مالنا غيرك ياالله

وفاء أنور

أحيانًا تشعر بالاغتراب عن كل شيء يدور من حولك وكأن نصيبك من هذه الدنيا المتغيرة هو المزيد من شعورك بالشتات حتى في داخل نفسك ، كلما هممت بفعل شيء وجدت أمواج الانطفاء الشرسة تحتضنك بكل قوة ، حتى تكاد أن تغرقك ، تحدثك نفسك بالرغبة في الخلاص من كل هذا فلا تجد بعد عناء البحث سوى أبواب ربك التي ستلجأ إليها حاملًا معك كل همومك وأحزانك ، لتلقي بها في بحار رحمته وتعود بعدها إنسان جديد .

تعود مطمئنًا مصحوبًا بالبركات ، تشعر بأنك أصبحت مثل تلك الريشة التي يدفع بها الهواء ، فجميع أثقالك قد سقطت عنك وهذا مقترن دومًا بالقرب من الله ، في أحلك اللحظات ترفع عيناك لتراقب السماء فتجد جزءًا من سلامك النفسي المفقود هناك فتقاتل من أجل الحصول عليه والاحتفاظ به ، كأنك تهرب بين الحين والآخر من سلاسل قيودك التي تربطك بهذه الأرض التي مسها بعض من الجنون ، جنون قد يدفع بك كرهًا للانزواء والانطفاء .

تعود من رحلتك وقد عاد إليك قلب الطفل الذي ولدت به ، تعود متفائلًا ، مرحًا ، فمهما حاصرك الظلام فهناك نور قد سطع بداخلك بدد ظلمة أيامك ، وهذا وعد الله لك ، ذهبت معدمًا لاتملك شيئًا ، ذهبت محملًا بضعفك وقلة حيلتك ، ثم عدت من رحلتك إنسانًا جديدًا يحمل بداخله قلب كبير يمكنه من احتواء العالم .

أحيانًا تشعر برغبتك في اعتلاء القمم ، ولكن أغلالك تمنعك كما تمنعك تلك الكلمات الموجهة إليك من أغلب المحيطين بك ، هاهى طاقة النور قد انفرجت ، وأتت معها بكل الخير من عند من ملك كل مفاتيح الخير لك ، فطريقك إلى الله ملجأك الوحيد والقرب منه هو سبيل خلاصك .

الأيام والأحداث تأخذنا ، ويد الله تمتد إلينا لترفعنا من بين غابات الجهالة ، ترسم لنا ملامح الطريق الذي سيتحقق لنا فيه كل شعور بالراحة والسلام ، إنه طريق النور ولاطريق سواه .

شاهد أيضاً

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين القيادة درب العظماء يسعى إليها كل عظيم لكن هيهات …