متى لا نطلب العفو والسماح من أحد؟

متى لا نطلب العفو والسماح من أحد؟

كتب / أيمن بحر

فى كلمه لنقيب المعلمين بمحافظه البحر الاحمر
الاستاذ.نصر لمعى
يقول. فى زمن صار الاعتذار فيه مطلبًا حتى لمن لم يُخطئ واتهامُ البراءة فيه سابقٌ على إثباتها نحتاج أن نقف وقفة صدق مع أنفسنا وضمائرنا لنسأل: متى لا نطلب العفو والسماح من أحد؟

لا نطلب العفو حين لم نخطئ، حين لم نمدّ يدًا تؤذي، ولم نرفع صوتًا يجرح، ولم نمنع تلميذًا أو تلميذة من حقٍّ بسيط كطلب الذهاب إلى الحمام. لا نطلب السماح حين كنا نعامل أبناءنا وتلاميذنا بنيّة الخير والرحمة، لا القسوة أو التسلط.

لقد أصبح المعلم — هذا الذي يحمل رسالة الأنبياء — فريسةً سهلة لكل من أراد أن يصطاد موقفًا أو سوء فهم، حتى صار التربيت على كتف تلميذ بحسن نية تهمةً قد تُترجم في تقريرٍ طبي إلى دليل إدانة، ويصبح فعل الخير سببًا في وجع النفس والضمير.
لذا نقولها بوضوح: ممنوع اللمس، ليس قسوةً، ولكن حمايةً لأنفسنا من تأويلات الزمان وأقلام الاتهام.

أيها الزملاء الكرام كونوا صفًا واحدًا لا تُترَك فيه فرجة يدخل منها من يريد تفريقنا أو الإساءة إلينا. دافعوا عن بعضكم بالحق، فمن قال عن زميلك اليوم سيقول عنك غدًا أضعاف ما قاله. ضعوا جهدكم وطاقتكم وإخلاصكم فيمن جاء ليتعلّم بحق ولا تهدروا أوقاتكم فيمن لا يريد إلا اللهو أو الإيذاء.

اجعلوا أعمالكم خالصةً لوجه الله الكريم وعلّموا كما لو أن الله وحده يراكم، فهو الأعلم بالنوايا، وهو الذي يجزي بالإحسان إحسانًا.

وختامًا، ندعو كما قال القلب المؤمن:

> اللهم اجعل أعمالنا خالصةً لوجهك الكريم، ووفّقنا لما فيه رضاك يا رب العالمين واهدِ علينا من أنت أعلم به منا يا أرحم الراحمين.

شاهد أيضاً

لحظة غير مسبوقة فى التاريخ الفرنسى 

لحظة غير مسبوقة فى التاريخ الفرنسى كتب/ أيمن بحر وصل الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى …

المغادرة الصامتة.. الرد العظيم لكل من استهان بطيبة قلوبنا

المغادرة الصامتة.. الرد العظيم لكل من استهان بطيبة قلوبنا كتب/ أيمن بحر في زحمة الأيام …