أخبار عاجلة

لا يشعر بالنار إلا من اكتوى بها 

بقلم/ عبير مدين

البحث عن شماعة نعلق عليها فشل كثير من العلاقات الزوجية التي إن لم تنتهي بالطلاق الحقيقي انتهت بالخرس الزوجي أو ما يسمى الطلاق الصامت!.

أصبحت كلمة حقوق المرأة تثير الجدل ،والنقاش ،وربما وصل الأمر إلى اتهامات ،و تراشق بالالفاظ!، ولو فكرنا بالعقل لوجدنا الموضوع بسيط قال الله تعالى (فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين) ،الموضوع مجرد تذكرة أن لها حقوق إن اعطيتها هذه الحقوق فنعم الرجال أنت ،وأن لم تستطع لضيق ذات اليد فأضعف الإيمان أن تشعرها بتقدير ما تقوم به ،وما تتحمله من أعباء.

عاطفة الأمومة تولد مع البنت بعكس الرجل الذي تولد عنده عاطفة الأبوة عندما يحمل اول مولود له فنجد الطفلة تلاعب دميتها كأنها أم تداعب صغيرها ترضعه ،وتهتم بكل شؤونه.

المرأة هي الزوجة التي تشارك براتبها فى المنزل بنسبة قد تتجاوز ما ينفقه الزوج لا تنتظر منه أن يدفع لها اجر الرضاعة، المرأة هي الأم التي تسهر تذاكر لأبنائها لكي يصبحوا فى مراكز مرموقة حاملين اسم آبائهم لم تنتظر يوما اجر مدرس خصوصي خاص او في مجموعة.

المرأة هي الزوجة التي تقف في المطبخ (في عز الحر) حتى تعد الطعام لا تنتظر أجر، لكن تنتظر كلمة تسلم ايدك.

المرأة هي الزوجة التي تعاون زوجها في الحقل ،وفي الصيد ، وتقف بجواره في تجارته ولم تطلب يوما أجر عامل أو مرتب نظير ما تقوم به.

لكن هناك من يوقعها سوء الحظ في من لا يقدر مجهودها، و يستغلها ،ويصل بهما الخلاف لطريق مسدود هنا تحتاج إلى من يقف بجانبها، ورغم أن الاب والاخ كلاهما رجل لكن عندما يمس الأمر من هي من لحمهم ،ودمهم فإنهما اول من يبحث عن حقوقها!.

ازدواجية المعايير آفة المجتمع، مجتمع نشأ على أن العادي أن يهين الرجل زوجته، و يضربها أمام أبنائها، وأن يسمع الجيران صوته، وهو يشتمها لكن العيب، والغير مقبول أن يعبر عن حبه لزوجته أمام أحد!.

مجتمع يبحث فيه الأهل عن زوجه صالحه لإبنهم لكي ينصلح حاله بعد الزواج! ثم يحدث ألا ينصلح حاله!، مجتمع لا يعلم البنت تحمل المسؤولية، و ينتظر أن تتعلمها في بيت زوجها ثم يحدث ألا تتعلم!

المشكلة ليست في القوانين، و الفتاوى الشرعيه هي موجودة في حالة الضرورة لاستخدامها، موجودة مثل وجود حق الزوج في التعدد لكن كم زوج استخدم هذا الحق؟

علينا أن نفكر قبل أن نندفع في الهجوم فلن يشعر بالنار إلا من اكتوى بها لن يشعر بها إلا من وقع عليه ظلم أو وجد ابنته أو أخته ضحية زوج فاشل.

وتذكروا أن في حالة الطلاق تظلم المرأة فمهما حصلت على مكاسب مادية لكنها لا تستطيع أن تعيش حياتها بشكل طبيعي من جديد ولأننا في مجتمعنا الشرقي لا نرحب بدخول مطلقة العائلة تصبح معاملتها على حذر حتى الزوج الجديد لن ينسى أنها كانت لرجل آخر يوما ما.

وإذا فاض بها الكيل ،و لجأت للخلع فإنها تخسر ماديا بعد أن تتنازل عن كل حقوقها، وتخسر معنويا حيث تصبح في نظر المجتمع ست مفترية، والكارثة أن يكون لها إبنه فيعاملها المجتمع كأنها ابنة إمرأة مجرمة ،وسوف تخلع زوجها كما فعلت أمها فتدفع هي الأخرى ثمن زيجة امها الفاشلة!.

المرأة اليوم ضحية عادات، وتقاليد المجتمع حاسبوا من وضع هذه العادات والتقاليد، حاسبوا كل من زرع التمييز ضد المرأة ،وجعلها تبحث عن حقوقها، وعن من يحميها من زوج فشل في اسعادها قبل أن تشنوا الهجوم على من يبحث عن حقوقها ،وكأنكم تنتظرون فتوى تستبيح دمها أو نعود لأيام الجاهلية، و وأد البنات.

تذكروا وصيه الرسول صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيرًا ، فإنّهن عوان عندكم ، أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ).

شاهد أيضاً

لا تستقبلوا العام الجديد بانطفاء الأنوار و انطفاء الشموع

    كتبت: زهراء محمد شحاتة تم النشر بواسطة: عمرو مصباح استقبلوها بالنور ولو ولعتو …