لمحة عن الفندق وموقعه التاريخى شيراتون الغردقة

كتب/ أيمن بحر
فندق شيراتون الغردقة كان من أوائل الفنادق السياحية الكبيرة على ساحل البحر الأحمر — أُنشئ فى عام 1963 من قبل شركة Sheraton العالمية وكان يُعد لؤلؤة الغردقة حينها.
كانت غرفه المطلة على البحر من جميع الجهات والشاطئ المحيط به مزدوج (من جهتين)، ويُحيط به تصميم مميّز وموقع استراتيجي على الساحل.
كيف تحوّل من فندق مشهور إلى مبنى مهجور
فى بداية التسعينيات اشتراه مستثمر سعودى الشركة السعودية المصرية لاستثمارات البحر الأحمر — بمبلغ يقال إنه حوالى 15 مليون دولار مع وعد بإقامته كمشروع سياحى متكامل يشمل فيلات، شاليهات مارينا لليخوت قرية سياحية على 82-88 فدان أرض، إلى جانب تجديد الفندق القديم أو هدمه وبناء جديد.
لكن وبعد البيع المالك لم يُنفّذ بنود هذا العقد: لم يقم بالتطوير، ولم يبنِ الفيلات أو المرافق الموعودة.
بدلاً من ذلك ترك الفندق مهجورًا وتدهورت حالته كثيرًا: الدور الأرضي أصبح مكبّ قمامة ومخلفات مراكب سياحية المارينا تعرضت لانهيارات أساسات الفندق تشقّقت، صدأ ظهر على حديد التسليح حمام السباحة انهار والمعدات تعطلت من الإهمال الطويل.
الأراضى المحيطة — التي المفترض أن تُستثمر — أيضًا تُركت مهملة، وتحولت إلى أرض قاحلة. حسب تقارير تحولت إلى مأوى للكلاب الضالة وحطام ومخلفات بحرية على الشاطئ.
محاولات قانونية وإدارية — لماذا لم يعاد تشغيله؟
بعد سنوات من الإهمال، ظهرت دعاوى قضائية من جهات رسمية (محافظة البحر الأحمر الجهات القانونية) للمطالبة بـفسخ عقد البيع مع المستثمر بسبب عدم تنفيذ بنود العقد.
لكن رغم الدعاوى — ولمدة عقود — لم يُفرض تنفيذ فعلى. الفندق ظل فى غيبوبة استثمارية رغم أهميته وموقعه.
فى أوقات متفرقة كان يُعلن عن نوايا لإعادة التطوير: على سبيل المثال فى 2015 أُعلن أن المحافظة وافقت على ترخيص باستئناف تطوير المشروع مع خطة لإعادة بناء الفندق وإنشاء منتجع سياحي على مساحة 82 فدان.
لكن هذه التصريحات والإعلانات — حتى وقت قريب — لم تُترجم إلى واقع ملموس على الأرض أو على الأقل لم تعيد الفندق لسابق عهده حتى الآن.
السر الحقيقى — هل هو فساد؟
غياب تنفيذ؟
سوء إدارة؟ مجموعة عوامل
من خلال ما سبق يمكن تلخيص سر هجر الفندق فى عدة عوامل متداخلَة:
غياب تنفيذ من المالك على بنود العقد بعد الشراء (تطوير إنشاء مرافق صيانة) — أي تقاعس واضح.
تغيّر أولويات الاستثمار، أو صعوبة استثمار الأرض بشكل مربح سواء بسبب قوانين بيئة أو حسابات ربح/خسارة.
ضعف الرقابة أو عدم الاستمرار فى متابعة تنفيذ الالتزامات من الجهات المعنية.
تراكم الإهمال الفني والصيانة إلى أن تحوّل المكان من فندق فاخر إلى مبنى متهالك — ما جعل إعادته إلى الخدمة صعبًا ومكلفًا.
كذلك القضايا القانونية والنزاعات بين المستثمر والجهات الحكومية التي عطّلت أى مشروع تنموى على مدى سنوات.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 