مجرد وجهة نظر

مجرد وجهة نظر…
………………………..

لفت انتباهي وانا اتصفح ماينشر من تعليقات متباينة في آراء بعض المتابعين لموسيقى والحان الطرب الاصيل من عمالقة فنانينا العرب…

أقول لفت انتباهي تعصب وتشدد بعضهم في قناعته ورأيه بمن يفضل او يحب من هؤلاء العمالقة،وما يفرضه هذا التعصب في تفضيل بعضهم على الاخر وأطلاق الألقاب والتسميات عليهم،وهنا يجدر القول وإن لم اكن من المتخصصين في النقد الموسيقي والطربي ولكن إطلاعي ومتابعتي لأعمال هؤلاء العمالقة يشفع لي أن أوجز بعض ملاحظاتي في هذا الباب تاركا لمن له رأي او نقد أن يضيف عليها مايراه مؤيدا او معارضا له…….

1.ان الاختلاف في التذوق الفني امر صحي وطبيعي لايختلف عليه اثنين،فالمطربين مثلا يختلف بعضهم عن بعض في مادة الصوت والالقاء والحضور
إضافة إلى الثقافة الفنية والأكاديمية والاهم هو في تأثر البعض منهم بمن سبقهم او تاثير بيئته ونشأته عليه وما يضيف اليه وسطه الاجتماعي أو يحدده.

فالمستمع احيانا يفضل الصوت الطربي والشجن في أغنية او لحن معين لمطرب ما على غيره وان كان في بقية أغنياته لا يستمع له..

2.ان الالحان منابع مختلفة وان اشتركت في نهر واحد،بمعنى ان المقام المشترك لالحان بعض الموسيقيين يتباين في مفرده والتصرف به فتجد احدهم ينبغ في توصيفه لمفردة الكلمة والتمكن في ايصالها للمستمع بما يتلاعب باحساسه
ومشاعره والأمثلة في هذا كثيرة حين نستطيع أن نميز اللحن لموسيقي ما بمجرد الاستماع إليه.

3.اما فيما يخص المفردة او الكلمة فهي في رأيي المتواضع نقطة الفصل التي بصدق كاتبها وإحساسه يمكن أن تفرض اللحن والاداء وتخلق في وجدان الموسيقي حالة من الثورة التي تستفز اوتاره ليخرجها بصورة ملائكية تحلق بمن يستمع اليها الى سماوات التأمل والانبهار والصدق.

اعود لما سبق لي أن أشرت إليه فالمطرب الموسيقي الملحن حين يختار الكلام ليؤديه غالبا ما يتفوق على من سواه من المطربين الذين يجدونه جاهزا لا لميزة في أداءه وصوته فحسب ولكن لأنه يتصرف بها وفق أفضل الصور…والمثل ينطبق في اشتراك مطربين لأداء لحن معين ، فصوت وإمكانية وتصرف كل منهم يختلف عن سواه ولذلك نجد من يفضل هذا عن غيره برغم وحدانية المفردة واللحن،ومن الغريب أيضا أن نجد أن بعض المؤدين يتصرف بالمفردة اللحنية بطريقة لا يستطيع سواه من المؤدين او المطربين الإتيان بها..

هنا اريد ان اصل الى حقيقة من المفيد الإنتباه اليها وهي أن لكل أغنية او لحن وقت وحين وظرف قد يخدم نجاحها بعد تكامل مفردات الكلمة واللحن والاداء تخدم في حينها مؤديها لينافس بها من سواه من المطربين ويحقق بها وجوده واسمه..

وان كان هذا لاينطبق على من أشرت إليهم في مقدمة كتابتي التي عنيت بهم عمالقة الفن والموسيقى لان اختياراتهم وادائهم وحضورهم هو مفتاح نجاح مايقدموه ..

اتمنى ان تكون الأغنية الصادقة واللحن المعبر والنص الصحيح هو مقياس ما نفضله وليس المطرب بعينه وشخصه لان هذا ما يدعو كثيرا من المستمعين الى التشدد والتعصب واحيانا الى الإساءة إلى الذوق الذي هو بطبيعته وخلقه متفاوت وغير ثابت خاصة وان المتلقي غالبا ماتكون بيئته ونشأته وخلفية ثقافته متفاوته ومختلفة في المنبع والمصب…

اخيرا هي مجرد وجهة نظر..

………………………………………….

عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد