لشكر قيد النعم 

 الشكر قيد النعم 
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
➖️ألا بنعمة ربك فحدث :
التقدير وشكر الناس على المعروف صفة النبلاء
شكر الناس على المعروف
يقصد بشكر الناس على المعروف الاعتراف بالجميل، و الشكر على ما تم تقديمه من فعل جميل اتجاه أي شخص، والاعتراف سمة للأشخاص المتصفين بالوعي، و هو يندرج في مقام شكر النعمة.
حيث إنه من المؤسف أن تتجه أنظار الناس إلى أهمية النعمة، أي من جهة حصولها ووجودها، ثم تتجه ثانية إلى كيفية صرفها و الاستفادة منها، و لا تتجه أبدا إلى رؤية المنعم أبدا و مقابلة شكره، فلا هو يشكر المنعم الأصلي الذي هو الله سبحانه وتعالى الذي هيأ الأسباب و ساقها بلطف حتى وصلت إلينا، و لا هو يشكر من سعى في تحصيل هذه الأسباب و جريان هذه النعمة على يده، فيكون جرم الشخص جرمان صعبان و كفا بذلك جرمان، خاصة إذا علمنا أن شكر الناس على المعروف يترتب عليه ذلك الجزاء الأوفى، و من يفعل الخير يجزى به، كما قيل:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
ومن الواجب على الشكر بالإنعام والإنعام بالشكر، فاشكر لمن أنعم عليك وأنعم على من شكرك، فإنه لا زوال للنعم إذا شكرت ولا إقامة لها إذا كفرت، والشكر زيادة في النعم وأمان من الغِيَر.
ولا ينبغي أن يكون غياب الاعتراف بالجميل والشكر سببا في ترك إسداء النعم على الناس على من يستحقها منهم، فإن بعض الناس قد ينقبض عن فعل الخير بقبض يده إذا ما صادف في ذلك إنعاما قابله كفر أي إنكار للنعمة و جحود لها، و في هذا قيل :
يد المعروف غنمٌ حيث كانت تحمّلَها شكورٌ أم كفور
فعند الشاكرين لها جزاءٌ وعند الله ما كفر الكفور
و من الواجب عقلا و ذوقا المسارعة إلى تقدير و شكر النعم، و هذا يدل على معرفة قدرها و استحسان أمرها، قال بعض الحكماء: عند التراخي عن شكر المنعم تحلّ عظائم النقم.
فمن الواجب أن نعرف تقدير نعم الوالدين والأقارب والأصدقاء، و كل نعمة تأتينا بسبب و من غير سبب، و كم هي تلك النعم التي لا نتفطن لها ولا نراها، بل نغفل عنها و نحتقرها.
وعلى العكس من ذلك تماما، فمن الناس من يقدر النعمة و يزيد من حجمها، و يكبر بشأنها، فمن المكارم الظاهرة وسنن النفس الشريفة، ترك طلب الشكر على الإحسان ورفع الهمة عن طلب المكافأة، واستكثار القليل من الشكر واستقلال الكثير مما يبذل من نفسه.
ومن المؤسف بحال أن يجد الإنسان في حال لابد له فيها أن يشكر من لا يحق شكره، وذلك إذا أسدى له نعمة لأنه في حالة اضطرار، ولهذا قيل:
صُن شكرك عمّن لا يستحقه واستر ماء وجهك بالقناعة
ومما يجب الانتباه له هنا أيضا أن تصرف النعم إلى من لا يسحقها من الناس، فيوضع المعروف في غير موضعه، وفي غير أهله ومستحقه، وضربوا في ذلك مثلا لطيفا.
قال بعض الحكماء: (المعروف إلى الكرام يعقب خيراً والمعروف إلى اللئام يعقب شراً، ومثل ذلك مثل المطر يشرب منه الصداف فيعقب لؤلؤاً وتشرب منه الأفاعي فتعقب سماً ) فما أكثر الأفاعي في هذا الزمان و ما أقل الأصداف، فلينتبه الإنسان إلى ما ذكرناه و ليحرص على فهم هذه المعاني بعد أن تبين له معناها
وليتدكر دائماوابدا قول الله سبحانه وتعالى في محكم دكره وبيانه ( وقليل من عبادي الشكور ).

شاهد أيضاً

فضل هارون على أخيه موسي عليهما السلام

فضل هارون على أخيه موسي عليهما السلام   بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف عندما قال …