أخبار عاجلة

متَاَهات المعَاَش

متَاَهات المعَاَش
بقلمى محمد عنانى
ما أن تنتهى قصة الموظف مع عمله بعد سنوات طويلة من الجِد والشقاء والمعاناة وبذل الجهد والصحة وحين يصل الموظف لسن التقاعد أو كما يُقَاَل يُحَاَلُ إلى المعاش هنا تبدأ رحلة المُعَاَنَاةِ والعذاب قَسراً لا إختياراً فبدلا من تكريم الموظف ليعيش مابقى له من العمر فى راحة وهناء تبدأ رحلة الكَدِ والجفاء والشقاء فيتنقل بين المكاتب والإدارات والأوراق والأختام وما أدراك ما الأوراق والأختام والروتين المُنهك للقوى مهما كانت بين أدوار فى ذات المبنى أوبين مؤسسات ومصالح شتى فعليه أن يذهب إلى الضرائب ليدفع ماعليه منها رغم أن ضرائبه يتم إقتطاعها رغما عنه من المنبع لكن وحسب الروتين لابد أن يأتى بشهادة خلوٍ من الضرائب ولا ينسى الموظف أن يكون لديه فيزا بها رصيد لدفع المُستحقات وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور ينتظرَاَنِه وبعد أن يفرغ من الضرائب وهمومها يعود لجهة عمله لتقديمها فَيُطلبُ منه عمل فيزا خاصة للمعاش والذهاب بها إلى التأمينات وهنا تبدأ مشكلة البنوك وزحامها وصراعاتها وعلى الموظف المُسن خَاَئِر القوى أن يستعد ويتسلح بالصبر على معاناة يوم شاقٍ وطابور لايرحم ثم إذا فاز بالفيزا الموقرة والتى يحصل عليها بعد خمسه عشر يوما يذهب بها إلى التأمينات والمعاشات وهنا أم المصائب والعذاب الأكبر وطوابير ومشاجرات وصعود وهبوط وأراق ناقصه وأختام غير واضحة وخلافه وعليه بعد ذلك الأنتظار حتى يأتيه الفَرجُ برسالة ليذهب إلى البنك المنشود فى اليوم الموعود ليحصل على جنيهات نهاية الخدمة والتى لا تتناسب مع مع سنوات عُمره التى أفناها فى العمل ثم المعاناة الأخيرة وهى اللجوء لرفع قضية للحصول على مُستحقاته القانونية فى رصيد الأجازات وهذه المُستحقات للأسف قد يموت صاحبها قبل صرفها . ألا يجدر بنا وفى ظل تحديث بلدنا والتطور الذى يحدث وننشده أن نقضى على هذا الروتين ونخرج من هذه المتاهة المُمِيِتة وأن تقوم جهة العمل بتجهيز أوراق الموظف قبل إحالته إلى التقاعد ومخاطبة كافة الجهات المعنية واستيفاء أوراقها وكذا الفيزا باعتبار أنها كلها مؤسسات ومصالح تابعة للدولة وتخضع لسلطتها .إرحمونا يرحمكم الله .

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …