محاولة اغتيال ترامب تشعل العالم من جديد.. وغزة أول الميدان! وانقلاب ترامب على إسرائيل
كتب/ أيمن بحر
اندلعت موجة جديدة من التوتّر العالمي بعد محاولة اغتيال استهدفت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما أعاد إشعال ملفات أمنية وسياسية حسّاسة على المستويين الداخلي والدولي. الحادثة أكدت من جديد هشاشة المشهد السياسي والأمني في زمن تحولت فيه الأزمات الإقليمية إلى بؤر تأثير مباشر على سياسات كبرى عواصم العالم.
الوقائع الأمنية التي تلت الحادث أظهرت سلسلة مؤشرات جديدة على محاولات تقويض سلامة التنقلات الرئاسية؛ أجهزة الأمن الفيدرالية وعناصر الخدمة السرية عثرت أخيراً على تجهيز مريب قرب مطار في فلوريدا أُعدّ على شكل منصة مرتفعة تعطى خط رؤية واضحًا لمناطق صعود ونزول الطائرة الرئاسية، وهو ما دفع تحقيقات الـFBI إلى توسيع نطاق الفحص لربط أي ممرات تهديد محتملة بسيناريوهات سابقة.
لكن اللافت أن بؤرة التوترات لم تقتصر على الداخل الأمريكي، بل امتدت سريعاً إلى الشرق الأوسط — حيث أصبحت غزة ساحة المواجهة الأولى التي تُقاس عليها تحوّلات سياسات الإدارة الأمريكية. ضربة إسرائيلية وقعت في قطر، واعتُبرت محاولة اغتيال ضدّ قيادات حماس، فتحت باب التحركات الدبلوماسية ودفعت ترامب إلى طرح مبادرة للسلام اعتبرتها مصادر إعلامية أنها نمت جزئياً كرد فعل على تلك التطورات. عملياً، ما كان يبدو سياسياً موالياً لإسرائيل تغيّر إلى مواقف تحاول استيعاب الرأي العربي والدولي المتجهم إزاء تصاعد الخسائر المدنية في غزة.
هذا «الانقلاب» الظاهر في لهجة إدارة ترامب تجاه إسرائيل — على الأقل في الخطاب العام الذي يحاول التوازن بين دعم حليف تقليدي وامتثال لضغوط عربية ودولية — ليس بالبساطة التي تبدو عليها العناوين. فالتوجهات السياسية هنا تقاطع مصالح انتخابية داخلية، شبكات ضغط إقليمية، ومعادلات أمنية قد تتحول سريعاً إلى مسار تصعيد أو تفاوض. مراقبون يرون أن إشارات ترامب الأخيرة تعكس حسابات استراتيجية تسعى إلى «ضمّ أكبر عدد من الحلفاء» خلف مبادرة تهدئة أو صفقة تبادل، بدل الدخول في مواجهة مفتوحة قد تُعقّد ملفّات أمنية أخرى.
على الأرض الدبلوماسية، شهدنا تحرّكات عاجلة: وصول مبعوثين أمريكيين إلى المنطقة، اتصالات مكثفة مع لاعبين إقليميين ووساطات متجددة للضغط من أجل تهدئة فورية وحماية المدنيين، في حين تعلن عواصم عربية عن رفضها لأي تصعيد جديد قد يزيد من معاناة السكان في غزة. هذا المشهد يضع الولايات المتحدة في منتصف ملعب صعب — بين مطالب ناخب داخلية وأهداف أمنية واستقرار إقليمي.
خلاصة التحليل: محاولة اغتيال شخصية مركزية مثل ترامب أعادت خلط أوراق السياسة الدولية، وجعلت من غزة «الميدان الأول» الذي تختبر فيه السياسات الجديدة قدرة العالم على الاحتواء أو على دفعه نحو موجة تصعيد جديدة. النتائج العملية ستتحدد بحسب قدرة اللاعبين—واشنطن وتل أبيب والفصائل الإقليمية—على الانخراط في مسارات حقيقية للحوار، وإلا فإن الحلقة الأمنية والسياسية قد تظلّ في حالة تقاطع خطير.