أخبار عاجلة

ما هو الكبت العاطفي ؟

ما هو الكبت العاطفي
كتب_الشريف أحمد
الكبتْ كلمة شائعة نسمعُها جميعاً لذا بجب علينا بأن نقف لنجد معني وحلول لكلمة الكبتْ، فإنه يعوق الشخص عن إكتساب خبرة جديدة في المجال الذي أقلقه ودعاه إلي الكبت .

فالكبت العاطفي هو مجموعة مشاعر تشير إلى طاقة نفسية مخزونة لم تجد طريقها للتفريغ، وذلك لعدم القدرة على التعبير الكلامي أو الفكري أو الوجداني، وربما يكون ذلك نتيجة لشخصية الإنسان أو بيئته أو طريقة نشأته، وغالباً ما يعُبر عن هذه الطاقة النفسية دون إرادة

الإنسان مما ينتج عنه ظواهر نفسية تكون غير سويّة في معظم الحالات، والتخلص من هذه الظاهرة يكون عن طريق التعبير عن المشاعر، وأن لا يتغاضى الشخص عما لا يُرضيّه حتى وإن كان من الصغائر، لأن التراكمات تؤدي إلى الكبت النفسي .
إختلاف بين الكبت والكظم :

وهناك إختلاف بين الكبت والكظم، من حيث الدرجة ومن حيث الشّدة النفسية، فالكظم حالة عابرة، تنتج من خلال سلوك الفرد ويمكن تجاوزها عبر التنفيس عنها، أما الكبت فقد تتضافر فيه العوامل الذاتية والخارجية الضاغطة أو الكابتة .

الإفراط في عاطفة الحب والبُغض :
قد يتسبب الإفراط في عاطفة الحب والبغض من بعض الاشياء المُسببة للكبت، وهو شيء غير مرغوب، فالوسطية في الأمور هي الأفضل، ولا شك أن الإفراط في هذه العواطف يؤدي إلى ضرر بالصحة النفسية يتمثل في اضطراب المزاج وربما تقلب الشخصية وضعفها، والإفراط لابد أن يقرن الحزن والخوف بالأمل والرجاء دائما، وقد يؤدي إلى أستخدام الكبت كوسيلة دفاع نفسي أولية، يستخدمها الفرد لدفع ما ليس مقبولاً على مستوي الشعوري إلى ساحة اللاشعور .

مثل النسيان الشعوري للأحداث التي يؤدي تذكُرها إلى إيلام الفرد و توتره .
أو لأن محتوياتها غير مقبولة إجتماعياً، ويُعدّ الكبت آليّة تحايل، لأنه لا يحل المشكلة ويصرف التوتر الناتح عن مُعاناتها، بل يعمد إلى حصرها في إطارِ ما، أو تجاوزها، وكأن ميدان الحادثة المكبوتة يصبح خطيراً، يخشى الفرد الاقتراب منه .
وهو قد يكون مستودع الميول والرغبات الطفولية والغريزية الغير مقبولة إجتماعياً، ويهدف إلي الاشباع الفوري، ويعمل وفق مبدأ اللذة .
لذلك فإن الاندفاعات أو المشاعر القوية المكبوتة يمكن ان تظهر، إما من خلال زلات اللسان، و إما من خلال القلم، أو عن طريق الاحلام .

وهنا يأتي دور الاسرة فى فتح حوار مع الابناء (وهم أطفال)، لكي نقيّهم من الآنا التي تخضع لمبدأ الواقع والشعور بدور “الكابت”.
دور الأسرة في النشأة الصحيحة :
وللأسرة دور رئيسي لأن التربية والنشأة الصحيحة للطفل تواجهان إندفاعه وراء الإشباع الأعمي لمتطلباته الغريزية، كما حدث مثال مع الطفل الذى شاهدناه عبر التلفاز وكيفية تعامله وتشاكسه مع رجل المرور عندما اوقفه، وهو يقود سيارة والده وهو لا يبالي العواقب .
وقد يتطور عمل الأنا لديه في السيطرة علي الدوافع الأولية، ومع نمو الأنا وتكاملها يبدأ اكبت المعُقد، حيث تُستبقى مُشتقات وشواهد الدوافع المقنّعة لا شعورياً .
الإتزان العاطفي والنفسي :
الإتزان العاطفي والنفسي يتأتيان عن طريق معرفة الذات وفهمها وقبولها، ثم العمل على تطويرها، كما أن الاستفادة من التجارب المختلفة والتفاعل مع الظروف الحياتية بصورة موضوعية ومنطقية يمثل ركيزة أساسية للتوازن العاطفي والنفسي، ولا يمكن للتوازن العاطفي أن يتأتى إلا إذا كان هنالك توافق بين الإنسان ومن حوله، وتدريب النفس وترويضها على القبول بمن حولها، والتكيّف مع محيطها، وهنالك جانب هام للتوازن النفسي والعاطفي، وهو أن يحترم الإنسان ويتحلى بما تطالبه به معتقداته، ولا شك أن دين الإسلام الحنيف أكثر من حسم على هذه الجزيئية، وفيه وبه تستقر وتتزن النفوس والعواطف .

الشخص المعتدل أو المتوازن عاطفيًّ :
وتعريف الشخص المعتدل أو المتوازن عاطفيّاً هو ببساطة الذي يفرح عندما يفرح الآخرين، ويحزن عندما يحزن الأخرين، ولا يكون هنالك إفراط أو تفريط في تعبيره عن عواطفه مع مراعاة الضوابط الاجتماعية وما يتطلبه الموقف العاطفي أو الوجداني، ويتحكم الإنسان في عواطفه بآليات إرادية، وأخرى غير إرادية، وهي تتأتّى عن طريق التكيّف الاجتماعي ومعرفة حجم الموقف العاطفي، والنتائج المترتبة على تعبيره عن عواطفه، ولا شك أن هنالك فوارق اجتماعية وبيئيّة تُحدد مسار التحكُّم في العواطف، لذا يجب علي الاسرة و المحيطين به عنايته ورعايته ومراقبة السلوك، وتقويمها .

الختام :
وتتحقق الوقاية من الكبت بتضافر جهود الأسرة والمدرسة في مساعدة الفرد لتجنب الاضطرابات التي يمكن أن تؤدي إلي الكبت .

ولا شك أن استشعار الآيات في الصلاة والتأمل والتدبُّر يُمثّلْ قمّةْ النضوج العاطفي والوجداني العقدي لدى الإنسان .

شاهد أيضاً

المسؤولية الاجتماعية في الحج.. بقلم د. شريف بن محمد الأتربي

منذ خلق الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها، وهو يسخر لهم سبل العيش فيها، حيث …