ليتني كنت موبايل حتي يهتم بي اهلي والاخرين
كتب د فوزي الحبال
طلبت المعلمة من تلاميذها في المدرسة الابتدائية أن يكتبوا موضوعاً يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يتمنون ، وبعد عودتها إلى المنزل جلست تقرأ ما كتب التلاميذ فأثار أحد المواضيع عاطفتها فأجهشت في البكاء .
وصادف ذلك دخول زوجها البيت ، فسألها ما الذي يبكيكِ ؟
فقالت موضوع التعبير الذي كتبه أحد التلاميذ .
فسألها وماذا كتب ؟.
فقالت له خذ إقرأ موضوعه بنفسك ، فأخذ يقرأ .
إلهي ، أسألك هذا المساء طلباً خاصَّاً جداً ، وهو أن تجعلني جوال ، فأنا أريد أن أحل محله ،أريد أن أحتل مكاناً خاصاً في البيت ، وأصبح مركز اهتمامهم فيسمعونني دون مقاطعة أو توجيه أسئلة أريد أن أحظى بالعناية التي يحظى بها حتى وهو لا يعمل ، أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت من العمل حتى وهو مرهق، وأريد من أمي أن تجلس بصحبتي حتى وهي منزعجة أو حزينة ، وأريد من إخوتي وأخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي ، أريد أن أشعر بأن أسرتي تترك كل شيء جانباً لتقضي وقتها معي .
وأخيراً وليس آخراً، أريد منك يا إلهي أن تقدّرني على إسعادهم والترفيه عنهم جميعاً ،يا ربِّ إني لا أطلب منك الكثير أريد فقط أن أعيش مثل أي جوال ،انتهى الزوج من قراءة موضوع التلميذ وقال يا إلهي ، إنه فعلاً طفل مسكين ، ما أسوأ أبويه .
فبكت المعلمة ،فسألها زوجها ما يبكيكى هذه المره، قالت له اتعرف من هو كاتب هذا الموضوع ْإنَّه ولدنا يوسف .
تذكرت حينها قصة ذاك البروفسور الإنجليزي الذي لم يدخل النت بيته ولما سُئِلَ عن السبب ، قال لأنه يفرض علينا رأيه ولا يسمح لنا بمناقشته ، ويُنَغِّصُ عَلَيْنَا حَيَاتَنَا العائليه .
قال ناصح التقنيات الحديثة بدأت تسرقنا من أهلنا ،أطفالنا ، بل تسرق مشاعرنا وعواطفنا ،اجعلوا هذه التقنيات للفائده لا لإضاعة الوقت وهدره .
الأبناء هم رأس المال وامتداد العمر والاستثمارالرابح ، عيشوا معهم ولا تعيشوا لأجلهم .
فأفضل ما يصنع الشخصيّة السويّة في الطفل هو حسن القدوة والقرب العاطفي من الآباء ﻻسيما في مراحل عمرهم الأولى ، وقبل عمر المراهقة والتكليف .
ليتني اكون موبايل قالها طفل .