مبادرة دولية تدعو الى مجتمع اخلاقى

روان تامر

عقدت جمعية ( الترا ) الدولية مؤتمر ا عبر الانترنت تدعو فيه المجتمع الدولى الى تحسين نوعية حياة الإنسان فى شتى المجالات ، واذا رجعنا الى ديننا الجنيف سنجد ان الاسلام كان سباقا فى الدعوة الى  كل ما هو خير للانسانية ، حيث تضمنت نصوص القرآن وأحاديث السنة الصحيحة منهجية حياة إيجابية للبشر، بصورة كفلت عالمية الإسلام، دون تحديد لجنس أو لون أو دين. فنجد مثلا بسورة البلد -11 17 (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ. فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ. يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ. ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ).

كذلك ما ورد بالحديث الشريف من أن من إماطة الأذى عن الطريق من شُعب الإيمان.  النصان يمثلان منهجا بشريا لتحقيق الإيمان وثواب الآخرة، فربطا المنهج بأفعال مادية أرضية قابلة للمعاينة والقياس والتحقيق وهى إماطة الإنسان الأذى عن الطريق بإزالة ما يعوقه، فيؤذى الآخرين ويحافظ على سلامته ونظافته.

و كيفية إزالة العقبة أو الحائل المانع من استحقاق الإنسان لثواب الآخرة، بتحريره لعبودية أخيه الإنسان، أو سد جوعه أو دعم أيتامه، أو جبر ضعف مساكينه وقلة حيلتهم، وللوصول لكل ذلك على الإنسان التحلى بالصبر والرحمة.

ان تطور الحياة والمفاهيم يجعلنا نتأمل تطور مفاهيم وصور (الإماطة، الأذى، الطريق، العبودية). فالإماطة تجاوزت صورة الفعل المادى بإزالة العوائق المادية من الطرق والشوارع، لأن مفهوم الطريق ذاته توسع واختلف! فسلوكيات الإنسان أصبحت طريقا تحتاج إزالة سلبيته وجهله وغروره ونرجسيته ،  واصبح فكر ووعى الإنسان طريقا يحتاج إماطة رجعيته وتخلفه وسطحيته وشوفونيته وتعصبه .

الأذى والعقبة والحائل تعددت صورهم ، لتطغى أنواع جديدة من العبودية، تحتاج فكّها! كعبودية المال، الفقر، الجوع، الظلم، الهوان. هناك مجتمعات كاملة تعوم فى الفقر والجوع والتخلف والتعصب.

هناك فئات طاغية فى السفه والسطحية ، وهم المانعون لطريق الوعى الجمعى، وكلها ظواهر تسترق الإنسان فى حياته المجتمعية، ولقد دعى القرآن الإنسان لفكها، سواء ذاتيا أو كمجموعة أو كمجتمع أو كدولة، ولن يتحقق ذلك إلا بفعل (الإماطة والإزالة والكشف والدعم والتعاون)، وتطور رؤية معانى الطريق والأذى و..الخ