….

جاسم ألياس

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …