جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 
ما وراء سد النهضة
بقلم / ابراهيم الدهش / العراق
يعتبر سد النهضة واحد من أضخم السدود في العالم ، والذي إنشئ في نهاية نهر النيل الأزرق ، وضمن حدود الدولة الإثيوبية ، بهدف تحسين مقدرة إثيوبيا على توليد الطاقة الكهربائية ، وتصديرها إلى دول الجِوار , هذا ما تعرفنا عليه إعلاميا ومن خلال تصريحات كبار المسؤولين الاثيوبين ، حيث يحتل السد مراتب متقدمة من بين سدود العالم ، من حيث المقدرة على توليد الطاقة الكهربائيّة ، فقد حولت مجرى نهر النيل الأزرق في أيار/مايو من عام 2013م , لإنشاء جسم السد ، وفي 26 كانون الأول/ديسمبر من عام 2015م ، تمت إعادة المسار الطبيعي إلى النهر بعد الانتهاء من إنشاء الأنفاق السفلية للسد ، وقد أعلنت الحكومة الإثيوبيّة عن استكمال نحو 50% من أعمال الإنشاء، وأنه بحلول نهاية عام 2016م , سيتم تشغيل أولى الوحدات الكهربائية للسد الذي تبلغ سعته نحو 14,5 مليار م³.
هذا ملخص بسيط عن تفاصيل بناء سد النهضة على نهر النيل والذي يصب في دولة مصر والهدف من إقامته أما في الخفاء فهناك تفاصيل ابعد من ذلك وخلف الكواليس حيكت كثير من المؤامرات والدسائس التي تعرقل نهضة مصر ، أبرزها منع مياه نهر النيل عن مصر عكس ما هو ظاهر ، فأثيوبيا تعلم جيدا أنها لو منعت تدفق الماء لمصر فلن يعود لمصر خيار سوى هدم السد أو لو كان هدمه سيسبب غرق السودان وجنوب مصر (فى حالة هدمه بعد امتلائه) فيمكن لمصر أن ترجع أثيوبيا للعصر الحجرى عبر سلاح مصر الجوي المتفوق على أثيوبيا ، فضلا عن تكون أثيوبيا من قبائل وأعراق متعددة بينها نزاعات ويمكن تغذيتها وتأجيج الصراع بينها ومدها بالسلاح وتمزيقها لعدة دول بأسهل مما حدث ويحدث مع السودان .
إذن فلماذا تبنى أثيوبيا سد النهضة وتلوح بمنع الماء من الجريان بنهر النيل إلى مصر ؟ان ما تفعله اثيوبيا هو تضييق الخناق لمصر وتهددها فتبتزها وترغمها على فعل ما تمليه عليها . ولكن ما الذى تريد إملاءه على مصر وما مصلحتها فى هذا ، فى الواقع فأثيوبيا ليس لها مطالب ذاتية فى ذلك وإنما هى مدفوعة من قرارات دولية خارجية لها تأثير مباشر في الساحة العالمية و العربية ولا يهمها الا خراب و دمار الشعوب وخلق المؤمرات و الفتن والتقاتل مابين الشعوب إضافة إلى إرغام مصر للتنازل والخضوع وإضعاف قوامها لأنها أصبحت اليوم العمود الفقري في جسد الأمة العربية ، ونست وتناست بأن مصر لها القوة والقدرة في التصدي لهذا الموقف المعيب عسكريا وسياسيا ،حيث تمتلك أكثر من ألف طائرة حربية وعدد كثير منها الطائرات الحديثة بينما لا تمتلك أثيوبيا سوى أقل من مائة طائرة حربية قديمة كما يبلغ عدد القوات البرية الأثيوبية أقل من ثلث القوة المصرية ولكن لا أهمية لهذا لأنه لا حدود برية بين مصر وأثيوبيا ، إضافة إلى ذلك فإن مصر لها قوة بحرية كبيرة بينما لا تملك أثيوبيا قوة بحرية لأنها لا تطل على أى بحار ، إضافة إلى ما ذكرناه فإن مصر تمتلك عددا كبيرا من صواريخ متوسطة المدى والتي يقدر مداها بمئات الكيلومترات وطائرات من طرازات مختلفة كما لديها مصانع بمختلف أنواع الأسلحة بمعنى أنها من البلدان المتطورة ، والقائمة تطول في تفاصيل ترسانة الجبهة المصرية ولكن يبقى الحلم والأناة هو من يدير دفة قيادة التصرف في الحكومة المصرية حتى ينفذ الصبر ونطبق حين ذاك قول سيد البلغاء
قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
لان النيل لم يغذي الشعب المصري فقط وانما يرتوي بنكهته كافة الشعوب العربية فهو مصدر عطاء للجميع وهديره لا ينضب شاؤو أم ابوّ .
