ليالي حب في فيينا
الحلقة الثانية
شاهدت كيف
كان البدر هائلا، ساطعًا ، فضي اللون، أشبه بلؤلؤة ضخمة معلقة في السماء. هالته مجمدة كلوح زجاج من شدة الصقيع الذي يلف كل شيء حتى بانت كل المكونات ظاهرة على حقيقتها منتشرة ما بين الخافقين، كانت ليلة مؤنسة يغفو فيها الألم وتنتعش فيها الأحلام في مدينة كلها حلم بحلم،
انتابني شعور جميل وإحساس رائع، وسكنني الحب حتى طاف بأوردتي متدفقا كشلالات تسقط من علو مرتفع، تهبط فتصطدم بصخور قعر جوفي محدثا حديثا خاصا في الحب. وحبيبتي ،جميلتي ملهمتي، ملكتي، بعيدة قريبة، امتلكتني حيرة مكالمتها
فضلت لغة الاشارة ورحت ابحث عن الجوابات في ظل الشجر المعتق ,دون ظل واضح ,فالشجر هناك سامقا كاشف الأوراق وكأنه يتصدق على العشاق بها .حتى أدركت أن ما بين الشجر والعشاق علاقة مشتركة في ظل البدر المعلق .ممزوجة برائحة المطر الشائع في البساتين البعيدة
في تلك الارض وجدت نفسي على حقيقتها وكأن القدر ابعدني عن احلامي بها
وجدت حقيقة مشاعري دون غموض أو غياب فكل شيء واضح كالشيء وعكسه فلا استعارة في ظل الكلام كيفما قفزت بين السماوات والارض أعالج الآمي
انها بلاد الحب..
جميلتي :
هل تسمعين. هل مازلت هنا فاصلة بين النوم واليقضة
هنا اردت ان اراك على حقيقتك لقد بحتِ، بكلام لم تقولينه من قبل, عن الحب هنا اختبرت مشاعرك تجاهي هنا رايتك بعيون حالمة عندما اجتمعت انا والفجر عنوة دون ان يجمعنا الفضول ولم اكن ادري اين امشي لكني كنت امشي على هدى سابقة .ريثما يدلق الفجر زرقته الكحلية وينصرف الى الرصيف ,عند المكان نفسه الذي قدم فيه شاب يافع في مقبل العمر وردة حمراء لفتاة جميلة فاحتضنته عندها ايقنت ان الحب اعظم من الورد .وعلى نفس الرصيف وجدت عازفا اهداني معزوفة خاصة وكانه يعزفها لحبيبتي رايت كيف كانت تتطاير النونات كاوراق الورد ، رقيقة، مؤنسة ماخوذة من عظمة شعب فيينا في الموسيقى الذي تحدى فيها الحرب وانتصر .
نعم يا سيدتي هنا الحب يختلف تماما . لا فرق بين الليل والنهار فكل الليلي حب وحب .هنا ينام الورد في حضن الشجر ,وينسجم الغراب مع اليمامة دون كره
هنا أحببتك على سجيتي وأحسست بسجيتك على مهل بأربعة ليالي بأربعة أحلام , معلقة ما بين السماء والأرض .هنا كنت مفصل الكلام وفصاحته وبلاغته .هنا كنتِ التألق الذي رافقني على ذاك المقعد الأنيق .هنا كنت رفيقة النجاح وحبيبة الفؤاد .
هل مازلت فاصلة ما بين النوم واليقضة أم تحولتي إلى نقطة اعلل حروفي النائمة بها من عصر الجاهلية
بقلم مرهج نجم