لا حياة بدون حياء

 

بقلم الدكتورة/ هبة المالكي مدرس أصول الفقه بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بالمنصورة

من صفات المسلم الحق اتصافه بخلق الحياء ، فالحياء هيئة في النفس تحمل صاحبها على البعد عما يعاب ، أو البعد عن المعاصي ، ورسولنا الكريم هو القدوة المهداه والنبي الأعظم الذي قال بأن الحياء لايأتي إلا بالخير ، وماقاله صلى الله عليه وسلم أيده الواقع وأقرته الشرائع السماوية جميعها .

 

فنجد أن المسلم أو المسلمة على حد سواء إذا ما تجاوز وتطاول وحسب أن ما يفعله هو الصواب ، وأن تجاوزاته في معاملاته ، أو تجاوزها في ملبسها وهيئتها ، أو التطاول باتخاذ جميع الطرق غير المشروعة بهدف الوصول إلى أمر ما ، أو مطلب دنيوي ، كل هذا وغيره من تلبيس إبليس الذي يعد إغواء بني آدم مقصدا له.

 

ورد في الصحيحين: الإيمان بضع وسبعون شعبة، أو قال: بضع وستون شعبة، فأفضلها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.

 

و الحديث الشريف فيه دلالة واضحة على أن مراعاة السلوكيات العامة في الطريق وإماطة الأذى عنه ومراعاة أبسط قواعد اللياقة والأدب في الحوار وكف الأذى عن الغير من سمات المسلم الحق وهو باب من أبواب الحياء الذي يفتح به الخير لكل المجتمعات المسلمة.

وللحياء فوائد غفيره لاتعد ولاتحصى منها : كف النفس عن إيذاء الآخرين بالقول أو الفعل ، وجود مجتمع خالي من الأمراض والعقد النفسية ، مراعاة كل فرد من أفراد المجتمع لغيره،  مما يعود بالنفع على الجميع ، الالتزام بالأخلاق الإسلامية في المأكل والملبس والمشرب ، حسن الجوار ، وحسن العلاقات بين أفراد المجتمع بعضهم مع بعض .

 

وهذا بعض من كثير لايتسع المقام لذكره ولكن من المسلم به أن الحياء لايجلب إلا الخير فإذا انعدم الحياء إنعدم الخير، وقلت البركة ، وانتصر الشيطان ، وانتهت الحياة البشرية التي تقوم على المودة والرحمة المبنية على احترام الكبير والعطف على الصغير.

 

فمابالك أن يكون المجتمع مبني على انعدام الفضيلة ، وانتشار الرذيلة التي سببها عدم الحياء ، فيجب علينا جميعا امتثال هدي النبي الكريم صاحب الخلق الرفيع والمقام العلي سيدنا محمد صلوات الله وتسليماته عليه في جعل الحياء لنا منهاجا في الحياة ، وسبيلا نهتدي به وليس أدل على ذلك مانراه في المجتمعات الغربية التي تتخذ الحرية لها شعارا ، والبعد عن الحياء منهاجا .

 

كفانا مانراه فيهم من انتشار أمراض وأوبئة ومساوئ تتعدى إلى اختلاط الأنساب وانتشار الفواحش والمفاسد وكفانا بهذا أن نتعظ ونرتدع حفاظا على بناتنا وشبابنا من الفتن والشرور فالشباب هم رجال المستقبل وحماة الوطن والدرع الواقي له فيجب تنشأتهم تنشئة صحيحة .

 

البنات هن أمهات المستقبل اللاتي يعطين المجتمع النماذج المحبة لوطنها والمخلصة له في الظاهر والباطن فيجب تربية هذا النشئ على الحياء ووضع الله نصب أعينهم في جميع معاملاتهم وتعويدهم على أن الكلمة أمانه والجسد أمانة والعقل أمانة يجب الحفاظ عليها وهذا لايتأتى إلا بالحياء الذي لا يأتي إلا بالخير

شاهد أيضاً

لشكر قيد النعم 

 الشكر قيد النعم  كتب سمير ألحيان إبن الحسين ألا بنعمة ربك فحدث : التقدير وشكر …