لا تَسَلْني

لا تَسَلْني

ــــــــــــــ

يا حَبيبي ، والهـوى يَجْتَـاحُ نفسي

قد عَلِمْتَ – الآنَ – مأساتي وبُؤسي

لا تَسَلني عن أَمــانينا ســــويَّا

ضَاعتِ الأحْـلامُ في وهْــمٕ وهَجْـسٍ

ضَاعتِ الأيَّامُ منِّي ، ضَاعَ أَمْسي

أين منِّي بعضُ أَحْـلامِي وأمسي؟

لا تَسَـلني كيف ضاعت؟ ، لا تَسَـلني

يا حبيبي، كيف أصحو؟، كيف أُمْسِي؟

إنْ تَسَـلْ عنِّي فَسَـلْ صَمْتَ اللَّـيالي

فاللَّـيالي أُخرِسَت عَنْ كلِّ هَمْـسِ

***

كانت الأحـلام عمـري ، عقـلُ قلـبي

مُهجتي ، أوهامُ حبي ، نبضُ حسِّي

قـد تَهَـاوَتْ بينَ أَحْضـانِ اللَّيالي

وأَمَـامِي سُجِّـيَتْ في يَوْمِ نَحْـسِ

شُيِّعَتْ بالأمس صمتاً ، ضمَّــهَا صَدرٌ

حَنُــونٌ ، وانْتَهَـتْ في بَطْـنِ رَمْسِ

وَأَرَانِي هَـائِمًـا أَشْـدو هُمُـومِي

وَكَأَنَّ الْهَـمَّ تَــاجٌ فَـوْقَ رَأْسِـي

***

قاتِلي قد خُنتَ عهدي ، يا قتيلَ

اللَّوْمِ مهلاً ، لمْ أعِشْ يوما لنفسي

هَا أَنَـا أَمْضِي بَعِـيدًا يَا حَبِيـبِي

بَعْـدَمَا رَوَّعْتَـنِي في يَـوْمِ عُـرْسِي

فَأَجُـوبَ الأَرْضَ بَحْـثًا عَنْ خَلاصي

وَسُكُـونِ الْقَلْـبِ مِنْ شيـخٍ وقَـسِّ

فَأَنَا ـ غَصْبًٕـا ـ تَعَلَّمْـتُ دُرُوسِي

وَفَهِمْـتُ الآنَ دَرْسًـا بَعْـدَ دَرْسِ

وَرَأَيْـتُ الْحَـقَّ في قَلْبِي شُعَـاعًـا

قَـدْ أَحَالَ الْكَـوْنَ نُـورًا فَـوْقَ يَأْسي

ِ***

فاطْلُبِ الغُفْـرَانَ مِنْ رَبِّ كَرِيـمٍ

وابتَعِدْ عنِّي ، فقدْ طهَّرتُ رِجْسي

لا تَسَلْني ، واسْأَلِ الأقْدارَ عَفْـــوًا

وارْتَقِبْ عَفْوِي وَقَـدْ أَيْقَنْـتُ حَدْسِي

لا تَقُلْ شَيْئًا فَعَيْنُ الحُبِّ نَامَتْ

واسْتَكَانَتْ ، بَعْدَمَا دَمَّــرْتُ كَأْسِي

***

الشاعر سمير الزيات

شاهد أيضاً

القاص سعيد رضواني:”قلعة المتاهات حين تكتب القصة طيف كتابتها

القاص سعيد رضواني:”قلعة المتاهات حين تكتب القصة طيف كتابتها بقلم/ شكيب أريج مر على صدور …