ما هو الفرق بين إتقاء الله وإتقاء النار

ما هو الفرق بين إتقاء الله وإتقاء النار
كلام خطير فى القرآن الكريم
كتب_الشريف أحمد عبدالدايم
التقوى تحمل معاني عديدة، لذا وجب فى البداية نُعرج على معنى التقوى من ناحية اللغة .
تعريف و معنى تقوى في اللغة :
كلمة تقوى تأتي (فعل) وتأتي ايضا (اسم)
1:(تَقَوّى: (فعل
قوَّى / تقوَّى بـ يتقوَّى ، تَقَوَّ ، تقوّيًا ، فهو مُتقوٍّ ، والمفعول مُتقوًّى به
تَقَوَّى الرَّجُلُ : كانَ شَديداً قَوِيّاً، تقوّى بأفراد عائلته: استمدّ منهم قدرتَه وشجاعتَه، أو تَقَوَّى مَرْكَزُهُ : صارَ ذا مَكانَةٍ .
2:(قوَى: (اسم – والجمع : قُوَّاتٌ ، قُوىً ، قِوىً
القُوَّة : ضدُّ الضعف
القُوَّة: الطاقة من طاقات الحبل
القُوَّة :المؤثر الذي يغيّر أو يميل إِلى تغيير حالة سكون الجسم أَو حالة حركته بسرعة منتظمة في خط مستقيم
القُوَّة :مبعث النشاط والنمو والحركة، وتنقسم إلى طبيعية وحيويَّة وعقلية، كما تنقسم إِلى باعثة وفاعلة
رجلٌ شديدُ القُوى: أي شديدُ أَسْرِ الخَلْق .
التقوى:
نتحدث عنها اليوم فى معناها بأنك تبتعد وتجعل وقاية عن أى شىء يلحق بك ضرر ، فذا وردت الأية الكريمة، قال تعالى :”فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَة” البقرة 24.
والعجيب والمثير تأتى الكلمة ايضاً فى الأية التالية فى نفس السورة حيث قال تعالى:”وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ” البقرة 41.
فكيف يكون للمسلم الإبتعاد عن الله وهو وسيلتنا فى حياتنا الدنيا والاخرة للنجاة والفوز بالجنة …؟؟
والمعنى من الآية مادام الله قد ارسل رسوله ليبلغ العباد بفعل الخيرات والإبتعاد عن المنكرات، هنا يأتي المعنى الحقيقى للكلمة، وهو لابد من تلقي تعليمات الرسول عن ربه وتفعل ما أمرك به وتنتهي وتقف عما نهاك عنه، وإلا سوف تنال صفة الجلال من الله وهى {القهار – المنتقم} .
والقصد منه إذا كان العمل يرضي الله ورسوله فبادر بالعمل به، وإلا الانتهاء عنه والتوبة سريعاً لاتقاء صفة جلال الله (ومنها البطش والانتقام) .
وإتقاء الله: يأتي بالحفاظ على قوة الوصل بينك وبين الله .
ومن التقوى أن تتبع الحسنة السيئة تمحُها، أي التوبة لله مباشرةً بعد كل لفظ او فعل حرمه الله سبحانه وتعالى.
وحينما سُئل ابى هريرة رضوان الله عليه عنها:
أجاب إنها حالة من الوعي، قال للسائل هل مشيت ذات يوم طريقً ذا شوك، اجابه نعم، قال له فما صنعت، قال السائل انظر الى موضع الشوك فأتقيه، قال له ابى هريرة: ذاك التقوى .
وما هو لباس التقوى:
قال تعالى: “يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً، ولباس التقوى خيرٌ، ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون” سورة الاعراف الاية 26 .
ولباس التقوى: هو السمت الحسن والعمل الصالح خشية الله، والخشية هنا فى مفاهيم الصوفية تعني أنك تخشى علاقتك من الله بأن تكون من المطرودين أو من غير المحبوبين من الله .
التقوى لا تعنى كثرة العبادات، وإنما هى حالة للتوقف قبل لفظ الكلمة والفعل، كما وضحها لنا الحسن البصري رحمه الله قال: رحم الله عبداً وقف عند همهِ، فإن كان لله أمضاه، وإن كان لغير الله توقف .
وقبل الختام نوضح عندما يقول الله للعباد أتقي الله فهي تحمل نفس معنى أتقوا النار، وليس بأن تجعل بينك وبين الله على العموم وقاية، وإنما تتحرى الوقاية من صفات البطش والجبروت من الله عز وجل، أما باقى الصفات فالتحم سريعاً التحام المحب العاشق.
الختام :
قال عنها فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز طيب الله ثراه .
التقوى: هي نواة، وهى كلمةٌ جامعة تجمع الخير كله، فهى الإيمان وهى الهدى، وهى الإسلام، وهى البر، وهى ايضاً الصلاح والإصلاح، فالتقوى وسيلة لتيسير الامور، والخروج من المضايق فى الدنيا والآخرة، وهى الوصول الى كرامة من الله بدخول الجنة .
قال تعالى” إن المتقين في جناتٍ وعيون ادخلوها بسلام آمنين” سورة الحجر الاية 45 .